أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية














المزيد.....

أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد كان صلب موضوعي في المقال السابق، "في حب إسرائيل"، هو المصلحة الوطنية للدول. لكن لأن اهتمام معظم القراء الكرام منصب في الأساس في "كراهية" كل ما هو إسرائيلي وما يمت بصلة لإسرائيل، حتى لو كان جميلاً وناجحاً حقاً وليس له وصف محايد غير ذلك، فقد أعمتهم كراهيتهم عن كل مضمون المقال عدا الكلمتين المثيرتين "حب إسرائيل" الموضوعتين في العنوان لتسن بهما سكاكين التعصب. وقد يكون في مثل هذا الموقف الانفعالي إشارة إلى موقف عريض لا زال يستوطن أعماق الثقافة العربية: الحقد والكراهية ورغبة القنص الجامعة تجاه أي نجاح أينما وجد لدرجة تحرم عادة أبنائها من أن يبذلوا الجهد اللازم لمعرفة أسباب النجاح تحت أقدامهم أنفسهم؛ شدة انشغالهم بما في أيدي غيرهم يجعلهم لا يرون حتى ما في أيديهم بالفعل وما يمكن أن يصنعوا به من رقي وتقدم في مجالات شتى لو فقط ركزوا جهدهم فيه بدلاً من اللهاث وراء ثمار جهد الآخرين. لكن يبدو أن الأصل القبلي القائم على الغزو والسلب والنهب والغنائم بدلاً من الزراعة والصناعة والإنتاج والتعلم والابتكار، لا يزال هو المحرك الأساسي في لاوعي الثقافة العربية إلى اليوم.

لا شك أن دولة فلسطينية عربية، مثل السعودية والأردن وليبيا والسودان، كانت أفضل على حدود دولة مصر من دولة يهودية عبرية مهما كانت قوية ومتقدمة، وكانت على الأقل ستوفر عليها تكلفة بشرية ومادية هائلة جراء أربعة حروب شاملة أعوام 1948، 1956، 1967، و1973. لكن، مع كل هذه الحروب والمعاناة والتكاليف المروعة حتى اليوم، لم تستطع مصر ومعها كل الفلسطينيين والدول العربية الأخرى أن توقف تقدم مشروع الدولة الوطنية اليهودية، إلى أن نال اعترافاً دولياً كاملاً في الأمم المتحدة على قدم المساواة مع كل دول العالم الأخرى ومنها الدولة المصرية ذاتها ابنة السبعة آلاف عام. بل أكثر من ذلك لم ترتضي إسرائيل أن تكون دولة كأي دولة في المنطقة والسلام، إنما أنشأت عن قصد وتخطيط وعمل ومثابرة وجهد دولة توفي أعلى المعايير العالمية في كافة المجالات، حتى لو ظلت تشوبها عنصرية مقيتة ضد مواطنيها العرب والفلسطينيين. هي دولة ناجحة لمؤسسيها وأبنائها اليهود لا لأحد آخر، حتى لو كان ذلك قد تحقق فوق دماء وأراضي فلسطينية. هي في النهاية دولتهم هم الذين قاتلوا من أجلها، لا دولتنا نحن اللذين قاتلناهم ولا نزال لإزالتها من على وجه الأرض وإلقائهم ورائها في البحر.

في المقابل، فيما يخص مشروع الدولة الوطنية مرتكز هذا المقال أيضاً، ليس بعد ما حققه الفلسطينيون بمساعدة العرب كلهم طوال العقود الماضية من فشل بعده. إذ بينما نجح الأعداء اليهود منذ اليوم الأول في مشروعهم الصهيوني في الاتفاق على نظام سياسي واحد والتنافس والتناوب عليه من داخله، وجيش وطني متحد، لا يزال الفلسطينيون مبعثرون بين حركات وفصائل وميليشيات مسلحة متناحرة ومتقاتلة فيما بينها، لدرجة قيام نظامين سياسيين بقوتين مسلحتين منفصلتين ومتعاديتين تحت مظلة الاحتلال الإسرائيلي أحدهما في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية، ولا تزال لا تستطيع الوساطة العربية والدولية أن تجمع الأخوة الأشقاء ثانية. أكثر من ذلك مفارقة مأساوية، كل الفلسطينيين مسالميهم ومقاوميهم، بحركاتهم وفصائلهم وأذرعهم العسكرية التي تكاد لا تحصى، يعيشون في كل تفاصيل معيشتهم اليومية تحت حماية- وفي رعاية- الدولة الوطنية اليهودية وليس أي كيان آخر؛ هي المسؤولة عنهم، تماماً مثل مسؤولية الأب عن أبناءه، أمام القانون الدولي. إذا كان من فلسطيني ينكر ذلك، مجرد اسأله أن يحصي عدد الشيكلات- العملة الإسرائيلية- في جيبه قبل أن يتكلم.

حتى لو كان الإسرائيليون قد تسولوا بالفعل من العالم كله، لا يمكن إنكار أن الفلسطينيين قد تسولوا أيضاً ولا يزالون من الدنيا كلها. الحقيقة الماثلة أمام الجميع الآن هي أن الإسرائيليين قد نجحوا بتسولهم في إقامة دولة قومية يهودية لأنفسهم، بينما الفلسطينيون لا يزالون يتقاتلون، ويتسولون أكثر حتى من ذي قبل. للأسف، كراهيتي لإسرائيل لم ولن تبني للفلسطينيين دولة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية