سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 13:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى العام 1984 اهدتنى كريستين و هى صديقه من مدينه مونمبليه الفرنسيه
كتاب جورج اورويل 1984.كان الامر محض مصادفه انى حصلت على هذا الكتاب فى العام الذى يحمل ذات العنوان. اخبرتنى انها
امضت سته اشهر فى كيبوتز اسرائيلى مقام على قريه عربيه. و و ذات مره سالت احد الاسرائيلين عن
بقايا و اثار البيوت العربيه التى لم تزل واضحه فقال لها انها اثار رومانيه!
عرفت حينها انه يكذب قالت لى و هى تبتسم !
و من هناك بدات رحلتها بالتعرف على عداله القضيه الفلسطينيه..و المعروف ان الذهاب الى الكيبوتزات الصهيونيه كانت موضه منتشره فى صفوف الشباب و الشابات خاصه ذوو النزعه الاشتراكيه و اليساريه فى غربى اوروبا و كم دخلنا فى تلك الفتره فى نقاشات حاده مع اليساريين الاوروبيين المؤيدين للاسرائيل!
كتاب اورويل 1984 كان بمثابه دش بارد جعلنى اعيد التفكير بالكثير من الافكار الجاهزه التى لم نكن نشك فى صحتها ..كان الفكر الماركسى لاسباب يمكن تفهمها يقدم اغراء فكريا كبيرا لشباب العالم الثالث عموما خاصه فى ظل الدعم الامريكى للنظم الديكتاتوريه فى العالم .و عرفت فيما بعد عندما اتسعت مداركى فى الحياة انه كان من الصعب ان ترى شابا خاصه من طلبه الجامعات من العالم الثالث قد نجا من تاثير هذا الفكر فى تلك المرحله.كتاب اورويل 1984 كان ممنوعا تداوله فى دول الكتله الاشتراكيه باعتباره كتابا مفسدا !
الكتاب كما هو معروف لمن قراه نقد موجه لفكره الحزب الشمولى حيث يتوقع اورويل ظهور انظمه شموليه فى المستقبل تراقب سكنات و تحركات كل فرد.و حتى من اسماء الوزارات مثل وزاره الحقيقه ووزاره الحب الخ نعرف طغيان الفكر الشمولى على كل مناحى الحياه العامه و الخاصه و كذلك من خلال حياه سميث بطل الروايه الذى يعانى من الحكم الشمولى الذى يهمين على كل شىء و يسعى لتزيف كل شىء لمصلحه الاخ الاكبر!
افكر هذه الايام بكتاب 1984 على ضوء ما نسمع و نقرا من مراقبه الكترونيه سواء من طرف امريكا او سواها لللاخرين سواء داخل امريكا او خارجها حيث قرانا مؤخرا انهم يراقبون الفرنسيين فى بلادهم .بل حتى اهم حلفاؤهم مثل انجيلا ميركل لم ينجو تلفونها من المراقبه.هذا طبعا عدا مراقبه ال اى ميلات الخ
و نحن نعيش فى عصر ثوره اتصالات بات فيه من الممكن لشخص فى البرازيل مثلا ان يسمع ما تقوله فى داخل كوخ فى غابات الكونغو !و النكته الامريكيه ان ولدا قال لاوباما ان والده هو الذى اشترى له الهديه فقال له اوباما لا الذى اشتراها ا عمك! تعكس الى اين نحن سائرون!.يبدو اننا ماضون نحو عصر الدوله الشموليه ذات القشره الديموقراطيه!!! .انه عصر الاخ الاكبر بامتياز و عصر انتهاك كل الحريات الشخصيه!و لا بد من مقاومه الشموليه الجديده !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟