أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-














المزيد.....

بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن حملة "تمرد" لجمع توقيعات من المواطنين الرافضين لاستمرار محمد مرسي حتى استكمال مدته الدستورية هي في حد ذاتها انعكاساً للتآكل الذي قد نال بالفعل من شرعيته كرئيس منتخب؛ كما أن لا شك في الوقت نفسه أن حملة "تجرد" المضادة لجمع توقيعات من المواطنين المؤيدين لاستمرار الفرد نفسه حتى نهاية مدته الرئاسية هي في حد ذاتها أيضاً دليلاً ظاهراً على نجاح "تمرد" حتى الآن في قذف قدراً مرئياً من الخوف والقلق من المستقبل في نفوس المعارضين لها وتعرية، وهو الأهم، الانحدار الحقيقي في شرعية الرئيس وبمعيته بقية أركان نظامه الناشئ من حوله. في قول آخر، إذا كانت "تمرد" تستهدف النيل من الرئيس فقط، حملة "تجرد" تفضح هزال النظام الحاكم كله، وقد تعجل بنهاية الاثنين معاً.

هي، إذاً، حرب محتدمة على الشرعية يخوضها طرفيها حتى الآن بسنون الأقلام الجافة فوق أوراق البطاقات بدلاً من اللجوء إلى البنادق والمدافع بين الشوارع والميادين والمدن. لكن، من جهة أخرى، هذه المعمعة الورقية يجب أن لا تنسينا أمرين مهمين جداً: (1) أن شرعية الرئيس- عدا وسط نواة صلبة مؤدلجة متشبثة به في جميع الأحوال- قد سقطت بالفعل منذ إصداره الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012 وأرغمه الزحف الجماهيري الواسع على الخروج مهاناً من إحدى البوابات الخلفية لقصر الاتحادية؛ (2) أن حتى رغم سقوط الشرعية الدستورية بالفعل عن محمد مرسي منذ ذلك الحين، هو لا يزال حتى الآن يؤدي دور "الرئيس الفعلي" الحاكم للبلاد، بحكم الواقع بعد أن كان بحكم الدستور والقانون اللذين كان قد أقسم بالله العظيم ثلاثاً على أن يحترمهما خلال حلف يمين التنصيب في ثلاث مناسبات منفصلة. في مباشرة أكثر، منذ 22 نوفمبر الماضي قد توقف بالفعل د. محمد مرسي عن كونه الرئيس الشرعي المنتخب طبقاً للدستور لكن، رغم ذلك، هو مستمر منذ ذلك التاريخ كرئيس فعلي بقوة الأمر الواقع، لا بقوة الدستور. هكذا تكون حملة "تمرد" كمن يسعى في إسقاط شرعية بعدما سقطت بالفعل، في حين تكون حملة "تجرد" كمن يذود دفاعاً عن سراب قد زال ولم يعد له أثر.

في الأصل، لو كان الرئيس الحالي أو النظام الحاكم الحالي يعير الشرعية الدستورية والقانونية أي اهتمام أو أهمية حقيقية، لكان قد تنحى بالفعل عن الحكم منذ المظاهرات الحاشدة ضده في أعقاب الإعلان الدستوري، أو على الأقل نظم انتخابات رئاسية مبكرة كنوع من تأكيد وتجديد شرعيته التي طعن فيها مئات آلاف المواطنين أمام عينيه على عتبة باب قصره. في أي نظام ديمقراطي حقيقي، ليس من حل سلمي للخروج من مثل هذا المأزق سوى عبر تنظيم انتخابات مبكرة، التي قد تنعقد في أنظمة الحكم البرلمانية بوتيرة أكبر حتى من مرات إجراء الانتخابات العادية. لكن، ربما ليقينه أنه لم يعد بمقدوره بعد في الظروف الحالية أن يعبئ أغلبية الأصوات لصالحه كما استطاع من قبل، سواء عبر وسائل ديمقراطية أو غير ديمقراطية، النظام رفض وعاند وتشبث أكثر بالكرسي. كما قد شهدت بذلك ممارساته الفعلية حتى الآن، مثل هذا النظام لا يلجأ إلى الصندوق ولا يقر بنتائجه إلا عندما تكون لصالحه، بأي وسيلة مهما كانت؛ طالما بقي غير واثق مقدماً من النتيجة، هو لن يلجأ أبداً إلى الانتخابات، ولو بعد مئة عام من الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات والإضرابات وحملات جمع التوقيعات وخلافه من الفعاليات والإجراءات والأدوات الديمقراطية المعترف بها.

عكس الأنظمة الديمقراطية، مثل هذا النظام الاستبدادي لا ولن يسقط أبداً بالوسائل الديمقراطية المعتادة للتداول السلمي على السلطة. حتى لو نزلت مصر كلها إلى الشوارع والميادين العامة في مظاهرات سلمية واعتصمت هناك للأبد، وحتى لو جمعت ضده جبال من التوقيعات على الورق وسدت بها الطرق إلى قصره، مثل هذا النظام الديكتاتوري ذو الجلد الثخين لن يستشعر أبداً ذرة حرج واحدة في شرايينه المتصلبة ولن يتنازل سنتيمتراً واحداً عن السلطة. مثل هذه الأنظمة غير مؤمنة أصلاً بمبدأ التداول الديمقراطي للسلطة؛ لذلك، ككل الأنظمة من صنفها على مر التاريخ، إذا ما تمكنت من السلطة ’لا يفرقها عنها سوى الموت‘، لا الانتخابات الصورية كما قد يتمنى البعض.

على سبيل المثال، نظام مبارك لم يترك الحكم عبر الانتخابات الصورية ولا من تلقاء نفسه استشعاراً للحرج بسبب المظاهرات المليونية. في الواقع، نظام مبارك مات مشنوقاً فوق كرسيه "وسط الزحمة" بجنازير الجيش عندما اختار صف الثائرين. نفس هذه "الزحمة" هي في حقيقة الأمر ما ترتعد منه فرائص وركب الإخوان المسلمين وأغلب المسلمين السياسيين من حولهم. هم بأي ثمن لا يريدون نصب "زحمة" أخرى بالذات إذا كانت من حولهم أنفسهم هذه المرة، مخافة أن تتمكن منهم "وسط الزحمة" يد غدر قادرة تغويها سخونة اللحظة كما قد حدث بالفعل قبل عامين. هنا تكمن الخطورة الحقيقية لحملة "تمرد" عليهم؛ وكان من اللازم قطع الطريق عليها مبكراً بحملة "تجرد" المضادة قبل أن تجمع الحشود وتتجه بها إلى "ديارهم" حيث تنوي نصب الحملة زحمتها هناك.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-