أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)














المزيد.....

الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 21:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


- السمسار القطري

حتى قبل وقت طويل من بدء مسلسل الثورات الربيعية بالمنطقة، كان الرأي العام العربي منقسماً بالفعل في شأن توصيف الدور السياسي الإقليمي لإمارة قطر ما بين "البطولة" والعمل المخلص في نصرة المصالح الحقيقية لشعوب المنطقة حتى لو أغضبت في سبيل ذلك بعض الحكام، أو "الخيانة" والعمالة لصالح أطماع ذاتية وإقليمية ومصالح قوى دولية عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية. على ناحية أخرى، أنا في هذا الحديث الموجز حول وزن الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية لا أرى "بطولة" أو "خيانة" تذكر في مثل هذا الدور القطري؛ في واقع الحال، قطر لا هي "بطل" ولا هي "خائن"- هي مجرد سمسار. السمسار هو المروج والوسيط لإتمام صفقة، وفي أسوأ الظروف قد يلجأ في سبيل ذلك إلى وسائل غير مشروعة مثل الغش والكذب وإساءة استغلال النفوذ والمال وإعطاء الرشوة...الخ؛ لكن هو في جميع الأحوال لا يخلق صفقة من عدم، ولا يستطيع حتى لو أراد. علاوة على ذلك وبسببه أحياناً، السمسار يكون دائماً موضع بغض وكراهية واحتقار من كلا الطرفين البائع والمشتري، وغيرة وحسد من جميع الذين في السوق الآخرين شهود الصفقة، خاصة عندما يكون ناجحاً ومكسبه جلياً. قطر وأميرها الحالي سمسار شاطر- شاطر جداً.

في مثل هذا الدور، قطر لم تكن وليست بدعة من الدول. ثمة سمسار ثمين آخر على مرمى حجر من هناك، في دولة الإمارات العربية المتحدة. لكن إمارة دبي اكتفت بهدوء وظلال السمسرة المالية والتجارية ولم تقحم نفسها، مثل الشقيقة إمارة قطر، في صخب ولهيب أعمال الوساطة السياسية الأعلى في المكاسب والمخاطر معاً. علاوة على دبي بالجوار، ثمة دول صغيرة أخرى أهلتها ظروفها الجيوستراتيجية والديموغرافية والتاريخية الخاصة للعب مثل هذا الدور الوسيط بين أطراف أكبر وأكثر تأثيراً هي التي تقوم بالبيع والشراء الفعلي: سويسرا لأعمال البنوك والوساطة المالية الدولية وبروكسيل ببلجيكا لأعمال الوساطة السياسية حيث مقر الاتحاد الأوروبي. مثل هذه الدول الصغيرة، الوسيطة أو السمسارة بين دول أكبر وأقوى منها، لا تقدر وحدها على أن تنصب أسواقاً، ولا أن تعقد صفقات في غياب المشترين والبائعين الكبار الفعلين. هؤلاء المشترون والبائعون هم اللاعبين الأبطال- أو الخونة- الحقيقيين فوق مسرح السياسة الإقليمية والدولية، بينما الوسطاء والسماسرة هم مجرد لبيسة وكومبارس في الكواليس وعلى هامش المشهد.

في معرض حديثي هنا عن الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية، أستطيع أن أدعي براحة كبيرة أن الدور القطري في هذه المسألة لا يزيد عن دور السمسار أو الوسيط الشاطر بين طرفي البيع والشراء الفعليين حالياً: الإسلام السياسي بجناحيه المعتدل والمتطرف من جهة، والغرب بقيادة الولايات المتحدة في المقابل. في محاولة للتدليل على صحة هذا الإدعاء، أستطيع أن أدعي أيضاً أن "من دون الوساطة في الانفراد بأحاديث وتصريحات وفيديوهات قيادات تنظيم القاعدة والإسلام السياسي بوجه عام والسمسرة بها مع كبريات وسائل الإعلام العالمية، ما كانت شبكة الجزيرة القطرية قد بلغت أبداً هذا المقام والسمع الدولي الرفيع." وفضلاً عن شبكة الجزيرة الإخبارية، ما كانت إمارة قطر تتسع أبداً لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط من دون السمسرة والاستثمار الذكي في المخاوف الأمريكية على مصالحها بالمنطقة من خطر الإسلام السياسي، وبالأخص من طرف إيران وتنظيم القاعدة. كذلك، ما يؤكد دور الوساطة والسمسرة أكثر، إمارة قطر هي أيضاً التي تستضيف الآن فوق أراضيها محادثات وساطة- ومن ثم سمسرة- بين تنظيم طالبان المتطرف وحليف القاعدة من ناحية وبين الحكومة الأفغانية والأمريكية في المقابل.

السمسار الشاطر هو الذي يدرس السوق جيداً ويثمن البضاعة المعروضة، وبعد أن يحدد البائعين والمشترين يبدأ في الترويج والتقريب بين الطرفين أملاً في إتمام الصفقة والخروج بعمولة سمسرة تعوض الجهد المبذول. قطر تجد نفسها الآن في وسط "سوق الإسلام السياسي"؛ بالتالي- بحكم المهنة- هي تروج لبضاعته الرائجة في هذه الآونة وتسعى لتحقيق أقصى الاستفادة من الطرفين: الإسلام السياسي بزعامة الإخوان المسلمين والغرب بزعامة الولايات المتحدة. والسمسار الشاطر أيضاً هو الذي لا يثبت على حال أو مبدأ، إنما يتلون ويتقلب باستمرار حسب اتجاه رياح السوق. على هذا، قبل سنوات قليلة فقط كان المنصوب والرائج بالمنطقة هو "سوق محور الممانعة" ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية بالمنطقة وكانت قطر أيضاً في قلبه وسيطاً وسمساراً ومروجاً ومستفيداً شاطراً. وبجوار الأسواق الإقليمية والدولية الكبرى، هناك أيضاً أسواق محلية وفردية مثل الوضع في السودان أو ليبيا أو سوريا أو تركيا أو مصر أو العراق أو اليمن أو غيرها، حيث دور الوساطة والسمسرة والاستفادة القطرية فيها لا تخطئة العين المدربة.

في النهاية، لا يمكن أبداً أن تلام قطر في حد ذاتها عن صنع شر بأحد- ولا أن تثاب في حد ذاتها عن صنع خير أيضاً؛ هي مجرد وسيط مروج ومسهل لوقوع الفعل ومستفيد منه بعد وقوعه، لكن ليست صانعاً له ولا تقدر على ذلك حتى لو أرادت. صانع الشر- أو الخير- الحقيقي هم البائعون والمشترون الفعليون في الأسواق. وفي أسوأ الأحوال، لن ينال قطر جزاء صنيع شر أكثر مما قد ينال الرائش- وسيط الرشوة- في "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما".



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)