عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 17:41
المحور:
كتابات ساخرة
بدتْ المشكلةُ ، في بدايتها ، مستعصيةً على أيّ حل .
كانت " الذبابةُ " تحومُ حولي ، وتلتصقُ بي ، وتطنُّ حول أذني ، وتدخلُ إلى صيوانها ، وإيوانها ، كأنهُ مُلْكُ العائلةِ الكريمةِ " الصِرْفْ " ، الذي وَرَثَتهُ أبّاً عن جِدْ . ثم تمادتْ .. فبدتْ تلحسُ شفتي ، ثم تقفزُ ، لتحومَ حول عيني ، ثم تتسللُ الى داخل ما تبقى من شَعْرِ رأسي ، وتُدغدغني من هناك .
وكان ردّي عليها مُتحضّراً ، ومنسجماً مع ثقافتي الكونيّة . أوماتُ إليها بيدي .. فوقفتْ على يدي .. ثم ذَرَقَتْ فوق كفّي .. ثم استعانتْ بصديقٍ ، وتزاوجتْ معهُ فوق أنفي .
هَشَشْتها بودٍ .. فلم تتزحزح . فتحتُ لها الأبوابَ والنوافذَ .. فتجاهلتْ جنوحي للسِلْم ِ .. ولم تغادرْ حدودي المُنتَهكّةْ .
سياسيا ، ودبلوماسياً .. تَدرّجْتُ في استخدامِ المصائدِ .. من أكثرها بدائيةً ، إلى اكثرها حداثةً .. فتمادتْ في غيّها .
عسكرَياً .. تدرّجْتُ في استخدام العقاقير والمبيداتِ .. من الأقراص المنومة والمهدئةِ .. إلى اسلحةِ الدمار الشامل ، فلم تهدأ ، ولم تخَفْ ، ولم تخمدْ .. بل رفعتْ عقيرة طنينها ، وأزدادتْ إلتصاقاً بي .. بل و " تحالفت " و " توافقتْ " ، مع كلّ من هبّ ودبّ من الذباب .. حتّى تحوّلَ البيتُ كلّه الى مدينة مفتوحة للذباب الدوليّ .
سحبتُ " نعالي " الصيني الخفيف المستورد ( عيار 45 ملم ) ، وضربتها ، على كامل مساحتها ، ضربةً هائلةً .. فألتصقَتْ بالمنتوج الصيني المستوردِ ، و" تماهتْ " معهُ " وجوديّاً " .. وأنتهى الأمر .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟