أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة














المزيد.....

عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 03:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حمئة تقلبات الربيع العربي الساخنة منذ مطلع 2011 داعب خيال بعض المفكرين العرب أن الأوان قد آن والفرصة سنحت أخيراً لإشراك حصان الإسلام السياسي الأسود في اللعبة السياسية العربية على قدم المساواة مع أطراف قديمة سبقته إلى الحلبة منذ زمن مثل القوميين واليساريين والليبراليين، الذين قد أخفقوا جميعاً طوال عقود حتى اليوم في بلوغ الحلم الديمقراطي العربي. لماذا لا نجرب هذا الوافد الجديد ونعطيه الفرصة حتى آخرها، لعله يفعلها؟! حتى لو ثبت فشله مثل نظرائه القوميين واليساريين والليبراليين من قبل، أليس مجرد قبوله بقواعد العمل السياسي السلمي ونبذ العنف يعد مكسباً عظيماً في حد ذاته؟ حتى لو أخفق السياسيون الإسلاميون في جلب الديمقراطية، وهو الأرجح، ألا يكفي انتصاراً مجرد انخراطهم ثم ذوبانهم المأمول في لحمة المجتمع المدني السلمي في أوطانهم، كخطوة تمهيدية قد توصل الجميع إلى الديمقراطية الحقيقية في الوقت المناسب؟

بالفعل كان من حسن الحظ، على ما أعتقد، أن ريح الربيع العربي القوية والفجائية قبل نحو العامين والنصف من الآن قد دفعت برموز وممثلي تيار الإسلام السياسي فوق سدة السلطة والحكم في مصر، حتى تُختبر على أرض الواقع وعلى مرأى ومسمع من الجميع الفرضيات أعلاه. للمفارقة، قد أثبتت تجربة الحكم بقيادة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية أن الإسلام السياسي عندما يعتلي السلطة قد ينتهي به المآل إلى شد بقية المجتمع نحوه، لا أن ينزل هو إلى الفضاء العام بغرض المشاركة والانخراط والذوبان في اللحمة المدنية المتنوعة كما تمنى المثاليون العرب. في تعبير آخر وكما ثبت بالأدلة الدامغة منذ 2011، الإسلام السياسي إذا ما أمسك بناصية السلطة "يؤسلم هو المجتمع المدني، بينما لا يتمدن هو في شيء" أو، في قول آخر، السلطة بيد جماعة الإخوان المسلمين كانت بمثابة طريق سريع نحو "أخونة مصر، لا تمصير الإخوان".

لا شك أن صرح الإسلام السياسي كله مشيد فوق نظرية شمولية تؤمن بصواب حقيقة واحدة مطلقة تتخذ لنفسها مرجعية إلهية أزلية وخالدة لا تتغير، ولا تجيز التعدد إلا على سبيل التفسير والتأويل والاستنباط والقياس من بطن نفس هذه المرجعية العظمى المطلقة، كروافد تصب في النهاية في نهر واحد أو أفرع تتدلى في النهاية من شجرة عملاقة واحدة. في نظرية وتطبيق الإسلام السياسي في إيران، على سبيل الحالة الإيضاحية، كان لابد من وجود هيئات مبتدعة غير موجودة في الديمقراطيات المستقرة مثل مجلس الخبراء وتشخيص مصلحة النظام تكون وظيفتها الأساسية أن تعمل كمصفاة تحول دون اختلاط نقاء النظام الإسلامي بأي روافد أو تيارات دخيلة من خارجه، بحيث تصبح اللعبة السياسية من الألف إلى الياء حكراً على الإسلاميين فقط وتنحصر التعددية الشكلية على ألوان الطيف الإسلامي ما بين المحافظين الإسلاميين والإصلاحيين الإسلاميين والوسطيين الإسلاميين...الخ. هو، في الحقيقة، نظام شمولي بامتياز مبني على الرأي الواحد والصوب الواحد والحقيقة الواحدة والمرجعية الواحدة. هذا هو التجسيد الفعلي الأبرز على الأرض لنظرية الإسلام السياسي الشمولية. هل نظام سياسي لا يتداول الحكم إلا مع نفسه ويقصي جميع أشكال المعارضة من خارجه سواء يسارية أو قومية أو ليبرالية لا يزال يمكن أن يسمى ديمقراطياً؟ هو أشبه بمنتخب كرة قدم يلاعب نفسه، ويصفق ويهلل ممجداً ومهنئاً نفسه على انتصارات وهمية فيما بينه وبين نفسه في غياب أي منافس حقيقي.

في الواقع، قد نجح ممثلو الإسلام السياسي الإيرانيين بعد ثورة 1979 في فرض شمولية نظرية الإسلام السياسي على كل المجتمع الإيراني، ولم يحدث أن هم شاركوا وانخرطوا ثم ذابوا في النهاية ضمن بقية شركاء المجتمع السياسي والمدني الإيراني آنذاك من يساريين وقوميين وليبراليين...الخ. ما حدث فعلاً هو أن السياسيين الإسلاميين الإيرانيين أخذوا يحرثون ويطهرون التربة السياسية والمجتمعية الإيرانية من كافة الخصوم والمعارضين والمناوئين لحكمهم ووجهتهم الإسلامية العامة أولاً، ثم بعد ذلك أخذوا يفرضون بوسائل قانونية وديمقراطية شكلية رؤيتهم الأحادية والشمولية على كل شيء، ولم يتركوا أي مساحة لتعددية أو ديمقراطية حقيقية من أي نوع. لكن حتى في ظل وجود هذا المثال الحي طوال عشرات السنين مجسداً النتيجة المتوقعة من تمكن الإسلام السياسي من الحكم، كان لا يزال بعض المثاليين العرب عند هبوب ريح الربيع العربي يصدقون بسذاجة مشهودة أن الإسلام السياسي قد ينجح فعلاً فيما كانوا قد فشلوا هم وغيرهم فيه ويحقق المعجزة: يجلب الديمقراطية إلى منطقة لم تعرف طوال تاريخها غير القمع والاستبداد.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- الإسلام السياسي يُحارب، لا يُسترضى
- مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية
- هنا القاهرة 30
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة