أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - حوار فى محطه القطارات المركزيه !















المزيد.....

حوار فى محطه القطارات المركزيه !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 00:33
المحور: الادب والفن
    



الزمان ليلا
المكان : محطة القطارات المركزيه.
الاشخاص: رجل فى خمسينيات العمر يضع على راسه قبعه صوف تصل حتى اذنيه و هو يركض باتجاه رصيف القطار!
امراه ذو وجه باسم تجلس على مقعد على رصيف القطار. و هى ترتدى قبعه تشبه قبعات الارستقراطيات الفرنسيات فى القرن التاسع عشر.و بجانبها جقيبه سفر كبيره.



الرجل(و هو يلهث)
عفوا هل مضى القطار!
المراه: تعنى قطار 7 !
الرجل: اجل!
المراه :
مضى للتو!
الرجل يا لخيبتى! على ان انتظر ساعه لمجىء القطار الاخر!
المراه( تبتسم ) و انا ايضا !
الرجل يعنى انك كنت ستاخذين قطار رقم 7 ايضا !
المراه (تنظر الى حقيبتها الكبيره) اجل !

الرجل (مشعلا سيجاره و يهم بالجلوس)
(الرجل ينظر ثانيه الى لوحه مواعيد القطارات و يهم ان يقول شيئا )
المراه (مبتسمه)اطمئن ! لن ياتى القطار قبل ساعه!
الرجل: فلننتظر .لا خيار اخر !
المراه: نعم لا خيار اخر!
الرجل: لكن الجو بارد هنا دعنا ندخل الى داخل المحطه!
المراه:( تنهض)معك حق الجو بارد هنا !
يذهبان الى داخل المحطه و يجلسان متقابلين))
المراه: اخبرنى ماذا تعمل فى هذه الحياه؟
الرجل؟
اعمل فى التدريس
المراه:
لا بد انه عمل مرهق!
الرجل:(مفكرا قليلا) ليس دائما !
المراه (مبتسمه)انت تساهم فى صناعه عقول البشر و يحق لك ان تفخر بذلك !
الرجل( مبتسما) شكرا لك! لا اسمع هذا القول كل يوم !
المراه:
و لكنها الحقيقه!
الرجل: اجل و لكن كم تظنى الذين يعرفون ذلك؟
ليس مهما ان يعرف الاخرون ,المهم انت تعرف !
الرجل: بصراحه, انا
اقوم بوظيفتى و و هذا كل شىء!
المراه:
لكنك تدرك انك تعمل باخطر المهن!
الرجل:
اجل, و لكن قائد الطائره يعمل فى مهنة خطيره و كذلك سائق القطار!
المراه: اجل ! لكن خطا سائق القطار يظل على سوءه اقل من خطا المعلم!
الرجل:
لكن الخطا يظل خطا فى كل الاحوال !
المراه :ليس دائما !
الرجل: الخطا خطا سواء كان خطا قطع الطريق عندما تكون الاشاره حمراء. او قتل انسان كلاهما ذو جوهر واحد!
المراه:
و لكن كيف لك ان تقارن هذا بذاك؟
الرجل: لان الجوهر واحد!
المراه : لا اتفق معك !
الرجل :لانك تفكرى بنتيجه الخطا لا بجوهره.و هذا سبب خلافنا !
المراه: و لكن يوجد اخطاء كبيره و اخطاء صغيره!
الرجل (بسرعه) ابدا ! الفارق فقط فى النتائج .ان اخطا النجار فى صنع طاوله فهو خطا, لكن النتيجه ليست قاسيه . لكن ان اخطا سائق القطار و راح ضحايا فالنتيجه كارثيه !
المراه: اذن المساله مساله نتيجه حسب رايك!
الرجل: اجل هذا ما اعتقده !
المراه: لكن ان كنت ترى الخطا خطا فى المفهوم , كيف يمكن لك ان تعرف الخطا كمفهوم مستقل!
الرجل:(محدقا فى لوحه قريبه):
لا اظن انه يوجد خطا مستقل بنفسه! الخطا يتلازم دوما مع الصواب.
المراه :كيف؟
الرجل : لانه لا يوجد خطا بلا صواب, اعنى خطا مطلق و صواب مطلق؟
المراه؟
لا افهمك!!
الرجل : اردت القول بعدم امكانيه الفصل بين الخطا و الصواب!
المراه: لماذا ؟
الرجل: لان الصواب و الخطا ينتميان لمنطقه واحده !
المراه: لا افهمك حتى الان!
الرجل : الخطا و الصواب هما شرط الطبيعه الانسانيه , لذا فهما متلازمين طوال الوقت!
المراه :
اتعنى انه لا يمكن فصلهما ؟
الرجل : لا اظن ذلك و ساقول لماذا ! هل تظنى ان الذى اخترع القطار اوجدته مره واحده بلا اخطاء و تجارب فاشله؟
المراه : لا اظن !
الرجل: حسنا , هنا تكمن العلاقه بينهما, اى لا يوجد خطا بلا صواب و العكس تماما !
المراه :
يوجد مشكله هنا!
الرجل: اين؟
المراه: انت تقول انهما متلازمين معنى هذا اننا لا نستطيع فصلهما البته!
الرجل :
لا
المراه:
اذا حسب رايك لا يمكن تقديم تعريف منفصل لكليهما !
الرجل اعتقد انه من غير الممكن !
المراه:حسنا ,
دعنى اقدم هذا المثال .
عندما يكون الجنين فى داخل المراه لا يمكن الفصل بينهما اليس كذلك؟
الرجل طبعا لا يمكن!
المراه:

لكن عندما ينفصل الجنين و يكون كيانا منفصلا الا يمكن تعريفه بمعزل عن امه ؟
الرجل: نعم و لا !
المراه: (متابعه متجاهله رده)
اذن من الممكن لنا ان نرى الخطا كمفهوم مستقل!
الرجل: لكنها استقلاليه نسبيه و ليس انفصال نهائي!
المراه(متابعه فكرتها ) و الدليل ان بوسعك ان تاخذ الطفل الى مكان بعيد, و يعيش فى بيئه اخرى غير بيئه الاهل!
الرجل:انت قدمت مثالا و دعينى اقدم مثالا مضادا !
المراه(تبتسم ) ماذا ؟
الرجل :
عندما تقودين سيارتك الى البيت فانك تقومين بالصواب كل الوقت.اليس كذلك ؟
المراه:
طبعا!
الرجل :
و ان حصل ان صدمت سياره اخرى معنى هذا انك خرجت من منطقه الصواب الى منطقه الخطا!
المراه : اجل !
الرجل :

اذن الخطا الذى ارتكبتيه هو جزء من صواب او امتداد له!
المراه:
لا اوافق!
الرجل: لماذا
المراه: لانه متى غادرت منطقه الصواب الى الخطا فقد حصل قطيعه مع الماضى!
الرجل: كيف؟
المراه:
اعنى قطيعه فى السلوك و حتى فى الزمن !
الرجل :لماذا ؟
المراه:
لانه عندما ياتى البوليس الى مكان الحادث و شركه التامين فانهم ياتوا على ضوء الخطا, و لو لم يحصل الخطا لما حضروا اصلا!

الرجل: لا اتفق معك!
المراه :
لماذا؟
الرجل: لانك عدت تتحدثين عن النتائج و ليس عن المفهوم و هنا المشكله؟
المراه: كيف؟
الرجل: لنفترض انك صدمت سياره اخرى, و كانت ضربه خفيفه لم تشعرى بها, و تابعت السير, هنا لن ياتى لا بوليس و لا احد ,و ستذهبى الى بيتك كعادتك!

المراه:
افتراضدك خاطىء من الاساس!
الرجل لماذا ؟
المراه: لانه ان ضربت سياره اخرى بدون ان اعرف معنى هذا انه لم يقع خطا!
الرجل: كيف ذلك؟
المراة:
لاننا نتعرف على الخطا عن طريق الحواس, و لذا نستطيع تعريفه عن الصواب , و اذا لم يشعر المرء به معنى هذا انه لم يقع !
الرجل :
اذا كنت تربطين الادراك بالحواس .معنى هذا انت تنفى وجود امريكا قبل ان يصلها كولومبوس ؟
المراه: (تنظر الى ساعتها و اليه ) اوه , اقترب موعد القطار, دعنا نذهب الى الرصيف!
ينهضان و ييسران نحو الرصيف.
الرجل : دعنا نكمل الحديث فى القطار!
المراه: اجل !

اوسلو فى 12 كانون اول 2013



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شعار تغيير الانظمه الى شعار تغيير الثقافه السياسيه!
- حان وقت اندمال الجراح!
- قبل حلول الجراد !
- اخر شاويش عثمانى!
- زمن الزمار!
- لمواجهة هجمه الهمجيه !
- ثقافه المحبه و التعاطف مع الاخرين يتم تعلمها تماما مثل ثقافه ...
- 100 عام على مؤتمر اللا مركزيه فى باريس, و السؤال الى اين نحن ...
- التوقيت المثير للتساؤل فى دعوه نور الدين عيوش الى احلال الدا ...
- الجنازة!
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!
- لون الارض ابيض!
- حول ضروره الحريه فى المجتمعات الانسانيه!
- البيت يحترق!
- نحو اقتلاع الارضيه الفكريه لللارهاب!
- المطلوب كلام مثل حد السيف و حاد كوخز الابر!
- حول الامانه المجتمعيه هل تثق فى المجتمع الذى تعيش فيه؟
- المطلوب استخدام العقل النقدى لمعرفه خارطه الطريق!


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - حوار فى محطه القطارات المركزيه !