أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الجنازة!














المزيد.....

الجنازة!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 12:55
المحور: الادب والفن
    



مسرحيه قصيره جدا

الجنازة!

سليم نزال

حشد من الناس فى جنازه لاحد الاشخاص
صديقين يلتقيان فى الجنازه.يتصافحان بحراره واضحه!

الاول: سعيد جدا برؤيتك حتى فى مثل هذه المناسبات الحزينه !
الثانى : انا ايضا. لكن لم اكن اتوقع وجودك هنا!
الاول: هل تعرف المتوفى
الثانى: لا
الاول: اذن اى اقدار احضرتك الى هنا؟
الثانى:( يفكر قليل فى كلمه اقدار ا) لا اقدار و لا شى. كل ما فى الامر انى شاهدتك تسير فى الجنازه .شعرت بقوه ان على ان اتى للمشاركه .لكن اعرف انك سافرت للمدينه الثانيه ؟
الاول: اجل و قطعت عملى لاجل المجىء !
الثانى: معنى هذا ان الراحل كان عزيز عليك!
الاول:(مفكرا) اجل كان صديق عزيز !

الثانى:
ينظر للحشد السائر فى الجنازه) جميل ان يقترب الانسان من فكره الموت !

الاول:(بشى من الدهشه!): هل تظن ذلك حقا ؟يقال ان الموت هو الاممى الوحيد العابر للقارات , و الايديولوجيات و الاعراق!
الثانى: فعلا و لذا فالموت عادل!
الاول: عادل ! لماذا؟
الثانى: لانه يوحد بين الشحاد و الامبراطور و القاتل و القتيل !
الاول: هل تظن من العدل ان يكون مصير القاتل مثل مصير المقتول؟
الثانى: ماذا تقصد ؟
الاول : اعنى على المستوى الفيزيائى .الدود يقتات من جثه القاتل, كما يقتات من جثه القتيل .اى عدل فى هذا؟
الثانى :هذا صحيح لكن القاتل يموت ملعونا من الناس ,و القتيل تدعوا له الناس بالرحمه!
الاول :هذا لا يفيد المقتول بشىء. حتى القاتل قد يجد منافقين يدعون له بالرحمه! و الدود لا يعرف الفارق بينهما .انه يقتات من جثه القتيل كما القاتل!
الثانى: هذا هو الكون يا صديقى! الكل قاتل و الكل قتيل!
الاول: ماذا تقصد؟
الثانى: كل مخلوق يلعب ادورا مختلفه, تاره دور القاتل ,و تاره دور القتيل!

الاول : كيف ؟
الثانى: انت تاكل لحم الحيوان اليس كذلك؟
الاول: اجل
الثانى: و الحيوان ياكل لحم انسان او حيوان !
اليس كذلك !
الاول: لا , ليس كل الحيوانات تاكل لحما .البعض ياكل العشب!.
الثانى :حتى لو كان ياكل العشب, اليس العشب ضحيه جريمه قتل ؟
الاول: و لكن العشب لا يملك الشعور بالالم كالانسان و الحيوان!
الثانى: هذا ما نعرفه حتى الان . فقد عاش العالم الالاف السنين وفق نظريه الارض المسطحه!
الاول: ماذا تقصد ؟
الثانى: اقصد ان اجماع الناس على امر لا يعنى صحته بالضروره. من الممكن ان يتالم العشب!!
الاول :لا يمكنك اثبات ذلك!
الثانى: لا يمكنى هذا صحيح , لكن هذا لا يعنى ان العشب لا يتالم !
الاول: (مغيرا الموضوع و هو ينظر لللامام ) ماذا يحصل؟ لقد توقفت الجنازه؟
الثانى: ربما يريدون دفن الميت!
الاول: (بحزن حقيقى ) يا له من موقف مؤلم!
الثانى: انه فعلا كذلك !
الاول: (يربت على كتفيه)يا لقسوه الحياه ان نفارق اصدقاء اعزاء!
الثانى: اجل ما اصعب ان يمشى المرء فى جنازه صديق !
الاول: لكن قل لى كيف ترى الموت!
الثانى : لقد تصالحت معه منذ زمن طويل !
الاول: كيف
الثانى: عندما اموت ساصبح جزءا من الطبيعه و هذا امر جميل!
الاول :هل معنى ذلك انك لم تعد تخافه؟
الثانى :ليس دائما.لكن فكره التحلل فى هذا الكون العظيم تسعدنى !
الاول: ( بسرعه ) اه يبدو انهم وصلوا مكان الدفن!
الثانى :. يا الهى كم مر الوقت بسرعه!
الاول :عن اى وقت تتحدث؟ وقت السير فى الجنازه. ام وقت الحياه!
الثانى : عن زمن الحياة طبعا !.,اليس الوقت ماده الحياه الاولى و الوحيده؟
الاول :الغريب ان الكثير من الناس لا يعرفون هذه البديهيه!
الثانى : لو فكر كل انسان نصف دقيقه كل يوم لتغير تاريخ البشر !
الاول: ربما يفعلون ذلك, لكن غالبا ما يكونوا متاخرين!
الثانى : و هو الامر المحزن !
الاول: و هو الغباء الاعظم !
الثانى: (يمد يده فجاه الى بطنه) يا الهى اشعر بالم فظيع!
الاول(بقلق شديد) ماذا حصل ؟
الثانى: الم رهيب فى كل انحاء جسدى!
الاول: يا الهى!
الثانى: و قد بدا ينهار تدريجيا و يسقط على الارض: اشعر انى اقترب من الموت!
الاول: يا الهى



الثانى: (و قد بدات عليه علامات الموت): الان فهمت لماذا جئت هنا ! الوداع يا صديقى !
الاول:(تتساقط دموعه و يظل صامتا! )

اوسلو 29 تشرين ثانى نوفمبر
2013



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!
- لون الارض ابيض!
- حول ضروره الحريه فى المجتمعات الانسانيه!
- البيت يحترق!
- نحو اقتلاع الارضيه الفكريه لللارهاب!
- المطلوب كلام مثل حد السيف و حاد كوخز الابر!
- حول الامانه المجتمعيه هل تثق فى المجتمع الذى تعيش فيه؟
- المطلوب استخدام العقل النقدى لمعرفه خارطه الطريق!
- لبنان : من زمن ريمون اده الى زمن نموذج بغداد!
- رحيل شاعر الوجع الانسانى محمد الشرفى!
- حول التحضر و مقاومة الكوارث!
- فى ذكرى رحيل ادوارد غريغ
- نهايه العالم القديم !
- درس التاريح الاخير فى مدرستنا !
- انتبهوا للصين ايها العرب !
- تاريخ بدء رحله التراجع الحضارى فى بلادنا !
- جمهوريات الايتام و الارامل و المشردين!
- ما بعد نهايه الايديولوجيا !


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الجنازة!