أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !














المزيد.....

الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الرياضة في يوم من الأيام، مذهبا سياسيا ولا نظاما اجتماعيا أو اقتصاديا كما يتصور البعض ، بل كانت دائما قيمة حياتية ورؤية إنسانية وجدت من أجل الشباب، وارتبطت بأولى مراحل اعمارهم ، وبكل أجناسهم ومختلف طبقاتهم الغنية والفقيرة على حد سواء،
وكانت مجالا واسعا لتشكيل أجسادهم وأرواحهم وأفكارهم ، وميدانا لتكوين شخصياتهم وتنمية قدراتهم ، من خلال منافسات شريفة واعية مفعمة بالحب المتبادل والعطاء ، من اجل الوصول الى أهداف وغايات نبيلة وتحقيق ما يعكس تقدم هذا الفريق عن غيره بالإنجازات العظيمة والإبداعات المتميزة لأفضل صراع لبلوغ القمة في كل مجالات الرياضة ، وعلى رأسها كرة القدم ، اللعبة شعبية أولى على قائمة الرياضات ، التي تحولت لظاهرة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية، قادرة على أن تعبئ حولها المشاعر الوطنية والقومية وحشد المحبين بأعداد خيالية كما حدث في سابقة نهائي مونديال ألمانيا 2006 الفريدة ،التي قدر الاتحاد الدولي لكرة القدم – الفيفا- عدد مشاهديه بنحو ثلاثة مليارات شخص ، وهو أكبر جمهور على امتداد تاريخ هذا الكوكب ، يجتمع لمتابعة نشاط اجتماعي من أكبر وأهم ما أوجدته البشرية وأكثرها جذباً واستقطابا لاهتمام جميع شرائح المجتمع كإحدى الوسائل الاجتماعية المقبولة لتفريغ المكبوتات، في زمن اتسع فيه الاستهلاك الإعلامي للنشاط الرياضي ، وأفرز مع الأسف ، لدى الممارسين والجمهور- أحيانا – أخلاقيات تجاوزت اهداف اللعبة النبيلة إلى الطموح الذاتي عند السياسيين بالأخص ، ما عزز لدى بعضهم السلوك الأناني وجعل رغباتهم السياسية وأطماعهم الميكافيلية تحول الملاعب والقاعات الرياضية إلى فضاءات لتفريغ الاحتقان السياسي بدل تنفيس المكبوتات النفسية ، وتستغل أنشطتها لغايات غير رياضية البتة، مثل التلميع السياسي والإلهاء والتجييش وما شابه ذالك من الغايات البعيدة كليا عن الرياضة وأهدافها ، حتى أصبح من البديهي أن الرياضة أضحت الوسيلة السهلة لوصول عناصر التعصب والأمية والفساد ، وحاملي عواطف البغضاء والتعاسة لجماهيرها ، وعن طريقهم للمناصب السياسية .
وتبدو مظاهر الاستغلال السياسي للرياضة في المغرب جلية وواضحة مع حلول كل استحقاق انتخابي ، حيث يتسابق المرشحون لخطب ود الجمهور الرياضي والرهان على أصوات أنديته بالأحياء ، والتسلط على تسيرها دون دراية أو علم بالشأن الرياضي الذي يستعمله رجال السياسة كمطية كراسي إلجماعات الحضرية ومنها إلى البرلمان وربما إلى الوزارات، مقابل رشاوى يطلقون عليها "الدعم الرياضي" دون الأخذ في الحسبان بإحترام الرياضة وجمهورها ودون المساهمة في تنمية مشاريعها.
ومع هذا الوضع تبقى الرياضة صدى للواقع السياسي العام الموبوء، الذي ينعكس بظلاله على واقعها سوءا وسلبا تدفع الرياضة فاتورة السياسية حيث أن المسؤول الرياضي يأتي من موقعه غير الرياضة ، فتصنع له الرياضة المجد والشهرة الذي يركب عليه لتحقيق الفوز السياسي، وتخرج الرياضة من المباراة بخفي حنين ك "حزاقة العرس، ما كلات ما تفرجت" ويكون نصيبها من العملية الإهمال والتهميش.
فكم هو محزن هذا التسلل البغيض الذي تشهده الساحة الرياضية من عواصف وزوابع السياسة ‏.. وكم هو مؤلم أن ‏يُجز بالرياضة في خضم شرور التشرذم والتقسيم والطائفية التي دعى البعض لرفع علامتها في الميادين الرياضية بكل شجاعة –عفوا بل بكل بشاعة- وكشفوا بتحد للقاصي والداني عن عورات تعصبهم واستهزائهم بكل أصول الرياضة السامية المبنية على مكارم الأخلاق من تسامح ، ومودة ، وصفاء، وصبر، ومثابرة ، وأبانوا عن غياب الوازع الديني والقانوني وانعدام الرقيب المسؤول الرياضي المهني القادر على منع وردع ما يحدث أمام أعينهم من خروقات قانونية وتجاوزات أخلاقية في حق الرياضة وجمهورها ، لأنهم ، وبكل بساطة ، منشغلين بالاقتتال على مناصب الجامعة ورئاسات الأندية ، وكما يقال : إذا كان ورب البيت بالنقر على الدف منهمك ، فلا تلمن أهل البيت إن رقصوا"
أمام رقص المسؤولين عن الكرة وباقي الرياضات ، فليس بأيدينا ، الا ان نحتسب الامر لله ونتضرع له سبحانه لتطهير الرياضة وإنقاذ الرياضيين من فايروسات فتنة السياسة وفساد مجالها ، وتنظيف ارض الملاعب من اوبئة الطائفية ونتانتها ..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
- محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
- مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
- رؤساء وراء القضبان !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
- بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (2)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!
- التعليم الأولي المغربي السقيم !!
- -من شر البلية ما يضحك-(5)
- العيد الكبير والمقايسة !!
- رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم
- ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !