أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فريق الركابي - ايهما الذي تطور الاسلام ام المجتمع ؟















المزيد.....

ايهما الذي تطور الاسلام ام المجتمع ؟


محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 03:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ايهما تطور الاسلام ام المجتمع ؟
محمد الفريق

في السنوات الاخيره شهد العالم العربي صراعاً شرساً بين الاسلاميين المتشددين اللذين يدعون الى تطبيق الشرع الذي يؤمنون به و اجبار المجتمع عليه بجميع طوائفه و فئاته و محاربة الدعاة الى التحرر الفكري و نشر الثقافه الحديثه و تشجيع الانسان العربي الى التفكير و عرض افكاره و استخدام لغة العقل و الحوار و سرعان ما تطور الامر الى استخدام السلاح لتطبيق الشريعه و انشاء او اعادة الخلافه الاسلاميه و منع مظاهر الفسق و الفجور على حد وصف المتشددين و كان المثقفين و الداعين الى نشر الثقافه و التسامح و الحث على نبذ التطرف و اجبار الاخرين على افكارا لا يؤمنون بها اهدافاً لرصاص المتشددين علماً ان لهذا الصراع ماضٍ حافل بالاغتيالات التي طالت مفكرين و مثقفين و ايضا في ضل الانظمه العربيه قبل اسقاطها في ثورات الربيع العربي هذه الانظمه التي كانت تعرف بالانظمه البوليسيه و التي لم تكن تفسح المجال لمثل هذه الجماعات الاسلاميه التي تستبيح دماء الابرياء من اجل مبادئ يعتقد اصحابها انها دينيه او اسلاميه.

و استمر الوضع بعد ثورات الربيع العربي الذي سرعان ما تحول الى ربيعً اسلامي استطاعت جماعات و احزاب اسلاميه استغلال هذه الثورات لتحقيق مشاريعها الخاصه على عكس تصريحاتها و المظاهر الخارجيه التي كانت تختبأ خلفها و لعل الاحداث التي نشاهدها يوميا بين هذه الجماعات و الشعب نفسه الذي وعدته بتحقيق متطلباته و خدمته بعد سنوات الفقر المدقع الذي كان يعاني منها ابان حكم الانظمه السابقه و لم يكن الشعب يرفض وجودها بسبب تدينها او اتخاذها لباس التدين فلم تكن المشكله بين الدين و الشعب بل بين الشعب و من يتخذ من الدين سبيلاً لتحقيق تطلعاته على حساب الدين نفسه اولاً و الشعب اخيراً.

ان المشكله الحقيقيه التي يعاني منها المجتمع العربي عموما هي الاساليب التي تستخدمها الجماعات او الاحزاب الاسلاميه في التعامل مع معارضيها و الرافضين لتوليها الحكم او السلطه في أي من البلدان العربيه و اللذين يرفضون اشراك الدين في العمليه السياسيه لان الدين هو علاقه مباشره بين الفرد و من يعبده ايا كان هذا الاله و ايا كانت الديانه التي يتقرب بها الفرد الى من يعبده و ان اشراك الدين في السياسه او توليه السلطه يؤدي حتما الى صراع بين المتديين انفسهم و بين سائر اطياف المجتمع الذي يتنوع بأستمرار فللفرد ان يعطي رأيه في المسائل الاجتماعيه و السياسيه و هذا الحق قبل ان يكون دستوريا هو حق طبيعي لاي انسان و بالتالي فان اجتماع الافراد اللذين يتشابهون في الرأي حول قضيه معينه يؤدي الى تكوين حزبا او تكتلا لطرح رأيه و مشاركه غيره في حل القضايا ايا كان نوعها و من الطبيعي ان نجد اختلاف للرأي بين سائر الاحزاب التي تناقش الوضع في الدوله فلكل حزب رأيه الذي يراه مناسبا لحل قضيه معينه و الحكم في ذلك هو الشعب فهو صاحب الاختيار و القرار.

و ايضاً فأن الحياة في تطور مستمر و ان توقف فكر معين او رأي معين عن مجاراة التطور الذي تشهده الحياة يعني و كنتيجه حتميه الى زوال هذا الرأي لانه لم يعد ملائماً لما اصبحت عليه قضايا المجتمع و احتياجاته الى افكاراً و اراءاً جديده قادره على المواكبه و تقديم الحلول المناسبه و هو ما نلاحظه اليوم على الفكر الاسلامي المتشدد فهو يريد حكم المجتمعات العربيه على الطريقه التي كان يحكم بها المجتمعات البدائيه التي كانت تخشى التعليم لانه يفسد الاخلاق و تقوم بتطبيق الحكم الشرعي دون رحمه او انسانيه نعم اليوم توجد عقوبة الاعدام و لكنها تختلف عن الحد الذي ينادي به انصار الشريعه المتشدده الذي يتم تطبيقه انتقاماً و دون رحمه و ان كانت عقوبة الاعدام مشابهه للحد الشرعي او هي الحد نفسه لكنها تختلف من حيث القائمين على التطبيق و من حيث من له سلطه ازهاق هذه النفس فالقانون اليوم هو الذي يحاسب و هناك المختصين بتطبيق هذا القانون و لا يجوز لاحد ان يطبقه غير المناط بهم فعل هذا الامر على الرغم من ان عقوبة الاعدام قد الغيت في العديد من بلدان العالم كدليل على التطور و الوعي الذي وصل اليه الفكر الانساني لان العقوبه ليست هي الاساس بل النتائج التي تترتب عليها هي المقصوده.

ان قيام المتشددين بذبح من يخالفهم الرأي و العقيده بطرقا لا تمت للانسانيه بشئ دليلاً على انهم لازالوا متأثرين بطرقاً مضى عليها الزمن و افناها و كذلك فهي لا تزال تعاني من عقدة الماضي و تحاول اعادته و لا تستطيع تَحمل تغيير اطباعها و طرقها من اجل ان تتماشى مع الواقع الذي تعاصره و هو ما جعلها تعيش في عزله حقيقيه و دفع المجتمع الى النفور منها و البحث عن اراءاً و افكاراً بديله و هنا يقع السؤال الملح و هو اذا كان الاسلام المتشدد هو الذي تطور فما معنى نفور المجتمع منه بل عزله بصوره تامه عنه و ان كان المجتمع هو الذي تخلف فما معنى بحثه عن اساليب حديثه لترتيب المجتمع و تنظيمه مع وجود الاساليب القديمه التقليديه التي تتلائم مع الوضع الاجتماعي الذي يعيشه؟
في الواقع ان الاسلام لم يتطور بل هو يدور في حلقه ضيقه يسميها التعاليم او الاوامر التي لا يجوز يغييرها او استبدالها باخرى جديده بل يجب على المجتمع ان يرضخ لها و ان يكون منقاداً لها و خاضعاً لشروطها بل انه (الدين) اصبح منقسماً على نفسه فهناك الاسلام المعتدل و الاسلام المتشدد فالاول لا يدعو الى القتل و استباحة الدم بل يدعو الى اتباع التعاليم الاسلاميه المعتدله علما ان اعتداله لا يقيه من المسائله لانه و حسب القول ان لم تنصر الباطل فمن المؤكد انك خذلت الحق فهي و ان كانت لا تدعو الى التشدد فهي لم تقف ضد هذه الجماعات و لم تعلن برائتها منها.

اما المجتمع فلا شك في انه تطور و لكن تطوره لم يجعله يترك الدين الحقيقي لا الوهمي الذي يحاول اصحابه خداعه به و الوصول عن طريقه الى اهدافاً لا تمت للدين بصله فالدين ليس للحكم بل للعباده و العباده ليست الحكم بل هي و كما اسلفنا علاقه بين الاله و الانسان و ايا كان طريقة العباده فأن ذلك لا يمنع من ان يعمل الانسان للمستقبل و لا يجبره على البقاء مقيدا بقيود الماضي و ان كان الدين فعلاً يواكب التطور فمعنى ذلك ان اللذين يتكلمون بأسمه هم اللذين يمنعونه من التطور.



#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة العراق بين ازمته الداخليه و الازمه السوريه
- مبادرة روسيا .. طوق نجاة و هزيمه ضمنيه
- عدوى المفخخات تنتقل الى مصر
- مظاهرات الشعب العراقي و الحملات الانتخابيه المبكره !!!!!!!
- اوباما و الضربه العسكريه و النتائج.
- اكذوبة الشعب الموحد
- نحن نعاني من صراعات التأريخ الاسلامي
- انت من انصار و ازلام النظام السابق ؟!
- الاخوان من التأسيس الى الاعدام في الميدان
- تركيا سلاح ذو حدين
- الشعبيه للاحزاب ام لزعمائها ؟؟؟؟؟
- في العراق...الديمقراطيه و الفيدراليه قطبين متنافرين
- الطائفيه...و تدمير المجتمع العراقي
- العراق ... بين الجيش و الشعب جدار الثأر
- مرسي و الاخوان .... و الاتجاه شرقا !!!
- القضيه الطائفيه في العراق.... اسبابها و نتائجها
- الاحزاب الاسلاميه تسعى لتكون دول !!!!!!
- الشراكه الوطنيه في العراق
- الثورات العربيه.... و اسباب فشلها
- المسؤوليه في العراق يتحملها الجميع


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فريق الركابي - ايهما الذي تطور الاسلام ام المجتمع ؟