أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - العيد الكبير والمقايسة !!














المزيد.....

العيد الكبير والمقايسة !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 21:45
المحور: المجتمع المدني
    


العيد الكبير والمقايسة !!

قبل أن يستفيق المواطن المغبون من العطلة الصيفية التي مرت بمالها وما عليها واختفت معها نسائم الشواطئ ولطائف الجبال ومعها فرحة الأطفال وصخبهم الساخن سخونة الصيف التي بخرت تكاليفه كل مدخرات الأسر المغربية ، واصابت ميزانيتها بالكساح المزمن .
وقبل أن تنقشع روائح شهيوات سيدنا رمضان من "مناخر" الجوعى ، والتي حاصرت المقهورين في كل الأسواق، والأحياء، والأزقة الضيقة وحتى بيبان "الديور" وداخلها وأتت على البقية الباقية من صبرهم وتصبرهم مما فعلت بهم "مطيشا" الطماطم وغيرها، حين اصابت ميزانياتهم بفقر دم مزمن .
وقبل أن تنقشع دوخة الدخول المدرسي الذي أتى على البقية الباقية من صبر وتصبر الآباء ، الذين ملوا حديث الكتب و" الكرطابات " والكراسات، و المراجع، و الأقلام ، والمقررات ، وما عرفته أثمنتها من إرتفاع مقايسة مع اثمان المحروقات وما صاحبها من ارتفاع في أسعار براملها ، وسئموا من شبح الأدوات المدرسية التي حاصرتهم هي الأخرى في كل مكان، في الأسواق، وجل المحلات التجارية التي إستبدلت تجارتها المعتادة وتحول باعتها بقدرة قادر إلى كتبيين رغم أمية السواد الأعظم منهم .
وفي غفلة من الناس اختفت فجأة كل الشهيوات المتنوعة من شباكية وبروات وحرشة وملاوي ، وغابت كل اللوازم المدرسية ومقرراتها ، وبدأت التوابل والفحم والتبن والعلف تحتل مكانها في تناوب وتوال محكم، فإمتلأت الدنيا بروائح من نوع آخرى مصحوبة بتبعبيع الأكباش؛ وكأنها حرب ضد المغلوبين.
حيث أصبحنا نرى الأكباش بكثيرة مثيرة ، وتنوع ملفت ، في كل مكان ، باحياء المدن بلا استثناء، حيث أنها غطت كل الفضاءات والساحات ، الشوار الكبيرة وحتى الأزقة الضيقة ،وهي ومغرية بألوانها وأشكالها، وأثمنتها المتنوعة ومتفاوتة ، هي الأخرى ، حسب النوعية والمنبع ، من منتوج سردية سمينة ومكتنزة ، إلى بلدية معلوفة أو رعوية ؛ وبين هذا وذلك، وقف الكثير ممن هم على باب الله ،والذين لا يملكون ثمن أي نوع منها ، مشدوهين تشدهم إلى الأكباش رغبة "التبوريد عليها " يوم العيد ، أعينهم مفتوحة بصيرة واياديهم مغلولة قصيرة، وأكثرهم لا يملك غير أجرته الكسيحة التي لم تفكر الحكومة تطبيق نظام "المقاسية " عليها ، إلى أن أصبحت لا تسد رمق الأسرة في الأيام العادية قبل أن تبهدلها مصاريف المناسبات المتلاحقة رمضان، الدخول المدرسي.
وفي خضم هذا التيه واللاملاذ، وهذه الحياة المكتظة بشبقية الهواجس الاستهلاكية الطارئة، لا يجد الإنسان المغربي، نجم المعارك المأساوية، المنذور للاطمأنينة إحباطاته، الحامل لرايات اليأس والمآسي والقلق، في معركة البحث عن الكبش الأقرن، إلا الاستسلام لشركات الكريدي المتخصصة في تلقف بؤس "الغلابة" بأذرع مفتوحة -على الآخر- لتقدم لهم العطايا الحاتمية، والهدايا التكريمية اللامحدودة من كل أنواع السلفات التي هي مرة " مضوبلة " ومرة أخرى ثلاثية الأبعاد ، أو ثلاثة في واحد المصحوبة بالهدايا المغرية.
ليس الخطر أن يفعل هذا الكرم الحاتمي فعله في الأفراد والأسر فحسب، بل الخطر كل الخطر أن يتعدى ثأتيره فئة محصورة فيشمل الغالبية العظمى من المواطنين حيث يعتقد الجميع على أن "الكريدي" هو الحل الأمثل والوحيد لكل المشاكل الاقتصادية التي تعترض مسار حياة الناس، ويبقى الخطر الأكبر حين يستسلم الجميع لإغراءات شركات القروض ومغرياتها، فتندفع الجماعات لممارستها كحق ومكتسب، ولا تستفيف مما تلبسها إلا بعد أن يكون الطوق قد أحكم قبضته، وأصبحت رهينة متطلبات المقرضين وشروطهم، راضخة لقواعدهم، أسيرة لبرامجهم، فإذا تعثرت خطوات الدفق مرة، أو تأخر التسديد عن موعده، ولم يبق أمام المقترض إلا الأداء ( والله غالب) أو السجن، فهذه الشركات ـ لطيبتها ـ تقترح جدولة الديون، أي تسديد الديون المترتبة من ديون أخرى جديدة تغرق المقرَض في كابوس جديد قديم ينظاف إلى جملة الكوابيس المحاصرة لأفقه المزدحم بالاحباط والألم والمعاناة الدائمة ، فلا يسع هذا الكائن البائس اليائس حينها إلا أن ينشد مع قيس بن ذريح أبياته :

أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ........ويجمعني والهم بالليل جامــع
حتى إذا قضى العيد أنشد مع المعتمد بن عباد وبتصرف :
بالأمس كنت بالأعياد مسرورا .......فجاءك العيد وانت ب"الكريدي " مأسورا
مع الإعتذار للمعتمد .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم
- ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !
- ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني
- ومن شر البلية ما أضحك !.
- حقيقة شعار - الأصابع الاربعة- ؟؟
- أفضل لحظات استرجاع الذكريات .
- ردا على أصوات ناشزة !
- النصر الناتج عن العنف مكافىء للهزيمة !
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات! الجزء الثاني .
- ثقافة السير بين الواقع والمأمول !
- لماذا لا يأتي المهدي وجودو أبدا ؟؟
- الإسلاميون والعفو الملكي عن مغتصب البراءة !؟
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات!
- كلام غير مقبول من وزير سابق !


المزيد.....




- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...
- أكاديمي أميركي: المجاعة في غزة قد تتسبب بإدانة إسرائيل بالإب ...
- حرية الصحافة في أوروبا.. بين القرارات البرلمانية والتطبيق عل ...
- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - العيد الكبير والمقايسة !!