أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رؤساء وراء القضبان !!














المزيد.....

رؤساء وراء القضبان !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 23:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رؤساء وراء القضبان !!
ربما لم يدرك مرسي ومن وقف معه من رهطه وعشيرته في قفص الاتهام ، أنه ليس الرئيس الوحيد الذي واستقر به الحال خلف القضبان - بعد أن خرج عليه شعبه الذي ضاق درعا من تسلطيته - تاركا وراءه حلم خلافة الإخوانية العظمى ، وأن الأقدار ساقت الكثير منهم ،عبر التاريخ ، إلى نفس مصيره ، بعد أن أعمى بريق السلطة ابصارهم ، وأفقد الطغيان صواب قياداهم بلدانهم بما يرضي الله وشعوبهم ، وقد كان أقرب مثال حي ومتجسد من هؤلاء إلى ناظر الرئيس السابق مرسي ، هو الرئيس مبارك الذي سبق في حكم مثر ثلاثين سنة . لكن السيد مرسي –مع السف الشديد- لم يتخذه عبرة يعتبر بها ، فتقيه شر الوقوف في نفس القفص الذي وقف فيه قبله بشهور قليلة ..
وربما لم يعلم السيد مرسي ومن معه ، أن الرئيس الرماني نيكولاي تشاوشيسكو-الذي عمل في أول حياته إسكافيا- قد أصابه جنون العظمة هو أيضا ، بعد أن تولى مقاليد الأمور في الدولة الرومانية عام 1965 ليعدمه الثوار ووزوجته رميا بالرصاص , وليتحول مقر إعدامهما مقصدا للسياح.
وربما لم يكن السيد مرسي وصحبه ، يعلمون أن قضاء البيرو لاحق الرئيس "ألبرتو فوجيموري" بعد هروبه إلي اليابان بتهم مذابح المدنيين وقضايا فساد اشترك فيها مع دائرة مغلقة من أهله وعشيرته والموالين , وحوكم بجرائمه بعد أن ألقي عليه القبض عام 2005 في تشيلي وسلم إلي البيرو في2007.
وربما لم يكن السيد مرسي وعشيرته يعرفون أن صربيا سلمت –وفي سابقة من نوعها في التاريخ - رئيسها المنتخب "سلوبودان ميلوسيفيتش" إلي محكمة العدل الدولية في لاهاي لتتم محاكمته عن جرائم الحرب التي ارتكبها عندما كان في سدة الحكم ببلجراد ..
ومما لا شك فيه أن السيد مرسي وقبيلته لم يعلموا ، أو ربما لا يريدون أن يعلموا ، بأن محاكمة الرؤساء لم تقتصر على العالم الاوروبي والامريكي فقط ، بل جرت في افريقيا والعالمين العربي والإسلامي أيضا ، حيث انتهى مصير الكثير من حكامها إما في السجون ، كما هو حال بمبارك ، أو القتل كالقذافي الذي انهى حكمه مقتولا ، أو صدام الذي انتهى مشنوقا . وقد كان أول رئيس إفريقي يمثل أمام المحاكم المحلية أو الدولية ، هو الرئيس الليبيري السابق " تشارلز تايلور" , الذي وجهت له تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية بسيراليون ، ومساعدة وتشجع حملة ترهيب استهدفت السيطرة علي سيراليون من خلال تقديمه "للجبهة الثورية الموحدة "الأسلحة والذخائر والمساعدات لوجيستكية مقابل حصوله على الماس ، وقد حكم عليه بالسجن 50 عاما . ولا يريدون معرفة أن بعض الرؤساء لا زالوا يواجهون نفس المصائر ، لأنهم مطلوبون من لذن المحاكم الدولية ، وهم مهددون في كل مرة يخرجون فيها من بلدانهم ، ومنهم من يعتبرون اسلاميين ؟
وربما لم يكن السيد الرئيس ورهطه ، يعرفون أنه ليس الرؤساء وحدهم من عرفوا طريق المحاكم ، والوقوف وراء القضبان ، بل إن أقدار بعض السياسيين ورؤساء الأحزاب قد ساقتهم للمثول أمام القضاء ، والوقوف في اقفاص الاتهام ، في ذلة ومسكنة ، ومن بين هؤلاء السياسي الصيني الشهير "بو تشيلاي" رئيس الحزب الشيوعي الصيني ‏,‏ الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهم الفساد والارتشاء وإساءة استخدام السلطة , واستغلال النفوذ .
ومما لا شك فيه أنه لو علم السيد الرئيس ومن معه بأن مصيرهم - بعد هذه المحاكمة التي تعكس الإرادة الشعبية للذين ثاروا عليهم - سيكون هو نفس مصير هؤلاء وغيرهم كثير -لم نذكرهم جميعا لضيق المجال- ، لإرعووا ونزهوا أنفسهم من ذاك السبيل ، ولإتقوا الله سبحانه في خلقه ، ولساسوا أمور الناس بشريعته السمحى ، التي لا تختلف عما يحبذه الناس كاسلوب للحكم والذي يسمونه بلغة العصر "الديمقراطية" البعيدة عن الطائفية والقبلية والعشائرية والتي جاء الإسلام لتخليص الإنسانية منها ، ولما قاموا بذلك العبث اللاواعي بإدارة ظهورهم لهيئة القضاء ، الذي طالما تبجحوا باحترامه عندما كانوا في السلطة ، ولما أصر الرئيس المعزول على تعقيد الأمور وإثارة الفوضى ، بتمسكه بالشرعية الزائفة ، وعدم التزامه بارتداء زي الحبس الاحتياطي ، السلوكات التي اعتبرها تحديا لهيئة المحكمة –الواجب احترامها قانونا- والذي هو في حقيقته تحدٍ سافر للقانون وللدولة ولإرادة الشعب المصري الذي قال كلمته في 30 يونيو.
ومهما فعل مرسي ومن معه من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من استهتار وشعبوية و....، فتبقى محاكمة الرئيس المعزول هو تدشين فعلي ونهائي لمرسي وشلته الإخوانية , وتأكيد على عملية التحول الديمقراطي والسعي بقوة نحو تطبيق خارطة المستقبل , كما يبقى مجرد وقوفهم مرسي في قفص الاتهام ، هو إثبات قاطع على عودة الدولة لأحضان المصريين ، وبرهان ساطع على عودة جماعة الإخوان لمكانها الطبيعي خلف الأسوار جزاء لها على ما اقترفته من جرائم في حق الوطن والمواطنين ، وتأكيد -لعقلاء العالم -بأنه لا أمل في أعلى قيادات هذه الجماعة ، الذين لم يستطع راشد منهم أن يتعلم من الدروس الكثيرة التي عاشوها عبر تاريخهم الطويل ، ولم يقدروا استيعاب القاعدة الذهبية القائلة ب"أن السياسة هي فن الممكن" ، وأنها ليست عملا انتحاريا ، كما فعل صدام والقذافي ، وكما يفعل الأسد ويفعله الاخوان الآن ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
- بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (2)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!
- التعليم الأولي المغربي السقيم !!
- -من شر البلية ما يضحك-(5)
- العيد الكبير والمقايسة !!
- رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم
- ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !
- ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني
- ومن شر البلية ما أضحك !.
- حقيقة شعار - الأصابع الاربعة- ؟؟


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رؤساء وراء القضبان !!