أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟














المزيد.....

مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ثلاث مقالات متتالية نشرت على موقع الحوار المتمدن تحت عناوين "المراهقة الليبرالية وإعادة شحن الإسلام السياسي"، "انقلاب أعاد شحن الإسلام السياسي في المنطقة"، و"فرصة الانكشاف الإسلاموي في الحكم"، قد ظلت الفكرة الأساسية للكاتب الكبير خالد الحروب تتمحور حول إلقام اللوم الصريح على التيار المدني العريض المتمثل بالأساس في الليبراليين واليساريين والقوميين الذين تعجلوا وتحالفوا مع القيادة العسكرية في الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب بعد مظاهرات 30 يونيو، واتهامهم بوأد تجربة ديمقراطية في مهدها كان يؤمل لها أن تثمر مع الصبر وعلى المدى الطويل عن استزراع نظام سياسي ومجتمع مدني ديمقراطي عامل ومستقر في مصر، الذي كان يؤمل له أيضاً أن ينتشر تدريجياً من هناك إلى بقية الأقطار العربية. الحروب يرى ببساطة أن ما حدث في مصر مؤخراً هو انقلاب عسكري صريح مدعوم من المدنيين أدعياء الديمقراطية أنفسهم قد أدى إلى حرمان التجربة المصرية الناشئة في الديمقراطية من فرصة التطهر الذاتي من شعارات دينية بالية ومتاجرة الإسلاميين بالدين في السياسة أو، في عبارة أخرى، حرم التجربة الديمقراطية المصرية الوليدة من فرصة النضوج الذاتي عبر المحاولة بالتجربة والخطأ والتعلم من الأخطاء، بالاعتماد على النفس وليس عن طريق تدخل خارجي من الجيش. في عدة مقالات قصيرة هذه واحدة منها، سوف أفند الفرضيات الرئيسية التي قد شيد فوقها الحروب حجته تلك.

1- الإسلام السياسي لم وليس أبداً قدراً أو طريقاً محتوماً إلى الديمقراطية. أنا لا أعرف من أن توصل الحروب إلى فرضية أن الإسلام السياسي يعد مرحلة لابد أن تجتازها المجتمعات العربية والإسلامية على الطريق إلى الديمقراطية الحقيقية! في تعبير آخر، الحروب يعتقد أن الإسلام السياسي هو العقبة الأساسية أمام انطلاق البلدان العربية نحو الديمقراطية وأن الربيع العربي أعطى فرصة ذهبية لإزالة هذه العقبة التاريخية عبر تعرية جهالته وغياب رؤيته وعدم اتصاله بالمتغيرات المحلية والعالمية وعدم القدرة على التكيف والتعاطي الإيجابي معها وانعدام كفاءته في الإدارة والحكم على النحو الذي بينته بوضوح الشمس الفترة الوجيزة التي قضاها على سدة الحكم في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011. لو كان تُرك الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين في مصر يستنفد مداه في الحكم حتى نهايته ولم يقطعه قبل الأوان التدخل العسكري المباشر لكانت التجربة رغم قسوتها ومرارتها وطول النضال السلمي المتوقع ضدها بالوسائل الديمقراطية قد طهرت هذا التيار التاريخي الواسع من أوهامه وعلمته كيف يفيق من سباته الماضوي ويعيش متطلبات عصره الحاضر. في قول آخر، الحروب يقطع من دون سند بأن حكم الإخوان المسلمين كان سيوصل إلى ديمقراطية، لكن الانقلاب العسكري المدعوم من المدنيين قضى على هذه الفرصة السانحة!

في تفنيد هذه النقطة بالتحديد أرى أن السيد الحروب لم ينظر لأبعد من أرنبة أنفه، لأنه لو كان فعل لكان علم أن تجربة حكم الإسلام السياسي في مصر ليست على الإطلاق هي الأولى من نوعها في المنطقة. جمهورية إيران الإسلامية قدمت أقدم تجارب الإسلام السياسي بالحكم في العصر الحديث، إذ تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود متصلة؛ نفس التجربة قائمة كذلك منذ حوالي عشرين سنة في السودان، ومنذ حوالي عشر سنين في العراق وفي قطاع غزة. جميع تجارب الإسلام السياسي هذه التي لا تزال متربعة في الحكم تحمل خصائص كثيرة متشابهة مع الحركة الأم التي تم إسقاطها مؤخراً في مصر، الأمر الذي يجعل عقد المقارنة مجدياً والوصول إلى نتائج افتراضية ذات مصداقية ممكناً بدرجة معقولة. الحقيقة التاريخية المؤكدة حتى الآن أن أي من نظم حكم الإسلام السياسي تلك لم توصل، ولم تعبد الطريق حتى، إلى ديمقراطية؛ بل على العكس، هي ابتعدت بنظمها السياسية ومجتمعاتها المدنية أكثر عن التسامح والتعددية الديمقراطية ومضت بها بدلاً باتجاه مزيد من الشمولية على كافة الأصعدة. سيدي الحروب، إذا كنت ترى أن النظام السياسي والمجتمع الإيراني اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة متتالية تحت حكم الإسلام السياسي أقرب إلى التعددية والديمقراطية والقبول بالآخر المختلف من، على سبيل المثال، النظام والمجتمع المصري بعد نحو 60 سنة من الحكم السلطوي العلماني ذو الأساس العسكري، أعطني برهانك.

بالنسبة لتركيا، النموذج الأشهر الذي يروج له كقصة نجاح لقدرة الإسلام السياسي على بلوغ وصيانة الديمقراطية الشعبية وإخراج النفوذ العسكري من السياسة، أنا لي رأي مختلف كثيراً: تجربة الإسلام السياسي التركية هي كذبة كبيرة ولا تستطيع أن تصمد أمام أي قدر معقول من التحليل الواقعي. إذ لا يمكن أن يشكك أي أحد في أن حزب العدالة والتنمية الحاكم والمنتمي دعائياً على الأقل لتيار الإسلام السياسي العريض حول المنطقة قد قدم إلى السلطة في تركيا على أسس علمانية محددة ومستقرة، موضوعة ومتفق عليها طوال عقود من الزمن، وارتضى الحزب الإسلامي الاحتكام إليها وهي لا تزال سارية كما هي دون أي تعديل جوهري حتى بعد مرور السنين الطويلة له على سدة الحكم دون منازع قوي. في قول تبسيطي، حزب العدالة والتنمية التركي قد تنازل طواعية عن مبادئه الإسلامية السياسية لكي يصل إلى الحكم ويستمر فيه حتى اليوم، عكس كل تجارب الإسلام السياسي أعلاه، ومنها بالطبع تجربة الإخوان المسلمين في مصر، التي وضعت بنفسها قواعد اللعبة السياسية في بلدانها. في الحقيقة، وللمفارقة التي يتعمد محللون من أمثال د. خالد الحروب غض الطرف عنها لأجل مثالية هلامية من دون أرجل، الذين وضعوا قواعد النظام السياسي والمجتمع المدني الديمقراطي حالياً في تركيا هم العلمانيون والعسكر، وكل ما فعله الساسة الإسلاميين الأتراك الذين يتباهون الآن بهذا الإنجاز وينسبونه كذباً وبهتاناً لأنفسهم هو أنهم لحقوا باللعبة في أشواط لاحقة، على أساس قواعد قد وضعت واستقرت بالفعل قبل عقود من مجيئهم.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟