وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 16:57
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الفساد يستشري في عهد السلطان عبد الحميد
ربما كان الفساد الأكبر حجماً وأوسع انتشاراً في عهد السلطان عبد الحميد , اي بصورة تقريبية في سنة 1878 وحتى ثورة 1908 . كما جاء على لسان شاهد مطّلع وغير متعاطف , هو حقي بك بابان , نائب بغداد , فإن هذه الفترة كانت (( فترة مفاسد وخلافات و اهمال ... )) . ولكن من المحتمل أن تكون صورة العائلات الادارية المحلية صارت أكثر بياضا في أعين العامة , على النقيض من صورة الموظفين الذين صاروا يأتون الآن من اسطنبول وأماكن أخرى من الامبراطورية , من النوعية المنحطة بشكل ملحوظ . ولم تكن للخدمة في العراق أية شعبية نظراً لبعد البلد , وصعوبة التعامل مع أهله , وقسوة مناخه .
وعلى الرغم أنه منذ بداية التوجه نحو مركزة الحكم العثماني , أي منذ 1831 وحتى 1917 , حجبت منزلة الوالي عن أفراد العائلات الادارية المحلية , فقد استمر هؤلاء بممارسة نفوذهم بأكثر من المسؤول العثماني . وكان السبب في ذلك يعود إلى أنهم على معرفة أكبر بالأوضاع والممارسات المحلية وإلى العلاقات الأوثق التي كانت لهم مع القوى الاجتماعية المحلية . وكان السبب الآخر هو أن سلسلة من القيود فرضت من اسطنبول على سلطة الوالي , وخصوصاً بعد منتصف القرن التاسع عشر .
وكان سبب آخر لزيادة استمرارية نفوذ العائلات الادارية المحلية هو قصر مدة بقاء الولاة في مناصبهم , ويعود السبب في ذلك إلى عدم ثقة السلطان بالولاة من جهة , وعجزهم عن بناء قاعدة تأييد واسعة لأنفسهم من جهة أخرى . ( يتبع )
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟