أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - على طريق الإصلاح الديني














المزيد.....

على طريق الإصلاح الديني


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 02:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا الموضوع الشائك، نقطة البداية والمحطات الرئيسية تشكل أهمية كبيرة في إمكانية الوصول الآمن إلى المحطة النهائية: الإصلاح الديني. في هذه المقالات الاستطلاعية سوف أعرض بعضاً من نقاط البدء الأولية التي أظن أن هي قد توفر الزاد والإرشاد خلال هذه الرحلة الطويلة.

* أي إسلام وأي إصلاح؟ هذه نقطة انطلاق مبدئية عريضة تتفرع في وجهتين رئيستين مختلفتين:
(1) الإسلام السماوي. هو ذلك ’المُنزل‘ كاملاً مكتملاً من لدن عليم حكيم ومن ثم ليس ولا يمكن أبداً أن يكون محلاً لأي إصلاح أو تعديل أو تحريف من قبل البشر. بحسب هذه الرؤية، الدين قد وضع واكتمل وأغلق باب الحديث نهائياً في هذه المسألة من لحظة وفاة النبي محمد، الذي كان الصلة غير المباشرة الوحيدة، عبر الوحي، برب هذا الدين وخالقه، الذي هو وحده دون أي شريك له يملك سلطة إصلاحه أو تغييره أو نسخه أو حتى استبداله بدين آخر إذا ما شاء. في مفهوم الإسلام السماوي هذا، لا مكان إطلاقاً للحديث عن إصلاح جواهر أو ثوابت الإسلام، فقط القابل والمطروح للإصلاح هو "الفهم البشري" لهذا الدين الأزلي. طبقاً لهذه النظرة التقديسية، دائماً ما تنطلق جهود الإصلاح الديني من داخل الإسلام ذاته لتنتهي إلى نفس النقطة حيث بدأت.

(2) الإسلام الموضوعي. هو ذلك ’المُنشأ‘ تحت شروط بيئته المحلية والإقليمية والدولية الخاصة، في زمانه الخاص، المتغير بالضرورة بشكل مستمر فيما بعد بفعل نفس شروط بيئته المحلية والإقليمية والدولية المتغيرة، وزمانه المتغير. معارضة بالإسلام السماوي المنزل دفعة واحدة كاملة مكتملة في بقعة مكانية ولحظة زمانية واحدة من عند إله واحد خالق وعليم، في هذا التصور الثاني الإسلام ليس أكثر من منشأ اجتماعي تأسس وتطور ويتطور تدريجياً بلا توقف متساوياً في ذلك تماماً مع كافة المنشآت والمؤسسات الاجتماعية الأخرى مثل الأسرة والقبيلة والأمة ومؤسسات الحكم والتجارة والعبادة والحرب قديماً، والدولة الوطنية والأمم المتحدة والشركات متعددة الجنسيات والأندية الرياضية...الخ في العصر الحديث. هذه النظرة الحداثية ترى الإسلام، والأديان عموماً، من الخارج أكثر من الداخل ولا تجد أي حرج في أن تتصدى بمشارط الإصلاح، أو حتى معاول الهدم، لأهم أركان الدين وثوابته. علاوة على ذلك، هذه النظرة الاجتماعية الحداثية للأديان تؤمن بقوة في أن كافة الأديان بذاتها ورغماً عن أنفها تخضع للتغيير الدائم بحكم تغير الشروط الاجتماعية والموضوعية من حولها، وأن الغاية الأساسية من التدخل الإصلاحي البشري هي ضبط مسار ما قد يأتي خلافاً لذلك في هيئة انفجار فجائي عشوائي ومدمر على أمل السيطرة عليه والاستفادة منه لمصلحة الإنسان في النهاية مثله، مرة أخرى، مثل جميع المنشآت والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أوجدها ويرعاها الإنسان لخدمة مصالحه وتلبية احتياجاته الخاصة والعامة.

هكذا، حتى من قبل التطرق إلى موضوع الإصلاح الديني، ثمة سكتين أساسيتين في هذه الوجهة- واحدة داخلية والأخرى خارجية المنشأ؛ السكة الأولى تنطلق من داخل الدين، لتنهي رحلتها عند نفس النقطة تقريباً حيث بدأت داخل الدين نفسه بأسسه وثوابته الأصلية كما هي، دون إضافة أو إنقاص أي شيء جوهري. في المقابل، السكة الثانية تبدأ رحلتها البحثية من خارج الدين، بدراسة الشروط الجغرافية والتاريخية المحيطة بنشأته الأولى والموصلة إليها وانعكاس التغير المستمر في هذه الشروط الموضوعية على جوهر الدين ذاته، لتنتهي إلى الاستنتاج أن في الحقيقة لم يكن أبداً هناك في أي يوم أو مكان دين واحد، وأن إصلاح الدين يبدأ من إصلاح الإنسان وأحواله وبيئته الموضوعية أولاً في اعتبار لمبدأ مهم: أن الإنسان هو الذي يشكل معتقداته وأديانه على صورته، لا أن الأديان تصب الإنسان في قالب ثابت وجامد عصي على الإصلاح والتغيير.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدمة إلى الإصلاح
- ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي
- عن فوائد الحروب
- ليبراليون في بيادة العسكر
- عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة
- 2- الإسلام السياسي يُحارب، لا يُسترضى
- مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - على طريق الإصلاح الديني