أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد طولست - رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!















المزيد.....

رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 15:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!

إن الدفاع عن المدرسة العمومية ، والمطالبة بتأهيلها ، وتوجيه دفة إصلاح أحوالها ، نحو استعادة شيء من بريقها وقيمتها المتدهورة ، ورد بعض من مناعتها المفقودة ، كمؤسسة مهتمة بتربية الناشئة ، قد أضحى مطلبا أساسيا ، وأولية أكثر اهمية وإلحاحية ومن أي إصلاح في أي ميدان آخر غيرها ، ومن أي وقت آخر ، خاصة مع ما أصبحت تعرفه مؤسسات التربية والتعليم العمومي من أجواء سياسة اللامبالاة ، وعدم الاهتمام بالطفل إن على مستوى المعارف والمكتسبات ، أو على مستوى شروط التربوية الصحيحة والتنشئة الاجتماعية والثقافية المطلوبة ، التي أصبحت لا تستجيب لأبسك معايير جودة خدمات التنشئة السليمة ، والتي تتحمل الدولة بكل مكوناتها، وجهاتها الرقابية بكافة أشكالها وصورها، مسؤولية تدهورها وفقدها للمكانة والقيمة ، وخاصة منهم المفتشون والمتفرغون من النقابيين الذين يفترض فيهم، مراقبة عمل المسؤولين والموظفين ، وكل الذين يقررون سياسات صياغة الإنسان المغربي، ونوعية المؤسسة المخصصة لتنشئة رجال الغد، والتي يسمونها تجنيا "مدارس"، ويسمحون فيها بخدمات تربوية، ومناهج تعليمية مأساوية –سواء على مستوى التربية أو المردودية- بدأً من المؤسسات التربوية التي يطلق عليها، "حضانات، رياض الأطفال، وكتاتيب"، والتي تعنى الأطفال وتهتم بهم منذ طفولتهم المبكرة ، أهم مرحلة حياة الإنسان ،التي تنمو فيها قدراته وتتفتح مواهبه، قبل بلوغه سن التمدرس والتحاقه بالمدارس الابتدائية التي تعتبر، كمحطة أولية في التعليم الأولي، مكملا للأسرة وبديلا عنها، مع وجوي تعديل بعض سلبيات التربية الأسرية اللبنة الأولى التي يتفاعل معها الطفل.
فبمعاينة بسيطة، لهذا النوع من المؤسسات في بلادنا، الذي يصنف في إطار التعليم الأولي، لاشك ستنكشف، بل سينفضح أمامنا بأنها عبارة عن مؤسسات عشوائية، في غالبيتها، غير متجانسة في بنياتها، وفي مرافقها، وفي وسائلها التربيوية ، وطرقها التعليمية ، ومناهجها ، التي تغيب فيها كل أدوات مساعدة الطفل على فهم المرحلة التي يعيش في خضمها، ومن تم يصعب عليها تأهيله بشكل كلي وعميق للمرور إلى طور التعليم الابتدائي، لاعتماد على أطر غير المأهلة في جملتهم، وتعتمد أنواعا من بيداغوجيات التلقين والتحفيظ غير الملائمين لطبيعة الطفل، ما يجعله يضيع، وتضيع حقوقه والتربية والتعليم السليمين ، وبالتالي تضيع هويته تناقض بين سياسات ومواقف تربوية متخلفة، تحول عقل التلميذ إلى مجرد وعاء لمعلومات غريبة مصابة بالصدأ والرتابة المقيتة ، يروج لها رجال الدين-عفوا دجاجلته- الذين هيمنوا على أكثرية هذه المؤسسات، على طول البلاد وعرضها- وبتراخيص من الوزارة الوصية، مع الأسف، في ضل زمن بات فيه التسيب واللامبالاة والجشع- والتي وجدوا في فوضاها وعشوائيتها، أضمن سبل تكوين الاتباع الاوفياء، والانتصار على العلم والعقل، بترويض الخلق مند نعومة أظافره، وشحنهم بأشكال مختلفة من الدجل، وأنواع من الشعوذة والخرافة والأساطير والمعجزات الكاذبة، من أمثال قصص عذاب القبر وناكر ونكير والشجاع الأقرع وعذاب السعير والكائنات الخرافية ، إلى خلطات عفنة من الأمثال والأقوال المأثورة التي تتناغم مع عقيدة القضاء والقدر الكارثية، وتؤدي إلى إلغاء إرادة الإنسان الخلاقة لصالح قوى الغيب والمجهول ، ومنها على سبيل المثال: " القناعة كنزٌ لا يفنى " و " المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين " أو " ليس بالإمكان أفضل مما كان " وذلك عوض تحرير الفكر وتنويره ، وهم يعرفون علم اليقين أن: "التعليم في الصغر، كالنقش على الحجر" لكنها بشاعة نواياهم وجشعهم للتحكم في الرقاب.... التي تنم عن انحطاط القيم وفساد ضمير المواطنة الحقة ويمثل أكبر العوائق السياسية والاجتماعية والثقافية أمام تقدم التعليم عامة والتعليم الأولي الذي لم تحدد الوزارة المكلفة معالمه كسلك تربوي مهم، وتركته قطاعا يتسم بالضبابية وعدم وضوح الرؤية، كما يُستشف من خلال تفحص النصوص الرسمية التي تسهر على إحداث هذه المؤسسات، على اختلاف أنماطها– التي تعيش في مجملها أوضعا مزريا سواء من حيث الجانب التنظيمي أو من حيث الجانب الهيكلي- ونوعية وقيمة المواد المدرسية الملقنة بها، حسب اختلاف الأماكن التي تتواجد بها، والحالة الاجتماعية للأطفال الذين يرتادونها، وغايات مؤسسيها ، مما يوضح البعد التجاري والبرغماتي الذي يطغي على البعد التربوي عند أغلب المستثمرين في هذا المجال وحسب المناطق والجهات، وخاصة منها الأحياء الفقيرة الشعبية والمهمشة، التي ينتشر بها كالفطر، ويلجأ اليها محدودي الدخل، لتربية أطفالهم.
ربما يقول قائل: ولماذا يلجأ الأمهات والآباء إلى هذا النوع من المؤسسات؟ مادامت بهذه المواصفات، وتلك البرامج المشينة والمتخلفة، والتي لا ترقى الى الدور الخطير المنوط بمثيلاتها في الدول المتقدة، ويقوم به بعضها في المناطق والأحياء الغنية والراقية، حيث تربية وتنمية قدرات الأطفال في مرحلة عمرية غاية في الدقة والحساسية، وإعدادهم للالتحاق بالمرحلة الابتدائية . والجواب هو ، أن الكثير من الأمهات والآباء يضطرون تحت ضغط الحاجة، ومع غياب فرص الاختيار، للقبول بذاك الوضع البائس، ويسلمون به كأمر واقع مرغمين لا أبطال.
ما يفرض إعادة النظر في سؤال الجودة الذي دأبت الوزارة على رفعه إثر كل دخول مدرسي، والذي أصبح اليوم أولوية ملحة تفرض نفسها بحدة أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع هذا المفصل الخطير من المنظومة التعليمية، الذي يحتاج إلى تقنين، وتأهيل العاملين به، وإرغامهم على الزامهم ببرامج تربوية بعيدة عن عمليات التلقين العقيمة التي تجعل من عقل التلميذ مجرد وعاء عقيم غير مبدع، وذلك لأن التعليم في هذه المرحلة، يحتاج إلى مهارات خاصة وأساليب حكيم في التعامل لابد ان يتقنها المعلم، ويلتزم بها المستثمر نحو المُتلقي، لأن العلم والتعليم والتعلم اخلاق وفن راق، وهدف سامٍ، رفع رايته الأنبياء، وتسلسل من بعدهم في ذات المنهج المصلحون وأرباب الضمائر الحية، من العلماء والمثقفين ووجهاء القوم، لرفع الجهل عن الأمم، وتنوير العقول، كما هو حال الأمم الحية التي تؤمن بإنسانية الإنسان، وجعلت اطفالها ، عبر تاريخها الحي، يتمتعون بنوع مميز من التقدير البعيد عن صفقات السياسيين وصراعاتهم وقرارتهم العشوائية حول المؤسسات التعليمية التي نتمنى مخلصين أن تكون الوزارة الوصية عنها قد تلقفت مضامين الخطاب الملكي السامي عن التعليم بمناسبة ذكرى عيد الشباب وثورة الملك والشعب، واستوعبت طنين ناقوس الخطر، الذي دقه قبل استفحال مرض التعليمي العمومي، وفهمت الرسالة التي وجهها لكافة المسؤولين الذين لم يترك لهم عناء التأويل أو التحليل أو الإسقاط، والإسراع في وضع استراتيجيات مندمجة لتطوير قطاع التعليم الخاص منه والعام، ورفع فاعلية أجهزتهما ومؤسساتهما وكفاءة مواردهما وجعل بيئتيهما مختبرات تساعد المتعلم على التعلم الحقيقي المثمر.
لاشك أن المجتمع المغربي قاطبة، يتطلع- خاصة بعد الخطاب الملكي السامي -إلى تحول المسؤولين عن التعليم ، من لغة الأعذار والتشتكي من قلة الكوادر البشرية والردود الدفاعية والتصريحات الانفعالية المتسيبه ، والممارسات البشعة، والإنزلاقات السلوكية المسفة-كتلك التي نصح السيد الوزير فيها ذات الإثنى عشر ربيعا بمغادرة الدراسة والبحث عن رجال بسترها- حول ما تفضحه وسائل اللإعلام من حالات الفساد، إلى لغة الاستثمار لهذا الرصيد المهم والغني الكفاءات والموارد والفاعليات وأجهزة المؤسسات التعليمية ، حتى تستجيب لمتطلبات أطفالنا، وتعطي أملا بأن أطفالنا لن يكونوا مجرد مستهلكين بل مؤثرين في تحضر وطنهم، ولما لا موجهين لدفة تقدمه ورفاهيه مواطنيه.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم
- ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !
- ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني
- ومن شر البلية ما أضحك !.
- حقيقة شعار - الأصابع الاربعة- ؟؟
- أفضل لحظات استرجاع الذكريات .
- ردا على أصوات ناشزة !
- النصر الناتج عن العنف مكافىء للهزيمة !
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات! الجزء الثاني .
- ثقافة السير بين الواقع والمأمول !
- لماذا لا يأتي المهدي وجودو أبدا ؟؟
- الإسلاميون والعفو الملكي عن مغتصب البراءة !؟
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات!
- كلام غير مقبول من وزير سابق !
- الجدارن فضاء مثالي لتصريف المكبوتات.الجدارن فضاء مثالي لتصري ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد طولست - رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!