وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 18:06
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مجيء الانجليز يقلب الموازين
ادى مجيء الانجليز إلى حصول تغيير حاسم ومفاجيء في شؤون قدامى البيروقراطيين _ الملاكين . ولم يكن من السهل على هؤلاء الذين كانوا في موقع القيادة أن يتكيفوا مع دورهم الجديد كرعايا لأسياد لم يكونوا مسلمين . ولا نفعت نواياهم الحسنة في التغلب على الاستبعاد المدروس للعناصر المحلية من مراكز المسؤولية . ففي سنة 1920 كان هناك عدة موظفين كباراً ( أي من الذين يزيد الراتب الشهري لأحدهم عن 600 روبية , أو 45 جنيهاً استرلينياً ) في الادارة المدنية , بينهم 20 عراقياً فقط , اما الباقي فكانوا بريطانيين , باستثناء سبعة هنود . ولاشك أنه كان لهذا حسابه في الدور الذي لعبته ارستقراطية المسؤولين في انتفاضة 1920 . والواقع أنه إلى هذه الطبقة كان ينتمي 4 من اصل 8 أعضاء في اللجنة المركزية ل (( حرس الاستقلال )) الذين شكلوا النواة القاعدة الاساسية للحركة الوطنية في بغداد وهم بالأسماء : عارف حكمت الآلوسي , وناجي شوكت , وجلال بابان , والملاك السابق علي آل بازركان , وهو أحد مؤسسي ومدير المدرسة الأهلية التي كانت مقراً وطنياً . وكان الاداري _ الملاك الأخر الذي ظهر بشكل بارع في تحريض المشاعر الشعبية ضد الانجليز هو رئيس البلدية السابق رفعت الجادرجي , والد كامل الجادرجي , الزعيم اللاحق للحزب الوطني الديمقراطي . كذلك كان من طبقة الاداريين أمين العمري , الذي عمل ضابط ارتباط بين الكماليين وقوة الشريفيين التي قاتلت الانجليز في تلعفر في تلك السنة . ولا يشكل هذا كله إلا تأكيداً للحقيقة الابتدائية بأن ما من طبقة ترضى طويلاً بتغيير يتعارض مع مصالحها من أن تواجهه بالمعارضة أو العنف .
بعد تأسيس الملكية سنة 1921 , دمجت أرستقراطية المسؤولين القديمة بالآلة الادارية المعاد بناؤها . وعلى العموم , وباستثناءات معينة , فإن العنصر التركي شهد انحطاطاً في مكانته , وهو ما كان نتيجة طبيعية لانتهاء الحكم التركي . وفي الوقت نفسه , ومع أن الطبقة ككل شاركت السادة استياءهم من الصعود السريع للضباط الشريفيين السابقين , فإنها الفت نفسها مع النظام الجديد للأمور وجهدت لكي تكون على علاقة جيدة سواء بالملك أم بسلطة الانجليز . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟