أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية














المزيد.....

أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 11:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قد لا يكون هناك في منطقة الشرق الأوسط كلها نظاماً قد نجح في أن يحشد إجماعاً رسمياً وشعبياً معاً على كراهيته ومعاداته والرغبة في صد تمدده بأي ثمن مثل نظام الملالي الحاكم في إيران منذ 1979. صحيح أن الصهيونية في إسرائيل ربما تلقى من شعوب الشرق الأوسط كلها كراهية وعداء بلا حدود، لكن هي في الوقت نفسه لم تتفق عليها الكراهية الرسمية من الأسر المالكة والأنظمة والحكومات والكراهية من شعوب المنطقة معاً في وقت واحد بقدر ما تتفق ضد إيران تحت حكم رجال الدين. إذ طول عمر الصراع العربي - الإسرائيلي حتى الآن، كانت هناك دائما بعض الأنظمة العربية التي لا تعادي الكيان الصهيوني إلا ذرا للرماد في وجه أنظمة منافسة أخرى وكترضية وامتصاص لمشاعر شعوبها المستثارة، بينما هي في أغلب الأحوال لا تتخذ حقيقة أي إجراء جاد يترجم هذه الكراهية المعلنة إلى سياسات وأفعال ملموسة ومؤثرة في ذات الاتجاه على الأرض. على العكس، للمفارقة، إيران الإسلامية هي التي قد أصبحت الآن، سواء في نظر الأنظمة الحاكمة أو الشعوب ذات الغالبية المسلمة السنية بمثابة العدو الأول والتهديد الأكبر، المتصور أنه الأشد خطراً عليهم حتى من عدو تقليدي مثل الدولة اليهودية الواقعة في قلب العالم العربي.

قد يكون هذا هو أخيراً أوان موسم حصاد زرع الكراهية المذهبية المتبادلة بين معسكر المسلمين السنة بزعامة المملكة العربية السعودية من جهة والمسلمين الشيعة بزعامة إيران الثورة الإسلامية في المقابل. ربما ثمرة الكراهية المذهبية قد نضجت وحان الوقت لقطفها بقوة السلاح والنيران في مواجهة مضعفة للطرفين.

على صعيد الحكومات، باستثناء الإخوان المسلمين في مصر والحكومات ذات الطابع الشيعي الغالب في العراق وسوريا وجنوب لبنان، ليس بين الأغلبية الساحقة من الأنظمة الحاكمة الأخرى في المنطقة حالياً وبين النظام الديني الحاكم في إيران ثقةً أو تناغماً أو دفئاً في العلاقات الثنائية بمقدار ما يباعد بينهما من ريبة وتوجس وشك في صدق النوايا؛ كذلك باستثناء القواعد الشعبية الشيعية وتلك الموالية للإخوان المسلمين، يكاد لا يوجد في أي بلد عربي أي تعاطف شعبي يذكر للشيعة بقدر النفور من مذاهبهم ونظرياتهم الدينية والسياسية وسط شركائهم في الدين، المسلمين السنة. على سبيل المثال، رغم تبدل العلاقة من البرودة إلى الدفء من نظام حسني مبارك إلى نظام الإخوان المسلمين الحاكم في مصر، على المستوى الشعبي، على وجه الخصوص وسط الأحزاب والتيارات السلفية، لا تزال الريبة والكراهية والبغضاء طاغية، مثلما تجلت في الجدل المثار حول استقبال سائحين إيرانيين والمخاوف القوية من انتشار المذهب الشيعي إلى مصر.

أنا الآن سوف أصعد درجة أخرى إلى المستوى الدولي. من الواضح أن هناك يوجد اصطفاف غربي بقيادة الولايات المتحدة وبتحالف خليجي ضد إيران حول برنامجها النووي، من جملة قضايا خلافية أخرى. كيف والحال كذلك يمكن تفسير وقوف الولايات المتحدة هكذا هادئة ومتفرجة بينما النظام الإيراني يتمدد ويتوطد من دون عوائق دخل دول حيوية لوحدة وتماسك الاصطفاف المقابل لإيران، كما حدث ويحدث في العراق ومصر؟ إما أن تكون الولايات المتحدة غير صادقة في عدائها المعلن للنظام الإيراني، أو أن تكون غير وفية لتحالفها مع الدول العربية على الضفة المقابلة من الخليج، حيث تتواجد أيضا القواعد العسكرية الأمريكية. على سبيل المثال، كيف تقف الولايات المتحدة، التي تستثمر سنويا نحو 1.3 بليون دولار في مساعدات عسكرية للجيش المصري، على الحياد بينما كافة سياسات وتحركات جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة حتى الآن تنبئ عن التفاف مقصود ومتعمد على مؤسسات الدولة خاصة الجيش وطلب المساعدة المباشرة من إيران لاستنساخ تجربتها الثورية الإسلامية في مصر؟ ألا يقلق الولايات المتحدة التي تخوض صراعاً معلناً ضد نظام الحكم الديني في إيران طوال أكثر من 30 عاما متصلة أن تتشكل إيران ثانية في العراق بعد صدام، ثم ثالثة في مصر بعد مبارك؟!

أنا أظن، من وجهة نظر شخصية بحتة، أن الإجابة على مثل هذه الأسئلة قد تكون سهلة ومباشرة على نحو غير متوقع: كعادتها دائما وحتى تحتفظ بتوازنها الإستراتيجي في المنطقة، الولايات المتحدة تريد أن تظل في كل مكان واقفة على الرجلين معاً، لا على رجل واحدة فقط وتستغني عن الأخرى. على سبيل التوضيح أكثر، المساعدات العسكرية التي يحصل عليها الجيش المصري تمنح الحكومة الأمريكية مثلها وأكثر في الوقت نفسه للجيش الإسرائيلي وراء الحدود المقابلة. هل يعقل والحال كذلك أن تسعى الولايات المتحدة قاصدة وعامدة إلى توريط الجيش المصري أو الإسرائيلي في حرب ضد الآخر؟ أليس من المنطقي توقع أن تكون واشنطن أكثر سعادة ومصلحة عندما يطرق بابها قادة الجيشان معاً؟

حسب المنطق النفعي، المصالح الأمريكية والغربية يخدمها بشكل أفضل تحقيق التوازن – حتى لو وصل حد توازن الرعب والدمار المتبادل - بين المعسكرين الشيعي والسني، وليس غلبة أو هيمنة أي منهما على الآخر، الأمر الذي قد يعني الاستغناء عن الخدمات الأمريكية في المنطقة. مثلما أن الولايات المتحدة لن تتردد في الدفاع عن دول الخليج العربية من أي عدوان إيراني محتمل، هي أيضاً لن تقف ساكتة إذا ما أوشكت الدول العربية السنية على الفكاك المبرم من طوق التهديد الشيعي حول رقبتها. حتى داخل البلد الواحد مثل مصر، قد يحقق المصلحة الأمريكية أكثر أن تكون الدولة موزعة بين جماعة حاكمة موالية لنظام ولاية الفقيه في إيران من جهة، ومؤسسة عسكرية مدعومة من البنتاغون الأمريكي من جهة ثانية، ثم أحزاب دينية سلفية مسنودة من السعودية من جهة ثالثة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية


المزيد.....




- خلال مقابلة مع شبكة CNN.. بايدن يكشف سبب اتخاذ قرار تعليق إر ...
- -سي إن إن-: بايدن يعترف بأن قنابل أمريكية الصنع قتلت مدنيين ...
- ماذا يرى الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة قبل الموت؟
- الفيضانات تستمر في حصد الأرواح في كينيا
- سيناتورة أمريكية تطرح إقالة مايك جونسون من منصبه بسبب الخيان ...
- ماتفيينكو تدعو لمنع المحاولات لتزوير التاريخ
- -سفينة الخير- التركية القطرية تنطلق نحو غزة (صورة + فيديو)
- أصوات الجمهوريين تنقذ جونسون من تصويت لإقالته من رئاسة مجلس ...
- فرنسا والنازية.. انتصار بدماء الأفارقة
- مسؤولون إسرائيليون يعربون عن خشيتهم من تبعات تعليق شحنة الأس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية