أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!














المزيد.....

بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 08:53
المحور: الادب والفن
    



لم تتح لى الفرصه فى الفتره الاخيره زياره ابو يوسف الفران لانى علمت انه مريض و لا يقوى على الحديث.قلت فى نفسى ربما من الافضل ان ازوره لتحيته لا اكثر .فقد ترددت كثيرا فى الاعوام الماضيه على منزله حيث يسكن وحيدا . و كنت اجلس معه ساعات طويله استمع لرواياته. كان الشتاء قاسيا ذلك العام و قدرت ان من الافضل ان لا ازعجه . و قد اخبرنى جاره الوفى الذى كان يساعده فى تدبير حياته , ان ابو يوسف يمضى معظم الوقت نائما او مستلقيا على الارض .
كما اخبرنى جاره انه يستيقظ فى الليل احيانا و ينادى اشخاصا لا يعرفهم احد.و قد سال الجار احد كبار السن فى القريه عن هؤلاء الاشخاص, فقيل له انهم توفوا منذ اكثر من ثلاثمئه عام !

.هذا اللغز طرح بطبيعه الحال سؤالا لم يستطيع ان يجيب عليه احد حول العمر الحقيقى لابو يوسف.فالذى كان معروفا لدى جميع سكان القريه انه بلغ المائه عام . لكن فيما بعد التقيت باحد معمرى القريه الذى اخبرنى انه سمع من الناس , ان عمر ابو يوسف كان مائه عام عندما كان طفلا !و لذا ظل عمر الرجل غامضا و لغزا لم يستطع احد حله.

احد شباب القريه , و كان اول من حصل على شهاده المترك فى القريه من المدرسه الثانويه فى عكا , حاول عبر عمليه حسابيه بسيطه خلال سهره جمعت شباب القريه قرب الجرن الذى يفصل حارات القريه الثلاث, ان يقدر عمر ابا يوسف من خلال ما ينقل عنه من روايات. فكان تقديره ان عمره لا يمكن ان يقل عن ثلاثه الالاف عام.ضج الحضور لهذه النتيجه .فى اليوم التالى انتشر الخبر فى القريه . بدا سكان القريه يعبرون عن ارائهم بشان الامر . قال المسلمين ان ابو يوسف لا بد انه ولى من اولياء الله.اما المسيحيون فقالوا ان ابا يوسف قديس حقيقى .اما الدروز فقد قالوا ان ابا يوسف يحمل معه المبادى الكونيه الخمسه!

اما بالنسبه لى فقد كنت خلال تلك الفتره اعانى من هاجسين متضادين. الاول انى لا اريد ان اكثر من زياراتى له, لانه كان يتحدث لساعات بلا توقف, و هو امر كنت الاحظ انه يرهقه ,حتى و ان كان يبدو سعيدا. و الثانى, رغبتى الشديده ان اعرف منه اخبار الازمنه الغابره, و هو الرجل الذى يعرف كما سمعت من الكثيرين قصه القريه كلها حتى قبل ان يقسم الرومان فلسطين لثلاثه اجزاء. فلسطين الاولى و فلسطين الثانيه و فلسطين الثالثه.


لكن اللغز حول الرجل لم تكن يتعلق فقط بعمره .بل ايضا بالعديد من القصص التى كانت تروى عنه و لم يكن من السهل التحقق منها . قيل مثلا ان ابا يوسف كان قائدا لحاميه مدينه غزه معينا من حاكمها الفارسى باتيس عندما حاصر الاسكندر مدينه غزه الكنعانيه فى العام 335 قبل الميلاد . و قيل ان ابا يوسف قاد الدفاع المستميت عن المدينه التى كلفت الاسكندر الكثير من قواته لاحتلالها ,فى المعارك الداميه التى جرت على اسوار المدينه حيث جرح فيه الاسكندر نفسه اثناء الهجوم من الجهة الجنوبيه ..كما قيل ان حكمه ابا يوسف انقذت الالاف من السكان عندما اخبرهم ان يتم اجلاء اكبر عدد من الاطفال و النساء لان الاسكندر سيذبح الاهالى كما فعل بعد احتلاله مدينه صور الفينيقيه .

كما قيل ان ابا يوسف كان يذهب نفسه فى قارب صغير فى الليل اثناء حصار نابليون لمدينه عكا فى العام 1799 ليحضر المؤن و السلاح لسكان المدينه لكى يصمدوا فى الحصار.هذه فقط بعض القصص من العديد مما سمعتها عنه. لكن ربما يكون الحادث الذى ترك اكبر الاثر فى نفسى ما قيل ان ابا يوسف قام به, كان عندما هاجمت قوات من المماليك القريه و هو امر يعتبره الجميع ابرز احداث القريه عبر التاريخ لذا ساترك الحديث عنه لوقت اخر.
اما عندما كنت اسال ابو يوسف عن تلك الاخبار كان يضحك و يقول الله يجازي اهل قريتنا ما اكرمهم ! .لكنه يتوقف فجاه. تتسع عيناه ثم ينظر هنا و هناك و كانه يبحث عن شىء ضائع بين ركام الازمنه منذ ان كانت النساء الكنعانيات يستقبلن بالزغاريد على شاطى بحر عكا رجالهن القادمين من رحلات بحريه بعيده.و قد علمت من جاره ان ابو يوسف كان يسمع فى الليل اصوات قادمه من تلك الازمنه الاولى. منها صوت اجراس القوافل التى كانت تتهادى فى الجبال فى تلك الليالى المقمره مترافقه مع عزف قيثاره حزينه كانت الحانها تتردد فى سماء فلسطين .

اوسلو 21 كانون اول 2013



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 142 عاما على اوبرا عايده!
- هل ستعود الحضاره الى الشرق الادنى ؟
- بعض من الاحداث التى حصلت قبل هبوب العاصفه
- حوار بين اصدقاء !
- حوار فى محطه القطارات المركزيه !
- من شعار تغيير الانظمه الى شعار تغيير الثقافه السياسيه!
- حان وقت اندمال الجراح!
- قبل حلول الجراد !
- اخر شاويش عثمانى!
- زمن الزمار!
- لمواجهة هجمه الهمجيه !
- ثقافه المحبه و التعاطف مع الاخرين يتم تعلمها تماما مثل ثقافه ...
- 100 عام على مؤتمر اللا مركزيه فى باريس, و السؤال الى اين نحن ...
- التوقيت المثير للتساؤل فى دعوه نور الدين عيوش الى احلال الدا ...
- الجنازة!
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!
- لون الارض ابيض!
- حول ضروره الحريه فى المجتمعات الانسانيه!


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!