أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم نزال - حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!














المزيد.....

حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 07:41
المحور: المجتمع المدني
    



عبر التاريخ دار صراع خفى احيانا و علنى احيانا اخرى بين المثقف و السلطه.و لعل تحدى ارسطو للسلطات الاثنينيه و رفضه عرض الهروب من السجن الذى قدمه له احد اصدقاءه التجار المتنفذين, و اصراره على تجرع السم يشكل رمزيه هذا الصراع. بموته سجل ارسطو ربما اول انتصار للمثقف على السلطه السياسيه .تهمه السلطات لارسطو كانت انه يسمم عقول الاثينين هى تهمه قديمه حديثه. و هى مع بعض الفوارق الصغيره كانت التهمه اللاساسيه التى وجهتها كل السلطات عبر التاريخ للمثقفين .الفارق الجوهرى بين الاثنين ان السلطه و استتباعا القبائل و الاحزاب, تتبع نظريه القطيع حيث يقف الجميع صفا واحدا سواء كانوا ظالمين ام مظلومين . و الادوار تتوزع : القبيله السياسيه التى تتطورت لاحقا لتصبح دوله تحمى الفرد, و هو من ناحيته يقدم لها الولاء التام.و هذا هو الوضع الذى لعب حسب راى دورا فى تاخير تقدم المجتمعات البشريه .
و فى التاريخ العربى نعرف بعض حالات تمرد من شعراء رفضوا منطق الولاء الاعمى فكان ان طردهم قبائلهم فعاشوا منبوذين و اسموا بالصعاليك و لعلهم كانوا اول حركه تمرد للمثقف العربى على سلطه شيخ القبيله !
لا شىء يقدم المجتمعات البشريه سوى الفكر الحر العابر للدول و القبائل السياسيه الذى يحمله المثقفون التى تشكل افكارهم الجسر الضرورى لعبور المجتمع من حاله التخلف الى حاله التقدم .

هذا الوضع جعل العلاقه بين الطرفين ساحه حرب حقيقيه, تندلع بين ايدولوجيه القطيع و المثقف الفرد الذى سماه فلاسفه الصوفيه المتوحد ! و اسلحه المعركه معروفه فى كل المجتمعات البشريه .الدوله تملك السيف و السجن و المال و سلطه الارهاب و المثقف لا يملك سوى القلم! والمثقف الذى لا يرى تحقق انسانيته الا عبر الوقوف الى جانب الضعفاء و المظلومين لاخراجهم من دائره البؤس و الشقاء!
و السناريوهات تكاد تكون ذاتها فى كل المجتمعات :
تبدا الدوله عاده باغراء المثقف لكى يكون خادما للسلطان لتبرير كل ما يفعل, و ما ان يرفض و يتمرد حتى تبدا باستخدام الوسائل الاخرى ,اذ لا شى يزعج الدوله و القبيله سوى مثقف يرفض دور كلب الحراسه لشيخ القبيله!

الدوله تريد المثقف موظفا مهمته تبرير اعمالها , و بلغه العرب القدماء شاعر القبيله الذى يتغنى بامجادها و الصامت و المبرر لاخطاءها .و هذا الامر اضعف فى راى امرين اساسين: اولهما الحس النقدى فى المجتمع الضرورى للتقدم . و ثانيا ساهم باضعاف الحس الانسانى العام فى الثقافه العربيه.و تاريخ الغزوات و الحروب الاهليه بين القبائل العربيه تاريخ معروف من البسوس الى داحس و الغبراء الخ. فى هذه الحروب كان يتم اعمال قتل همجيه من قبل اطراف الصراع . لكن شاعر القبيله الذى كان مثقف عصره كان يشاهد ذلك كله و يظل صامتا, لانه فى ظل هذه الادلجه التى تضع الجميع فى قالب اسمنتى وفق نظريه ( الكل على قلب واحد الذى يعنى عمليا الكل على قلب شيخ القبيله! ) لم يكن يعنى الشاعر فى ظل هذه الالدجه سوى التغنى و تمجيد القتل الذى تمارسه قبيلته.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من الروايات التى سمعتها عن ابو يوسف الفران!
- 142 عاما على اوبرا عايده!
- هل ستعود الحضاره الى الشرق الادنى ؟
- بعض من الاحداث التى حصلت قبل هبوب العاصفه
- حوار بين اصدقاء !
- حوار فى محطه القطارات المركزيه !
- من شعار تغيير الانظمه الى شعار تغيير الثقافه السياسيه!
- حان وقت اندمال الجراح!
- قبل حلول الجراد !
- اخر شاويش عثمانى!
- زمن الزمار!
- لمواجهة هجمه الهمجيه !
- ثقافه المحبه و التعاطف مع الاخرين يتم تعلمها تماما مثل ثقافه ...
- 100 عام على مؤتمر اللا مركزيه فى باريس, و السؤال الى اين نحن ...
- التوقيت المثير للتساؤل فى دعوه نور الدين عيوش الى احلال الدا ...
- الجنازة!
- دائره افتراضيه!
- لا يمكن نقد الدول بدون نقد المجتمعات!
- حول ظاهره التطرف!
- لون الارض ابيض!


المزيد.....




- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- اعتقال عناصر خلية إرهابية قرب طهران والعثور على معدات لتصنيع ...
- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي الهولندية ضد حرب غزة
- المغرب مشغول وليس غائب
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي للمطالبة بوقف حرب الإبادة بغز ...
- مركز حقوقي عربي: إسرائيل تطلق الإثنين سراح بقية ناشطي أسطول ...
- أقارب مقاتلي داعش الألمان المعتقلين في سوريا يطالبون برلين ب ...
- منظمة حقوقية: مقتل 406 أشخاص وإصابة 654 آخرين في الهجمات الإ ...
- هيئة البث العبرية: اعتقال إسرائيليين اثنين للاشتباه في تعاون ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم نزال - حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!