عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 11:43
المحور: القضية الفلسطينية
    

الشيخ صياح ، بيني بيغن والقضاء الاسرائيلي !
اليوم ال-29-11 هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، وبهذا سنلقي الضوء على بعض القضايا التي تُشغل بال عرب اسرائيل ، الجزء الذي لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني . الباقين والقابضين على الجمر !!
القرى غير المعترف بها (حسب تقرير جمعية حقوق المواطن )
"وفي هاتين القضيتين فأن تعامل الدولة مع المواطنين البدو – العرب هو تعامل عنفي مصحوب بخلق اجواء شعبية تهدف الى اسقاط الشرعية عن مطالبهم وحقوقهم . يدور صراع بين البدو وبين الدولة بخصوص قضيتين : الاعتراف بالقرى التاريخية والاعتراف بحقوق الملكية على الاراضي . " مقتطفات من تقرير جمعية حقوق المواطن في اسرائيل
والشيخ صياح الطوري هو ابن لأحدى هذه القرى ، وهي قرية العراقيب بالقرب من مدينة بئر السبع ، وقد قامت السلطات بهدمها للمرة الستين وأكثر ، لكن أهلها لا يرحلون . رغم الحصار والهدم ، الحبس والغرامات ، حتى تحول الشيخ صياح الى رمز مُعاصر لمقاومة التهجير ، المُصادرة والهدم .
وعند كل جولة هدم جديدة وبعدها ، يتم القاء القبض على الشيخ صياح ( تم اطلاق سراحه بالأمس )، ليخرج بعدها أشد صلابة وليُعيد مع أهله بناء القرية من جديد ، التي تنتظر جولة جديدة مع الجرافات .
والشيخ صياح ( كرمز ) يُدافع عن حقه في الوجود والحياة على ارضه ، لكن أطماع الدولة لا تعرف حدودا ، لذا قررت لجنة برافر –بيغن ، مصادرة الاراضي العربية في النقب وتجميع البدو في بلدات بدوية . وبيني بيغن هو ابن مناحيم بيغن زعيم الليكود وشريك السادات في جائزة نوبل . وبيني ابنه شغل منصب وزير وكان عضوا في اللجنة التي قررت المُصادرة .
"في النقب لن نشتري الارض ، بل سنقوم باحتلالها . انك تنسى بأننا في حرب ، وكل البدو الذين سيحاربوننا لن يعودوا ، ومن سيبقى – سنعطيهم ارضا للتطوير وليس مالا ".
هذه اقوال دافيد بن غوريون أول رئيس حكومة اسرائيلي ، والتي سجلها السيد فايس – مدير الكيرن كييمت ،(صندوق اراضي اسرائيل ).
اليوم وبعد 65 عاما ( ولتحقيق حُلم بن غوريون ) ، اتخذت الكنيست قرارا بمصادرة الاراضي بملكية عربية في النقب ، وتجميع سكان القرى غير المعترف بها من قبل مؤسسات الدولة ( لكنها موجودة منذ مئات السنين ) ، تجميعهم في قرى كبيرة وحصرهم داخلها !! كما حصل مع اخوان لهم تم تجميعهم في بلدات بدوية كبيرة في النقب !! مما يؤدي الى أبعادهم عن مصادر رزقهم (الرعي والزراعة ) وتحويلهم الى عاطلين عن العمل ، كما في البلدات البدوية والتي تزيد نسبة البطالة فيها ب 4 اضعاف عن القرى غير المُعترف بها ، وهذا يعني على ارض الواقع ارتفاع في نسبة الانحرافات والجريمة بكافة اشكالها !!
اللافت للانتباه بأن الكثير من الشباب في القرى غير المُعترف بها يخدمون في الجيش ، ولا يُحاربون ضد دولة اسرائيل بل الى جانبها !!

العرب وجهاز القضاء : تمييز ضد العرب في المحاكم
كشف البحث الذي استعرض 10 سنوات (من الأحكام القضائية ) من سنة 1996 وحتى 2005 بأنه : عند تقديم العرب للمُحاكمة ، فأن الاحتمال بأن تتم ادانتهم هو أكبر من احتمال ادانة اليهود . وعندما تتم ادانتهم فالاحتمال بأن يُحكم عليهم بالسجن أو بعقوبة شديدة ، هو اكبر من احتمال معاقبة اليهود بالسجن أو بعقوبة شديدة .
هذا البحث أجرى مُقارنة بين الاحكام التي أصدرتها المحاكم ضد مُتهمين عرب ويهود خلال الفترة المذكورة ، والتي قُدمت ضدهم لوائح أتهام مُتشابهة ، وتمحورت حول تُهم جنائية كالسرقات ، المُخدرات ، السلاح غير المُرخص والاعتداءات الجسدية .
في المُحصلة فليس من المُحبذ أن تكون "مجرما " عربيا في دولة اسرائيل ، لأنك ستُعامل بشدة أكثر وستتم مُعاقبتك بالحبس والغرامات المالية . طبعا كل هذا مقارنة بزميلك "المُجرم " اليهودي .
لا نعترض على تشديد العُقوبات بحق كل المُعتدين والمُجرمين ، لعل وعسى أن "يتوبوا " عن جرائمهم ، لكن كان من المُتوقع أن يسود العدل في هيكل العدل !!
ولربما سنتبع مقالتنا هذه بمقالة أو أكثر تتمحور حول علاقة عرب اسرائيل بالدولة ، العلاقة التي تمتاز بالتعقيد . فالعرب من أكبر المُدافعين عن جهاز القضاء ، رغم أنه يميز ضدهم للأسوأ ، وهكذا في شؤون أخرى !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل