أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رهان أوباما الخاسر على الإخوان














المزيد.....

رهان أوباما الخاسر على الإخوان


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن هجمات 11 سبتمبر الإرهابية فوق الأراضي الأمريكية كانت نقطة توقف حاسمة لكي تعيد الولايات المتحدة النظر في سياساتها وترتب أولوياتها تجاه المنطقة العربية والعالم الإسلامي بوجه عام؛ وكان الغزو العسكري المباشر لأفغانستان، ملاذ تنظيم القاعدة مدبر ومنفذ الهجمات، ثم من بعده بقليل احتلال العراق بداية التنفيذ الفعلي لإستراتيجية أمريكية جديدة في المنطقة تقف على تباين واختلاف واضح مع ما كان قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل. ضمن هذه الإستراتيجية الجديدة، قد ظهر دوراً مهماً منشوداً لجماعة الإخوان المسلمين بفضل سمتين أساسيتين تمتاز بهما هذه الجماعة عن كافة التنظيمات والجماعات الأخرى حول المنطقة: (1) الإسلام المعتدل و(2) التنظيم المدني.

لا شك أن نسخة الإسلام التي تعتنقها وتمارسها جماعة الإخوان المسلمين ليست هي النسخة العنيفة التي تعتنقها وتمارسها جماعات أخرى متطرفة مثل تنظيم القاعدة، العدو الرئيسي لأمريكا والغرب في الحرب العالمية على الإرهاب. لهذا، وبالنظر إلى الصعوبات والخسائر الضخمة التي تكبدتها العسكرية الأمريكية والغربية في أفغانستان والعراق، كان من المهم الاستعانة بحليف أو وكيل محلي لديه من المصداقية والتنظيم ما يكفي لكي يسحب البساط من تحت التنظيمات الإسلامية المتطرفة أمثال القاعدة. في قول آخر، في الحرب على الإرهاب الإسلامي كانت الولايات المتحدة تمتلك بالفعل فائضاً من القوة "الصلبة" ممثلة في قوة النيران والتدمير، لكنها في الوقت نفسه كانت تعاني من نقص شديد في القوة "الناعمة" ممثلة في قوة الاستمالة والإقناع القادرة على التأثير في معنويات وتوجهات هؤلاء الأعداء والمجتمعات الحاضنة والداعمة لهم. هنا بالتحديد برزت الأهمية والمساهمة العظيمة التي تستطيع أن تقدمها جماعة الإخوان المسلمين للمجهود الحربي العالمي ضد الإرهاب الإسلامي.

كان من الواضح أن معظم النظم الحاكمة بالمنطقة قامت وتستمر على سند واضح من القوة العسكرية سواء المباشرة أو غير المباشرة، وهي التي كان يملك الأمريكان والغربيون فائضاً منها ورغم ذلك لا يستطيعون تحقيق النصر الحاسم في حربهم على التطرف الإسلامي. في الوقت نفسه كانت جماعة الإخوان المسلمين تملك بالفعل ما لا تملكه أغلب النظم الحاكمة، وكذلك بالطبع العسكرية الأمريكية والغربية: تملك من الشرعية الدينية ما يسمح لها بأن تتحدث، مثل القاعدة، باسم الإسلام، لكن في نسخة معتدلة تدين العنف ولا تستخدمه في تحقيق مقاصدها مثل التنظيمات الإرهابية. في جملة أخرى، الولايات المتحدة في الحرب ضد الإسلام المتطرف لم تجد سلاحاً أفضل من الإسلام المعتدل الذي، بفضل تنظيمها الفائق، لم تجد من بين المتحدثين باسمه أفضل من جماعة الإخوان المسلمين ذات الامتداد التنظيمي المركزي المتشعب في كل المنطقة وحول العالم.

علاوة على ميزة كونها المتحدث الأهم ذو المصداقية التاريخية والشعبية باسم الإسلام المعتدل، تمتعت جماعة الإخوان المسلمين أيضاً بميزة أخرى لا تقل عن تلك أهمية ولا تفوقها فيها سوى الجيوش النظامية: قدرة التنظيم والتعبئة؛ لكن، عكس الجيش، الإخوان المسلمين هي تنظيم مدني يعيش في القرى والشوارع والأحياء وسط الجماهير وليس معزولاً في ثكنات مسورة داخل الصحراء. الإستراتيجية الأمريكية في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر كانت بحاجة إلى حليف أو وكيل محلي مدني على اتصال مباشر وحميم مع الجماهير- تحديداً الإسلاميين منهم- أكثر من حاجتها إلى عسكريين، الذين على مدار العقود الماضية قد فشلوا في التصدي الناجع لمخاطر التطرف والإرهاب الإسلامي إلى أن تفاقمت وجاوزت الحدود الوطنية لتضرب الغرب، علاوة على فشلهم في تحقيق تنمية اقتصادية ملموسة أو تقدم حقيقي باتجاه توسيع المشاركة الشعبية والديمقراطية.

بعد ثورة 25 يناير 2011 مباشرة، بدأت الولايات المتحدة بحذر شديد وبتعاون من كل من تركيا وقطر تنفيذ عملية واسعة وطويلة الأجل لنقل مرتكز السلطة، ومن ثم مرتكز الإستراتيجية الأمريكية، من الجيش إلى التنظيم المدني ذو المرجعية الإسلامية المعتدلة الأكبر والأهم على الإطلاق في مصر والمنطقة والعالم كله: الإخوان المسلمين. لكن بعد مرور عام واحد بالتمام والكمال، ترنح نظام الحكم الإخواني بأكمله في يوم 30 يونيو تحت طوفان جماهيري جارف وصف بغير المسبوق في تاريخ البشرية إلى أن أطلقت عليه المؤسسة العسكرية بنفسها رصاصة الرحمة بعد ساعات قليلة.

الآن بعد أن تبخر البديل المدني ذو المرجعية الإسلامية المعتدلة قد عادت الولايات المتحدة مجدداً لتجد نفسها وجهاً لوجه أمام العسكريين في سدة السلطة. فهل لا تزال الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة تراهن على الإسلام السياسي المعتدل كترياق للتطرف الديني وكبديل عملي للحكم العسكري الذي أفرز هذا التطرف، أم تقبل بخسارة الرهان وترسم إستراتيجية جديدة تضع ثقتها بدلاً في الشعوب نفسها، تلك التي قد أسقطت بالفعل الإسلاميين في 30 يونيو الماضي كما أسقطت العسكريين أيضاً قبل أكثر من عامين ونصف في 25 يناير 2011؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - رهان أوباما الخاسر على الإخوان