|
الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 10:45
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الجنس : ميكانيكي(غريزي) أم شُعوري ؟؟!! كتبت الزميلة مكارم ابراهيم مقالا عن الجنس الفموي والخيانة ، استعرضت في مقالها نتائج استفتاء أو بحث علمي ،أُجري في الدنمارك . النتيجة اللافتة للنظر في هذا البحث ومنه ، هي أن " الشعب " الدنماركي لا يعتبر بأغلبيته الساحقة ممارسة الجنس الفموي مع "شريك" غير الشريك الثابت والدائم ، لا يعتبرها خيانة زوجية . مع التأكيد بأن ما يُقارب ال 70% ما زال يعتبرها خيانة (زوجية ، شعورية ، عاطفية ) . حظي المقال بردود أفعال كثيرة ومتنوعة ، منها من اتفق ومنها من أختلف أو هاجم الكاتبة ، وكنت واحدا من بين هؤلاء المُعقبين الذين أبدوا رأيهم في السؤال المطروح . واخترت كتابة مقال منفصل وليس تعقيبا لعدة أسباب : وأهمها هو الاهتمام الكبير من قبل القارئ العربي بموضوع الجنس !! فالجنس (لا يشمل الاعتداءات الجنسية ) ما زال الموضوع المُفضل للعربي اينما كان ومهما كان انتماؤه الفكري . ما زالت "ريالة " (اي لعاب ) العربي تسيل لذكر الجنس ، فما بالك اذا كان اوراليا أو أناليا !!( اورال سكس أو انال سكس ) !!. وبخروج الجنس من الحيز الخاص الى الحيز العام ، تكثر الآراء وتتعدد المواقف ، وتبدأ سوق المُزايدات بين الشرق المُتخلف لكن الشهواني والمُتدين (لأن الدين السائد يتمحور حول الجنس ) وبين الغرب الاباحي والمُلحد . والكل يربط الجنس بالعقائد والايمان ، ولكي أكون أكثر دقة ، يشترط شروطا "ثقافية ، دينية وعقائدية " لشكل المُمارسة الجنسية . وطرح السؤال بهذه الطريقة في البحث الدنماركي ، ينطلق من فرضية مُسبقة ، بأن شكل المُمارسة هو الذي يُحدد ضررها أو رفضها من قبل الشريك الدائم (أي أنها تُسبب له شعورا بالضيق والألم لأن شريكه الدائم يخونه مع أخر ) . وفي حالتنا هذه كانت مُمارسة الجنس الفموي (مُقارنة بالقبلة الساخنة )هي سؤال البحث . بينما تجاهل البحث أو "المجيبون على البحث " حصول الشريك الدائم على الإشباع الجنسي مع شريك سانح أو عابر ، واعتباره مقياسا للخيانة . وينطلق البحث من فرضية أُخرى وهي :أن الجنس عملية ميكانيكية يستطيع الانسان ممارستها مع كل شريك وفي كل وقت ، (طبعا في حالة أذا لم يكن يُعاني من الايمبوتنتسيا أو البرود الجنسي ) ويستطيع الحصول على ذروة النشوة دون أي اعتبار لأي ارتباط شعوري أو رغبة شعورية مُتبادلة بين شخصين بالغين ، لذا فأنه (أي الانسان يُمارس جنسا مثلثا ، مربعا أو جماعيا ) مع شركاء لم يسبق له أن التقاهم أو ارتبط معهم بأي رابط شعوري ، مهما كان ضئيلا !! وتعود هذه الفرضيات وبحسب رأيي الى نمط سلوكي ذكري ما زال سائدا في الثقافة البشرية عموما ، وهذا النمط ينطلق من أن الذكر يستطيع مُمارسة الجنس مع مجموعة هائلة من الاناث (بالعشرات ) دون أن يرتبط بهن شعوريا ، فالأنثى هي وعاء وليست شريكا !! لكن التطور الذي حصل في دول الغرب (اوروبا ) وخاصة بما يخص المرأة ،حقوقها ومساواتها ، لا يُمكنه تجاهل المرأة ورغباتها (غريزتها الجنسية ) ، لذا أصبحت المرأة شريكة في الامتياز الذكري السابق ، وهو الحق أو الامتياز بتعدد الشركاء في الجنس وحصلت على هذا الاعتراف من الذكر (الشهواني )، والذي "أحتكرها " لنفسه في السابق !! وما مُبادرات "تبادل الشركاء " الا دليل على ذلك !! هل الجنس فعل ميكانيكي فقط ..؟؟ أليس للهفة والشوق والرغبة والشعور بحالة جذب شعوري ما، مع شريك مُحدد ما ، دور في العملية الجنسية ؟؟ أميل ولا أكشف سرا عظيما بهذا ، الى الرأي الذي يقول بأن الجنس هو شعور قبل أن يكون "نكاحا "!! وفقط من تربى على الثقافة القائلة بأن المرأة هي وعاء ، أو العكس بأن الرجل هو اداة للوصول الى الاشباع الجنسي ، هو من يرى في الجنس فعلا ميكانيكيا. ولذا لم أستغرب الردود الغاضبة على مقالة الاستاذة مكارم من "الاسلاميين " الذين يعتبرون "الانفتاح " في العلاقات الجنسية علامة على الحيوانية ، وذلك لأن الانفتاح ساوى بين غريزة المرأة والرجل . ولو كان الانفتاح مقصورا على الرجل ، أي تعدد الزوجات والشريكات للرجل الواحد ، لما كان لديهم اي اعتراض . ومع ذلك ، ما زلت مُصرا ، على أن الجنس شعور ، وحينما يختفي هذا الشعور من الحياة المُشتركة ، تُصبح الشراكة شكلية . وهذا هو حال غالبية الزيجات العربية ، شراكات شكلية تستمد مُقومات وجودها من قوة الاستمرار ....
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليالي الكريستال الاوكرانية..
-
طوفان الزبالة
-
ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
-
The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
-
المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست
...
-
رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني
-
سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
-
الحصار - قصيرة قصيرة
-
دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
-
حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
-
وداعا جميلة
-
جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
-
شمعة لا تنطفئ ..!!!
-
المجد للشهداء ..؟؟!!
-
لماذا نكتب ؟؟ رد على مقالة الاستاذ سائس ابراهيم
-
مؤتمر -تعدد الزوجات والزواج المبكر في المجتمع العربي -اسباب
...
-
نساء محظوظات ،ونساء ناقصات ..!!
-
الافتقاد للنزاهة العلمية : رشيد مغربي نموذجا ..
-
الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...
-
جبهتي يا ظافرة ؟؟!! في انتظار اصوات الجنود ..
المزيد.....
-
بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر
...
-
هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي
...
-
“لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع
...
-
شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
-
البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
-
مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة
...
-
“سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى
...
-
هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|