أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الرعبُ والإرهابُ














المزيد.....

الرعبُ والإرهابُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تقوم رواية فراكنشتاين المنشورة سنة 1818، والمقامة على الرعب على أساس فكري حِرفي أثناء تطور العصر الصناعي، حيث يقوم الخالقُ البشري فكتور فرانكشتاين بصناعةِ مخلوقٍ مُجمعٍ من أجزاء متطورة، فثمة رأسٌ لعالم جبار، وثمة أجزاءٌ من أجسادٍ قوية وقلب نشط، ويتم تجميع هذه الأجزاء عبر الحرارة والمياه والكهرباء في غلاية كبيرة تجري فيها هذه التفاعلات الكيميائية لمزج هذه الأعضاء ويتمكن الخالقُ البشري من صناعةِ مخلوقه لكن المخلوق المكتمل لم يظهر بل ظهر مخلوق مرعب، واصل حياته وتعلم ولكنه لم يزدهر روحياً بل قام بسلسلة من الجرائم المرعبة.
القراءة الميكانيكية لصناعة الإنسان تترافق مع عصر خلاق أوروبي وتوجه فيه كتابُ الأدب الخيالي لاستغلال ثماره وبناء قصص من وحيه وتتجاوز العلومَ عبر الخلط بين الاسطورة والعلم، وإنتاج مغامرات روائية.
ويختلط ذلك مع الوعي الاسطوري السياسي حيث تتصور الأحزابُ والقادةُ الشموليون إمكانية صناعة الإنسان بحسب مواصفاتهم عبر تجميعه من نصوصٍ وتركيبه على أجزاء منها وإخراجه بطلاً مكتملاً خارج البشر العاديين يقوم بتنفيذ أعمالهم السياسية الإجرامية.
فعبرَ ضخ هذه المواد الفكرية السياسية المفتتة وعجنه في التنظيم الذي عادة ما يكون منزوياً يعيش في الظلام وبين الجماعات المغلقة يخرج الكائنُ العظيم ليقوم بالمآثر.
العلب الفكرية الدينية لصناعة الانسان موجودة منذ أزمنة قديمة، معتمدة على كون الانسان وليدَ خَلقٍ فوق طبيعي، من طين وعجين وثمة آلات حِرفية تشيده، ويظهر ليخدم الصانع بحسب ما يريد أو ما تريد القوى السياسية الاجتماعية المسيطرة على الحقبة.
في العلب والآلات الشمولية المعاصرة تعلب الكتبُ الملخصاتُ والكهوفُ دورَها في صناعة الشبكات الارهابية، حيث يظهر فردُ التنظيم مستعداً لكل أعمال العنف، وقد كان مصنوعاً في الجماعة ليعدل وضع الأمة، ويبدل حال الشعب.
المخلوق المصنوع للبناء يظهر لينشر الهدم، والأجزاءُ العظيمةُ للمواد الدينية السياسية تناقضت مع بعضها البعض، وشوهتْ المخلوق، فأطلق طاقاتٍ تدميريةً لكونه نشأ خارج الحضارة المدنية المتفتحة، وكون البشر أناساً عاديين يتطورون ببطء ومن خلال قدراتهم الحقيقية التي تنشأ من إمكانيتهم وليس من خلال الجماعة العنفية وإذا درسوا وساروا مع دورب التطور والتعليم والتواضع.
لا تستطيع أي نصوص أن تخلطهم وتظهر منهم كائنات عجيبةَ تقفز على الأوضاع وتعمل على اكتشافها وتغييرها وتتجاوز الأدوات الحضارية الديمقراطية بين الجمهور.
زعماء الشموليات المختلفة يكونون تلك المصانع عبر الاتجاهات التي ظهرت، وخاصة في القرون الأخيرة، من هتلر حتى أسامة بن لادن، وقد انتشرت بقوة رهيبة جماعات القاعدة التي ساعدتها أنظمةٌ عدة، واستخدمتها في ضرب أعدائها، وقد خرج بعضُها من إفغانستان واستقر في إيران وكشف ما بداخلها من أوضاع واستغل مواده في قتل الآمنين في العراق وسوريا والآن في لبنان.
مخلوقاتُ الرعب هذه تمددت في بلدان عدة وتسللت بين أخطاء الدول وتركها لهذه الجماعات النمو والانقلاب على الحياة السياسية الطبيعية، وتكوينها لمعاملها الخاصة المنقطعة عن الرأي العام، عبر قادة يستغلون المواد التراثية ويجيرون الإنسان غير الواعي ويتم صهره في علب الرعب ليخرج مخلوقاً مشوهاً، أداته الرئيسية هي العنف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهيارُ الثقافي والعقلانية
- مطرٌ فوق بيوتِ الطين
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن سقوط طائرات مسيرة و-أجسام مشبوهة- في عدة ...
- من أسرّة المستشفيات في طهران.. إيرانيون أُصيبوا بالغارات الإ ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف إجمالي عدد المسيرات الإيرانية على البل ...
- -معركة شرسة- داخل الدائرة المقرّبة من ترامب بشأن التعامل مع ...
- -حبوب منع الشخير-.. أخيرا قد يستمتع شريك حياتك بنوم هادئ!
- الولايات المتحدة: خوف وغضب واحتجاجات ضد شرطة الهجرة -الملثمة ...
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري ...
- هل تنهار إستراتيجية إيران العظمى؟
- عراقجي يحذر من انضمام واشنطن للحرب وماكرون يتحدث عن تسريع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الرعبُ والإرهابُ