أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ما روى عن التدبير الذى قام به ابو يوسف الفران فى ذلك اليوم العصيب!














المزيد.....

ما روى عن التدبير الذى قام به ابو يوسف الفران فى ذلك اليوم العصيب!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 22:38
المحور: الادب والفن
    



سمعت هذه الروايه اول مره منذ ما يقرب من ربع قرن. فى تلك الفتره كنت مشغولا بامور اخرى فى الحياة و لم اعطى اهتماما خاصا لاخبار الازمنه الاولى. لكنى عندما سمعت بهذه الحادثه فوجئت بهذا القدر من الحكمه الذى كان لدى الناس فى تلك الازمان. و لعل سبب هذا الاعتقاد الخاطى مناهج التعليم التى نقلت لنا فى الغالب صور اقرب الى السلبيه منها الى الايجابيه عن حياه الناس فى تلك الازمنه. لكن لا بد من الاعتراف ان ما قام به ابو يوسف الفران من تدبير حكيم قبيل عيد الميلاد كان يتعدى كل تصور . وقد روى لى احد معمرى القريه و كان يعمل قطروزا لدى احد الفلاحين, ان شان ابا يوسف ارتفع منذ ذلك اليوم و بدا الناس يلجاوؤن اليه فى ازمات القريه كما حصل يوم هاجم الجراد القريه لاحقا . اما انا الان فبعد ربع قرن على معرفتى بتلك الروايه ما زلت على ذات الانبهار الذى كنت عليه يوم سماعها لاول مره.

. بالطبع هناك تفاصيل كثيره لن ارهق القارىء بها ,خاصه المتشوق لمعرفه ماذا حصل فى هذا اليوم العظيم , الذى اجمعت كافه الاجيال فى القريه منذ ذلك الزمن, و حتى الان, انه احد ابرز الاحداث فيها. حفيد اخر مبيض عرفته القريه و كان اسمه ابو توفيق المبيض, و الذى كان يطوف حارات القريه الثلاث مناديا بصوت عال , مبيض ملاعق و صحون, اخبرنى نقلا عن جده ان سكان القريه اعتبروا الحادث علامه فارقه فى تاريخ القريه حيث صاروا يؤرخون تاريخ القريه ,قبل محاوله هدم الكنيسه و بعدها .

تلك الاحداث حصلت قبل زمن طويل من مجىء الجراد الذى حل على القريه فى زمن المماليك و الذى حولها الى ما يشبه خربه لبعض الوقت قبل ان يعود الاخضرار اليها . و بعد وقت من اجتياح هولاكو بغداد و تدميره لها و سعيه للتمدد باتجاه بلاد الشام .
لم اسمع القصه اول الامر من ابو يوسف الفران.بل من ختياريه القريه الذين ماتوا جميعا الان. اخر هؤلاء كان الحاج عبدالله الذى اوصانى و انا استمع اليه فى مساء ماطر ان انشر الحكايه على قدر ما استطيع.و لما سالته عن السبب, قال بالحرف ستاتى ازمنه يحتاج الناس لها !

فى ذلك الزمن كان ابو يوسف لم يزل على قيد الحياه, بل و كان يتمتع بصحه جيده.و كان لم يزل يستطيع الجلوس ساعات طويله يحدث فيها الناس عن تاريخ الازمنه .و فى امسيات الصيف خاصه , كان يجتمع فى منزله خلق كثير من رجال و شباب و صبايا و حتى اطفالا ممن كانوا يتشوقون سماع اخبار الازمنه الاولى.
اما عن تاريخ تلك الحكايه فقد كان من الصعب معرفه وقت حصولها .و قد سمعت من بعض الرواه انها حصلت بعد زمن من تصدى السلطان بيبرس المملوكى للمغول فى عين جالوت.لكن من خلال الروايات التى سمعتها قدرت انها لا بد انها حصلت فى حدود العام 1350 اى بعد حوالى مائه عام على حكم المماليك للبلاد .على كل حال التاريخ قد لا يفيد كثيرا فى هذا المقام لان الاصل هو الحكايه ,التى بدات ذات يوم خبر الى القريه ان عسكر المماليك فى طريقهم الى القريه لاجل تدمير كنيسه القريه. انتشر الخبر فى القريه و اجتمع مشايخ حارات الدروز و المسلمون و المسيحيون لتداول الامر .

فكروا بدايه ان يقوموا بمقاومه العسكر المملوكى بالقوه, لكنهم وجدوا انهم لن يتمكنوا من ذلك, و ان العسكر المملوكى سيدمر القريه كلها . و لما اعيتهم الحيله قرروا ان يذهبوا الى ابو يوسف الفران لعله يجد حلا لتلك المصيبه التى حلت على القريه خاصه, و انه لم يبق الا يوم لعيد الميلاد..ذهب المشايخ الى منزل ابو يوسف و كان المنزل الوحيد الذى وسط حارات القريه الثلاث.استمع ابو يوسف اليهم ثم نظر اليهم واحدا بعد الاخر و ابتسم قائلا الحل بسيط!.نظر المشايخ الى بعضهم البعض و هم لا يعرفون كيف يكون الحل بسيطا !
قال ابو يوسف . قولوا لاهل القريه ان يحضر كل واحد منهم قطعه قماش من اى نوع ؟رد عليه احد المشايخ لماذا يا ابا يوسف .اربطوا الجامع بالكنيسه !
ثم احضر ثوبا و قال و هاكم ثوبى , اسرعوا الان فالوقت يدهمنا !
فى ذلك اليوم بدت القريه مثل خليه حيث انهمك رجال و نساء و اطفال القريه كلها سواء فى احضار قماش او فى لف القماش و ربطه ببعضه البعض و ربط الجامع و الكنيسه. قال حفيد اخر مبيض فى القريه نقلا عن جده انه كان من النادر ان ترى القريه موحده كما كانت ذلك اليوم, و حتى الاطفال الصغار كانوا يركضون بحماس من حاره الى حاره , و هم يحملون قطع قماش ملابس . و عند العصر تقريبا وصل عسكر المماليك الذين فوجئوا بتلك الشرائط الطويله التى تربط الجامع بالكنيسه.سال القائد المملوكى احد مشايخ القريه عن الكنيسه رد الشيح عندنا كنيسه و جامع معا .كيف هذا قال الضابط .لاننا قريه واحده و اماكن عبادتنا هى لكافه سكان القريه !
انصرف العسكر المملوكى بعد ذلك و لم يفعلوا شيئا. و على حسب ما رواه ابو يوسف ان اجراس الكنيسه لم تقرع من قبل كما قرعت كما فى ذلك اليوم .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!
- بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!
- 142 عاما على اوبرا عايده!
- هل ستعود الحضاره الى الشرق الادنى ؟
- بعض من الاحداث التى حصلت قبل هبوب العاصفه
- حوار بين اصدقاء !
- حوار فى محطه القطارات المركزيه !
- من شعار تغيير الانظمه الى شعار تغيير الثقافه السياسيه!
- حان وقت اندمال الجراح!
- قبل حلول الجراد !
- اخر شاويش عثمانى!
- زمن الزمار!
- لمواجهة هجمه الهمجيه !
- ثقافه المحبه و التعاطف مع الاخرين يتم تعلمها تماما مثل ثقافه ...
- 100 عام على مؤتمر اللا مركزيه فى باريس, و السؤال الى اين نحن ...
- التوقيت المثير للتساؤل فى دعوه نور الدين عيوش الى احلال الدا ...
- الجنازة!
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ما روى عن التدبير الذى قام به ابو يوسف الفران فى ذلك اليوم العصيب!