الرياضة والسياسة (3)

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 09:50
المحور: عالم الرياضة
    

الرياضة والسياسة (3)
عندما نطرح قضية الرياضة وعلاقتها بالسياسة نجد أنها فعلا إشكالية كبرى من الإشكاليات التي تعيشها الكثير من المجتمعات المتخلفة مع اقحام السياسة في كل شؤونها ، الخاصة والعامة ، وحتى تلك التي من المفروض أن لا علاقة لها بها و"ما يجي من باباها" كالرياضة التي كان الغرض منها -ولازال عند الكثير من الدول التي لا تسير على رأسها – هو الممارسة الرياضية , كهدف أساسي , وممارسات حقيقية لتقوية المهارات البدنية , وليس مجرد عمل وحرفة , لاستعراض القدرات أو مباهاة بها خدمة للسياسة والسياسيين ، وليس العكس ، التي يتركون الشأن الرياضي على الهامش ولا ينال أدنى اهتمام مهم –لانه ليس ميدانهم _ إلا حين يراد استغلاله سياسيا في المناسبات الانتخابية ، حيث يحولون ساعتها الأندية والجمعيات الرياضية ، إلى وسيلة للاسترزاق السياسي ، والاستغلال لأهداف غير رياضية ؛ وخير دليل على ذلك ما حدث في الانتخابات الأخيرة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، من خروقات اتهمت فيها أطراف سياسية عدة بالتدخل في سير العملية الانتخابية ، لكن والحمد لله والشكر له على وجود "الفيفا" ، أو كما قال أحد الظرفاء منكتا على الحدث : ألبااااااااااااااااس الي كاين الشابوووووو" تذكيرا بالوصلة الاشهارية التي طالما رددتها على اسماعنا الممثلة المقتدرة ثريا جبران، وقبل ان تصبح وزيرة للثقافة ، والتي تعني (الوصلة الاشهارية) أن " الشابووو" القبعة باللغة الفرنسية ، أو الغطاء الموجود فوق قنينة الغاز ، هوالذي يحمي ويقي من مخاطر انفجار قنينة الغاز .. ومناسبة هذه النكتة هي التشابه البين بين الشابوو والفيفا في الحماية من المخاطر أو الخروقات التي تشوب الجموع العامة للجامعات والأندية الكروية والتي تقحم السياسة في صراعاتها على المناصب ، كالصراع الذي كشفت عنه «الأحداث المغربية» والذي حصل بين بعض مسؤولي جامعة كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة والذي كان سببا كافيا لتدخل الفيفا - التي كانت على علم بكل الخلافات الحاصلة بين الجامعة والوزارة وأسبابها ، وذلك عبر سيل من المراسلات التي كانت تصل الاتحاد الدولي أولا بأول ، التي كانت تحمل اتهامات بتدخل الوزارة في شؤون الجامعة وفرض وإجبارها على تأجيل جمعيها العامين العادي والاستثنائي‪-;-، اللذين كانا مقررين يوم 19 يوليوز الماضي- لإلغاء نتائج الجمع العام للجامعة المغربية.
وقد هاجم برلمانيون من فرق الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية وحزب الاستقلال، محمد اوزين، وزير الشباب والرياضة، خلال جلسة الاسئلة الشفوية بمجلس النواب اليوم الثلاثاء 19 نونبر 2013، وحملوه مسؤولية رفض الفيفا الاعتراف بنتائج الجمع العام الاخير للجامعة الملكية لكرة القدم، واصفين انتخاب الجامعة التي فاز فيها لقجع رئيسا جديدا خلفا للفاسي الفهري، ب"المهزلة والشوهة الوطنية "، والتي أوزين وزير عينه بأنها ورطة بكل المقاييس ،تمس بسمعة البلاد وتتطلب فتح تحقيق ، وأكد أنه تكلم مع وزير الداخلية لفتح تحقيق حول ما جرى بشأن الجمع العام الأخير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم .
من هذا المنطلق يمكن أن نخلص إلى أن السياسة في المغرب كما في كل بلدان الدنيا وعبر العصور - مع فارق جوهري هو أن الرياضة عند غيرنا من الشعوب تستفيد من السياسة والسياسيين بقدر ما يستفيدون هم منها ، فالاستفادة متبادلة وعادلة. - أفسدت الرياضة وتفسدها ، لأن الرياضة لها أخلاق سامية تدعو إلى التسامح ، والمودة ، والصفاء.. والصبر، والمثابرة وإلى كل مكارم الأخلاق، بخلاف السياسة التي لا تعدو مجرد تعامل وتفاعل انتهازي لا أخلاق فيها .
ولنا عودة لموضوع علاقة الرياضة بالسياسة في مقالة أخرى بحول الله وقوته .
حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات