أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية














المزيد.....

الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 17:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إلى حين ضرب برجي التجارة العالميين بنيويورك في 11 سبتمبر 2001، كانت الحرب بين الإسلام السياسي المتطرف بقيادة وتحريض زعيمي تنظيم القاعدة السعودي أسامة بن لادن والمصري أيمن الظواهري من جهة والغرب بقيادة وتحريض الولايات المتحدة الأمريكية في المقابل قد بقيت باردة، محسوبة بعناية ومحدودة النطاق والأهداف. لكن في رد على تلك التفجيرات الإرهابية الواسعة، شن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش حرباً شاملة اجتاحت عسكرياً في غضون أيام وشهور معدودة بلدان شاسعة ذات سيادة مثل أفغانستان والعراق، مراهناً ببساطة وتهور على قدرة الحديد والنيران الأمريكية المتقدمة على حسم مواجهة قديمة ومعقدة. ورغم النصر العسكري الخاطف في الميدان، إلا أن هذه الحرب الشاملة على الإرهاب بقيادة أمريكية ومساندة أوروبية وتعاون وتسهيل دولي واسع جداً، رغم مرور السنين وتعاظم التكلفة في الأموال والأرواح، لم تفلح في استئصال شوكة الإسلام السياسي المتطرف نهائياً، رغم النجاح الجزئي في نقل ساحة المواجهة خارج الولايات المتحدة وأوروبا إلى قلب منطقة منشأ الإسلام السياسي نفسه.

في هذه الأثناء، ربما كان الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على العراق أن تخدم هذه الأخيرة كمركز جذب لأسراب الإسلاميين السياسيين المتطرفة المنتشرة في أكثر من مكان- شرك إضاءة خادع يجمع حوله الحشرات تمهيداً لإبادتها بغتة بالصاعقة النارية. وبالفعل قد نجحت واشنطن بشكل ملحوظ في أن تنظف أرضها وأرض جيرانها وحلفائها من الحشرات الفتاكة وتجمعها وتشتبك معها وتستنزف قواها وتبيد قسم كبير منها بتحديد ودقة أكبر في كل من العراق وأفغانستان باكستان، لكنه بقي نجاحاً جزئياً ولم تستطع القضاء عليها بشكل نهائي. وسط هذا المأزق الإستراتيجي الخطير والأثمان والضغوط الشعبية المتزايدة في الديمقراطيات الغربية المفتوحة، لاحت نظرية جديدة لمواجهة الإسلام السياسي المتطرف بوسيلة أخرى يؤمل أن تكون أكثر فعالية وأقل كلفة من الحرب المعلنة- استخدام تيارات "الإسلام السياسي المعتدل" والسكان المحليين على سبيل "الوكيل المحلي" أو التطعيم لهذا المرض العضال، أخذاً بمبدأ "وداوها بالتي كانت هي الداء". في هذا السياق، كانت الصحوات العراقية بمثابة الخطوة والتجربة العملية الأولى على طريق مواجهة الإسلام السياسي المتطرف بدواء محلي الصنع حتى لو من نفس الجنس، بشرط أساسي أن يكون بدرجة تركيز وخطورة أقل. بالفعل نجح المحليون العراقيون بمحافظة الأنبار وغيرها في طرد مقاتلي القاعدة وتنظيف مناطقهم، الذي فشلت فيه من قبل القوات الأمريكية المدججة بالسلاح والعتاد. وعلى ضوء هذه النتائج الأولية المبهرة بدأ التفكير جدياً في تطبيق النظرية على نطاق واسع؛ ساعتها كان عهد باراك حسين أوباما قد بدأ في واشنطن، ليزيد الميل والثقل أكثر في اتجاه سحب الجهد الحربي المباشر ضد التطرف الإسلامي واللجوء إلى وسائل أكثر نعومة ولطفاً، ومن ثم أقل كلفة.

بعدها كانت رياح الربيع العربي قد هبت على المنطقة وأصبح المسرح المحلي والإقليمي والدولي مهيأً لميلاد جديد على نحو لم يحدث من قبل: (1) خسائر ثقيلة للعسكرية الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان أدت إلى رغبة قوية في المغادرة اليوم قبل الغد، مع إدراك أهمية وضرورة استمرار الحرب على الإرهاب من خلال "وكيل محلي" لديه الرغبة والإمكانيات؛ (2) انطفاء وانزواء واضح للنظريات والتطبيقات الديمقراطية والتحديثية بعد استنزاف ومواجهات قاسية ضد استبداد أنظمة الحكم العسكرية وانتشار الأفكار الإسلامية السلفية طوال النصف الأخير من القرن الماضي؛ (3) صحوة إسلامية ريفية رجعية إلى الماضي السحيق، أحد أقصى طرفيها بيد تنظيم القاعدة العنيف بينما الطرف الآخر بيد تنظيم الإخوان المسلمين الدولي الذي لا يتبنى العنف صراحة؛ (4) قصة نجاح إسلام سياسي سني وحيدة في تركيا تتجه الأنظار نحوها لتكون النموذج المرشد والمنقذ؛ (5) إسلام سياسي شيعي يحكم بالفعل منذ عدة عقود في إيران ويدفع في نفس هذه الوجهة العامة، ولو لمصالح مختلفة أحياناً؛ (6) أطراف إقليمية ثرية لا تمانع في أن تنفق بسخاء على التجربة سواء لاقتناع شخصي بجدواها السياسية والاجتماعية والاقتصادية أو لمجرد درء أخطار أعظم؛ وأخيراً (7) وجود الوكيل المحلي المتلهف على المشاركة ويداه ممدودة بعربون المحبة منذ زمن.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية