الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 14:30
المحور: عالم الرياضة
    

الرياضة والسياسة (2)
الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
احتد النقاش في مصر حول الأزمة الكبيرة التي فجرها احمد عبد الظاهر مهاجم الأهلي بسبب تلويحه بشعار "رابعة" عقب تسجيله لهدف فريقه الثاني في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، الأمر الذي قسم الشارع ، بين مطالب بمعاقبته على فعلته المخالفة لأعرف وأخلاقيات كرة القدم ، وحتى يكون عبرة لغيره ، وأسوة بمحمد يوسف لاعب منتخب مصر في "الكونغ فو" الذي عوقب بالإيقاف لمدة عامين ، والحرمان من تمثيل مصر دولياً في البطولات القارية أو الدولية أو العربية ، لرفعه لشعار "رابعة" أثناء تتويجه بالذهبية ولارتدائه قميص يحمل الشعار ذاته ، وبين مناد بعدم العقاب ، لمافي العقاب من تضييق على "حرية تعبير" التي جاءت الثورتين من اجلها ، وأنه من حق أي لاعب التعبير عن انتماءاته السياسية ، ناسين أو متناسين أن كل الاتحادات الدولية واللجان الاوليمبية في العالم ترفض استعمال أي شعار سياسي فى الملاعب الرياضية ولا تتسامح من يحاول افساد الرياضة في كل بلدان الدنيا أو المس بأخلاقها سامية المبنية على التسامح ، والمودة ، والصفاء ، والصبر، والمثابرة ، والزج بها في عوالم السياسة التي لا تعدو إلا مجرد تعامل وتفاعل انتهازي لا أخلاق فيها ، كما فعل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان –المؤيد للرئيس المصرى المعزول محمد مرسي-، بمنع مشجعى "الصقور" بعد من استخدام أية شعارات سياسية فى هتافاتهم ، وبإجبارهم على توقيع تعهدات عند شراءهم تذاكر حضور المباريات، وذلك بعد أن رفعت جماهير بشكتاش التركى لافتات مناهضة لسياسات رئيس الوزراء، بالتزامن مع المظاهرات التى شهدها ميدان تقسيم التركي.
وهذه بعض ابرز الحالات ذات الشهرة الرياضية في التاريخ والتي كانت لها علاقة بالسياسة وتمت معاقبة بعض الذين اقحموا السياسة في الرياضة لخدمة جهات معينة في العالم المتقدم ،
وأول تلك الأحداث على سبيل المثال لا الحصر لكثرتها وصعوبة الإحاطة بها ، ما حدث في اولمبياد المكسيك سنة 1968 والذي عوقب أثناءه الثنائى "تومى سميث" الفائز بميدالية ذهبية و"جون كارلوس "الحاصل على برونزية فى سباق ٢-;-٠-;-٠-;- متر عدواً ، بسحب الميداليتين منهما لرفعهما قبضتيهما بإشارة "القوة السوداء" شعار رفض سياسة التمييز العنصرى التى كانت سائدة فى الولايات المتحدة الأمريكية ذلك الوقت ، وقد تلت ذلك عقوبات كل من اتى بإشارة تطرف او عنصرية دينية او سياسية ، حيث عوقب بطل الملاكمة " محمد على كلاى " بسحب اللقب منه، وكذلك رخصة ممارسة الملاكمة لرفضه الانضمام للجيش الأمريكى المشارك فى حرب فيتنام، لان تعاليم دينه –الدين الإسلامي- تمنعه من ذلك، ولم يكن الايطالى "باولو ذى كانيو" لاعب لاتسيو السابق من بين المعاقبين الذين قرر الاتحاد الايطالى لكرة القدم معاقبة اللاعب بالإيقاف وتغريمه مالياً مائة ألف يورو، بل كان أول من لم يكتف البرلمان الايطالى بتلك العقوبات ، وطالب بشطب اسمه من لوائح اللاعبين وإيداعه السجن ، وذلك لقيامه بتحية الجماهير على طريقة الحزب الفاشي، عقب إحراز هدف فى مباراة فريقه أمام ليفورنو، ولم يكن حظ اللاعب اليونانية "جورجيوس كاتيديس" مهاجم فريق "أيك أثينا " أحسن من "باولو ذى كانيو" ، حيث قرر ناديه إيقافه حتى نهاية الموسم ، قبل أن يعاقبه الاتحاد اليونانى بالإيقاف مدى الحياة ، وحرمانه من دخول أى ملعب رياضة على تلويحه بالإشارة النازية ، عقب تسجيله أحد الأهداف فى الدورى اليوناني ، وذلك رغم اعتذاره وتأكيده على انه لم يقصد من وراء إشارته تقليد تحية الزعيم النازى هتلر قائد ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، إلا أن الاتحاد اليونانى لم يخفف عنه العقوبة..
وللموضوع جوانب كثيرة ربما نفصل بعضها في مقال قادم بحول الله.
حميد طولست [email protected]
.

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات