حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 18:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
استقرار الأوضاع في مصر واضحة للجميع ، ما عدا لمن أراد أن يكابر ويعاند.
إن الزائر مثلي لمصر في هذ الظروف التي يعتبر الكثيرون أن الأوضاع فيها حرجة ، وتعمها حالة من الاضطراب الشديد ، والفوضى العارمة ، والعنف المضر بمصالح المواطنين ، والمعطل لمرافق الدولة , والمعيق لحركة المرور، ..ولا شك سيجد نفسه وبكل تأكيد في حالة شبيهة بالذهول والشرود الصادمين ، حين يكتشف خطأ انطباعه ذاك ، وسيجد أن حقيقة الأوضاع بمصر مخالفة لما كانت تروج له بعض الفضائيات المغرضة الكارهة للسلم والسلام في العالم العربي ، وسيكتشف مثلي -والكثير من السياح - وهو يجوب كل فضاءات القاهرة ، في أمن وأمان ، أن الأحوال مطمئنة ، وهادئة ولا توجد أي أحداث سيئة تدعو للقلق حتى في أكثر أحيائها شعبية ،كخان الخليل والسيدة زيبب والأمبابا والمنيل ودرب البرابرة ، بدروبها وأزقتها الضيقة ، التي تشهد تشديدا واسعا للإجراءات التأمينية المتبعة كما في باقي المناطق المحيطة بها , والتي تضج بالباعة الجائلين المنتشرين فى كل مكان ، من بائعى الشاى والذرة والمياه و الترمس ، إلى بائعي الاعلام والهدايا التذكارية وصور شهداء الثورة ، حيث يأخذ التجاور صيغة التعايش الحميمي الذي يجعل حضور الأشياء والأشخاص أكثر كثافة وحضورا وتزاحما ، ويجعل الأجساد أكثر تقاربا وتلاصقا وتلاحما ، في جو احتفالي شبه كرنفالي ، دون تدافع او نفور أو تأفف ، ودون إلغاء لسلطة اللسان و مملكة المشافهة ، التي تحدد نمط التعامل وونوعية التخاطب ولغة المجادلة والتحادث المتداولة بين المصريين ، والمترعة في غالبيتها بكثير من اللطافة والسماحة ، والكثير من كلمات المجاملة والتلطف ، وعبارات التوسل والتحبب و المداعبة ، المخضبة في مجملها بحضور الدني والمقدس ، كصلي على النبي ، و سبحان الله ، و الله اكبر ، المقرونة بعبارات التودد -حتى في حالات اللوم والخصام - مثل : حضرتك " و"يا بيه " و "يا باشا " و" يا باش مهندس " و "سلامتك " ، والتي تتخلل مجمل أحاديث الناس العاديين منهم والمثقفين ، والتي لا تخلو في أغب الأحيان من شبق توظيف حركات الأيدي والابتسامات وتعابير العينين التي تلعب دورا متمما وحاسما في استمالة المتحدث معه وكسب ثقته ووده ، وترقيق طابع التواصل ، وإضفاء عليه شيء من الدفء ، الذي لا يشعر المرء به إلا في لحظات الصفاء والحميمية ، والتي على الزائر أن يؤقلم سمعه على آليات سيكولوجيتها وينسى نمط المعاملات الباردة التي عرفها في بلده ، والمحددة بسلطة الغلظة والمراوغة والحذلقة الملتوية الضحلى ..
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟