أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني














المزيد.....

رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 09:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رب البسطاء وتثوير الخطاب الديني
سواء رضينا أم أبينا ،فالبسطاء وهم الاغلبية الساحقة من البشرية ، يؤمنون بالغيب وبعالم خفي وحياة أخرى سرمدية ، لهذا فعلينا أن نتوقف قليلا مع طروحاتنا الفكرية وفهمنا وخططنا لمستقبل هؤلاء البسطاء . والا سيدوسوننا بالأقدام ولا يُبالون .
البسطاء يمتلكون خبرة الاجيال التي كافحت وناضلت بطرقها الخاصة لكي تحافظ على بقائها رغم القهر والظلم .
صحيح بأن ثقافة "البقاء " بكل ثمن قد أوجدت طروحات غيبية من غير ما دليل علمي ، الا ان هذا الايمان هو ما اعطى جماهير المسحوقين نفسا وأملا للاستمرار بالكفاح وغرس جذورهم عميقا في الارض .
وكنت أجلس مع زوجتي حينما بلغنا نبأ مصرع شاب في السابعة عشرة من عمره ، لقد تألمنا كثيرا ، لكن زوجتي قالت : ربما سيلتقي مع أمه !! وامه كانت قد فارقت الحياة وهي في العشرين من عمرها ، وكان ابنها رضيعا ، لم تتسن له الفرصة في لقاء أمه والتعرف عليها !!( وفي هذا عزاء للأحياء ).
وكذا قالت صديقة مسيحية فقدت جدتها المحبوبة ، وأنا أُعزيها بمصابها : أنا متأكدة بأن تيتا (جدتي )في السماء !!
هذه الجزئية من "الغيب " تُساعد البسطاء من الناس ، على مواجهة الفقدان بطريقة تحمل أملا !! وتضمن تواصلا ، وبأن حياة وموت الانسان لهما معنى .
النظريات والفلسفات المادية والتي تتلقى دعم العلم كل يوم ، لا تبذل ادنى جهد في التفكير في المشاعر ، الحزن والحنين ، الشوق والترقب ، لا ولا الى الحرمان الشعوري أو المواساة !! فالفلسفة المادية تقول الحقيقة دونما تغليف أو "تلطيف " !! تنتهي حياة الانسان بموته ، ولن تكون هناك فرصة ثانية للتعويض عن النقص والحرمان اللذان عانى منهما الانسان في هذه الحياة الزائلة الى غير رجعة !!
وهكذا ، ومن المتوقع ، أن يبذل الانسان جهده وطاقته من أجل تغيير النظام الاجتماعي وعلاقات الانتاج ليحصل على مبتغاه في هذه الدنيا والتي ليس له سواها !!
ولنفترض جدلا ، بأن نظام الكفاية قد تحقق ، ( من كل حسب طاقته ..ولكل حسب حاجته) هل يتم اشباع الحاجات الشعورية العاطفية ؟؟ أم أن مجرد الحصول على الكفاية المادية ، كفيل بإسكات الجوع (العاطفي والشعوري )!!
طيب .. والى أن يتحقق مجتمع الكفاية ، الا يحق للمظلومين الذين لا يستطيعون ازالة الظلم عن كواهلهم في المرحلة الراهنة ، الا يحق لهم بأن يحلموا ، (لكل ظالم يوم )، وسوف يأتي اليوم في هذه الدنيا أو في الدنيا الاخرى ، سيأتي من "يقتص من الظالم " !!(فرب المظلومين رب يحقق العدل لهم عاجلا أم أجلا ) .
ثم اليس من الجيد أن "يؤمن " الظُلام بأن يومهم أت لا محال !! فلعل وعسى أن يرتدعوا!!
لكن علينا أن نُثور الخطاب الديني ، ونقول بأن المسحوقين والمظلومين يستطيعون أن يُعجلوا قدوم هذا اليوم بأيديهم ، ويجعلوا الحلم حقيقة !!ولا حاجة (وهذه وجهة نظري ) للدخول في جدل طويل لنفي الغيب !! فالغيب والايمان به هو حاجة نفسية ، نتيجة عجز الانسان عن مقاومة الفناء وعدم قدرته على ضمان الخلود لنفسه ولأحبائه !!

في رأيي ، ستبقى المشاعر هي ما يميز الانسان ولا تهم طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه !! وسيبقى الشوق والحنين ، ولن يختفي الظلم ولا الشر !!
سيختفي الاستغلال وسيحصل الانسان على كفايته ، لكن هذا لا يضمن زوال الشر الذي تأصل في النفس الانسانية !!
سيبقى "ظالم " و "مظلوم " ، شعوريا !! وسيبقى الحب وخيباته والجنس وعدوانيته !! وسيبقى الموت هادم اللذات ومُفرق الجماعات !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
- الحصار - قصيرة قصيرة
- دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
- حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
- وداعا جميلة
- جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
- شمعة لا تنطفئ ..!!!
- المجد للشهداء ..؟؟!!
- لماذا نكتب ؟؟ رد على مقالة الاستاذ سائس ابراهيم
- مؤتمر -تعدد الزوجات والزواج المبكر في المجتمع العربي -اسباب ...
- نساء محظوظات ،ونساء ناقصات ..!!
- الافتقاد للنزاهة العلمية : رشيد مغربي نموذجا ..
- الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...
- جبهتي يا ظافرة ؟؟!! في انتظار اصوات الجنود ..
- الشيخان (قوجمان والنمري ) والمُتصابي أحمد فؤاد نجم
- النقائض وثوريو الشرق ... في نتف الريش المُتبادل
- صناعة سوفييتية - في تسطيح مفهوم العمل ووأد الدافعية
- صناعة سوفييتية - الانسان الجديد 2
- صناعة سوفييتية -في بناء الانسان 1
- صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي


المزيد.....




- في خطوة غير مسبوقة... غواصتان نوويتان أمريكيتان تتحركان نحو ...
- الولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تغمر الشوارع وتشل حركة السف ...
- إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ -التج ...
- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني