سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 22:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى مقالته الشهيره حول الانوار عرف( ايمانويل كانت) الانوار بانها الجراه على استعمال العقل.
قبل الانوار كانت الامور تجرى وفق الاعراف و التقاليد و بدون استخدام للعقل و النقد.
كانت مرحله الانوار تمردا على كل ما سبق. كانت مرحله تحرير للعقل قبل اى شىء اخر .حصلت تغير هام فى كل شىء, فى نظره الانسان للكون و لنفسه,و اثر ذلك كله على مجموع الانتاج الفكرى و الفنى و الادبى, الامر الذى سمح بانتقال المجتمعات الاوروبيه من مرحله الانغلاق الفكرى , التى فسرت انتشار الطاعون فى اوروبا على انه عقاب من الله. الى مرحله الملاحظه و الدرس و فهم الظواهر الطبيعيه و محاوله تفسيرها.
.و القول ان نيوتن اوجد قانون الجاذبيه فقط لان بضعه تفاحات سقطت عليه قول ساذج. لانه يسقط الفكره الاساس ان اسحاق نيوتن كان فى اجواء تامل الظواهر الطبيعيه , الامر الذى سمح له بفهمها وبوضع قانون لها .و لو سقطت ذات التفاحات على شخص اخر ليس فى جو التفكير العلمى لما اهتم بالامر .
و ما ينطبق على العلوم التجريديه ينطبق على العلوم الاجتماعيه.
فى فلسطين مثلا من الصعب الاعتقاد انه يمكن تحقيق الانتصار على الاحتلال بقوى سياسيه فلسطينيه متصارعه و منقسمه على نفسها بل و تكيد لبعضها البعض .و هذا قول يكاد يصل الى مرتبه القانون !
و عندما بدات بشائر الانتصار تلوح فى جنوبى افريقيا كانت كل المؤشرات تدل على ذلك؟ لانه لا يوجد نتائج بلا اسباب . كان نظام الفصل العنصرى قد عزل على المستوى الدولى . و كانت
اهداف منظمه المؤتمر الافريقى واضحه للجميع. و هى نزع الشرعيه عن نظام الفصل العنصرى و استبداله بنظام لكل المواطنين .
كما وصلت العديد من النخب اليضاء المتنوره, لقناعه استحاله استمرار النظام العنصرى. الامر الذى ساعد الى حد ما فى نزع شرعيه .كما ان منظمه المءتمر الافريقى لم تكن تتدخل فى شوؤن الدول المحيطه و كلها كانت دولا غير ديموقراطيه, لكنها مؤيده لكفاح الشعب الجنوبى افريقى. و لم تكن القوى المناضله ضد نظام التمييز العنصرى تشتت جهودها هنا و هناك .كان تركيز المؤتمر الافريقى على كيفيه اضعاف نظام الفصل العنصرى ,الامر الذى تحقق فيما بعد!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟