أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - الرياضة والسياسة (4)














المزيد.....

الرياضة والسياسة (4)


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 01:40
المحور: المجتمع المدني
    


الرياضة والسياسة (4)
لقد باتت تدخلات السياسة والسياسيين في الرياضة واستغلال الرياضيين وجمعياتهم وتجمعاتهم ، لخدمة مصالحها الخاصة ، لمن العلل اللاأخلاقية التي استشرت في المجتمع المغربي ، وعرت جوانب كثيرة من الامية والجهل الراسخين لدى أطياف كثيرة منه... خاصة في ميدان كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية بين كل الرياضات ، من طرف تجار الانتخابات ومرشحي المنفعة الذاتية ، الذين لا يعتبرون قطاعها إلا مجرد لهو ولعب وتسلية ، ويصنفونها في آخر مراتب اهتماماتهم ، وقلما يدرجونها في جداول أعمالهم ومشاريعهم الخاصة ، وإن فعلوا ذلك – ولا يفعلونها في الغالب الاعم إلا ابان مواسم الانتخابات – فلا تكون سوى وعودا عرقوبية في آخر نقط جداولهم السياسية الجاهلة أو المتجاهلة لدور كرة القدم المعاصرة المتطورة والمتقدمة ، ومساهماتها الكبيرة والفعالة في التنمية الاقتصادية للكثير من الدول كالبرازيل والأرجنتين ، على سبيل المثال لا الحصر ، والتي فاقت فيها عائدات كرة القدم ، كل العائدات حتى البترولية منها .
وكما يظهر ذلك جلياً من البرامج الانتخابية والسياسية المستقبلية لغالبية المترشحين الذين صنعتهم الأحزاب السياسية والذين سرعان ما يتخلون ، مع اللأسف الشديد ، ومباشرة بعد حصولهم على المناصب المنشودة ، عن التزاماتهم وأدوارهم كممثلين للمواطنين ، ويخلفون وعودهم ، و لا تحترم غالبيتهم ، وفي جل المدن المغربية ما سنته المواثيق ووضعه المشرع من قوانين لرسم أفاق رياضية متطورة ومتقدمة ..
ومع كل هذا وذاك ، فلا يجب أن نستغرب تدخل السياسة في الشؤون الرياضية في بلادنا إطلاقاً ، لأن ذلك سبق لكل بلدان المعمور أن مارسه ، ومند القدم - مع فارق بسيط وخطير جدا ، هو ان الفائدة في ذلك عندهم تشاركية بين الطرفين هدفها تحقيق التنمية الرياضية بينما هي عندنا احادية لا يستفيد منها إلا الساسة وأحزابهم- فالحالات ذات الشهرة الرياضية في التاريخ والتي كانت لها علاقة بالسياسة كثيرة وقديمة جدا وتصعب الإحاطة بها في موضوع واحد ، فقد بدأت مع العهد الروماني حيث ألغى (ثيوديوس) الألعاب الأوليمبية القديمة واستمرت إلى تدخل (موسوليني) وهتلر في شؤون الرياضة ، في القرن العشرين الذي تعطلت خلاله بطولة كأس العالم ودورة الألعاب الأوليمبية لسنوات بسبب السياسة وذرائع الحربين العالميتين، حيث استغل (موسوليني) استضافة كأس العالم سنة 1934م في إيطاليا للدعاية لنظامه الفاشي، وكذلك فعل (هتلر) مع أولمبياد برلين عام 38، وعوقبت ألمانيا المنهزمة في الحرب بتغييبها عن البطولات العالمية التي تلتها، وفي السبعينات عادت السياسة لتطل برأسها على الرياضة سواء عبر الهجوم الفدائي الفلسطيني على البعثة الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ أو عبر المقاطعة الإفريقية لدورة موريال عام 76 بسبب التعامل مع جنوب أفريقيا العنصرية وقتذاك، وتصاعد الأمر إلى ذروته بالمقاطعة الأميركية لأولمبياد موسكو في سنة 1980، ورد الروس وحلفاؤهم على ذلك بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس بعد أربع سنوات. ورغم محاسن الرياضة التي أعادت العلاقات بين أميركا والصين عبر دبلوماسية كرة الطاولة، كما أعادت الدفء للعلاقات الأميركية الإيرانية عبر لقاءات المصارعة وكرة القدم بين البلدين، رغم كل ذلك فإن السياسة عادت لتطل بوجهها المتجهم في وجه الصينيين الطامحين في قضية استضافة أولمبياد 2008 بكين. كما لا يمكن لأي متتبع رياضي أن تجاهل استغلال برلسكوني لكرة القدم سياسيا ، وأن نجاح نادي ميلان كان وراء اتساع شعبيته ليؤسس بعد ذلك حزبه السياسي «فورزا ايطاليا»، الذي صعد به الى رئاسة الحكومة في بلد عاشق لكرة القدم الى حد الجنون.
كما أن منعم استفاد كثيرا من دعم مارادونا حينما كان يواجه ازمات محلية، وعندما تخلى عنه النجم الشهير خسر معركة رئاسة الارجنتين.
وكان زيدان ايضا من اكبر الداعمين للرئيس شيراك خلال حملته الانتخابية عام 2002 في مواجهة الزعيم اليميني لوبان.
وأكتفي بهذه الأمثلة في هذا السياق لأخلص للقول أنه لا يكفي تنزيل القوانين التنظيمية ، وإخراج القوانين الزجرية لضمان الانتقال إلى أخلاق التقدم ، بل لابد من الاهتمام بالبعد الثقافي والسلوكيات الاجتماعية ، الذي هو المدخل الأساس الذي يصنع رقي الشعوب وتحضرها ونهضتها الحقيقية ، والذي لاشك يحتاج إلى مجهود جماعي كبير ، من المدرسة والأسرة والإعلام لتأطير سلوكيات المواطنين داخل المجتمع وتوجيهها نحو ما يمكن أن نسميه بـ" التمدن و التحضر والتقدم " الذي له تأثيرات وتداعيات إيجابية على كل المجالات بما فيها المجال الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص وتقيها من شرور عادات التخلف والسلبية التي تؤطر سلوكيات بعض السياسيين ، المرتبطة بضعف الوعي ، والمعبرة عن المستوى الاجتماعي والثقافي الذي لا ينعم بأي مستوى من أخلاق التقدم ..

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
- الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !
- أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
- محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
- مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
- رؤساء وراء القضبان !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
- بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (2)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!
- التعليم الأولي المغربي السقيم !!
- -من شر البلية ما يضحك-(5)
- العيد الكبير والمقايسة !!
- رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - الرياضة والسياسة (4)