أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عقيل علي..ستلطم الناصرية خدودها ياابن أمي وأبي














المزيد.....

عقيل علي..ستلطم الناصرية خدودها ياابن أمي وأبي


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


كلمات
-94-
يرثيك الفرات وأمواجه العالية
ترثيك آلهة سومر
ترفع الندابات في المعابد طائرا آخر يتوراى : كتاب حياتنا
جلسنا في فندق بباب المعظم أنت وعبد الأمير الحصيري وأنا، أجمل شاعرين سكيرين أنجبهما العراق الحبيب منتصف السبعينات، لم تكن حرب بعد ولم يكن وجه طاغية يطل على حياتنا وينهش لحمنا، وكانت الحياة حلوة في ذلك الصباح وذهبنا إلى مقهى البرلمان وصافحك فوزي كريم محتفيا بك شاعرا مبدعا من الناصرية
أقف معك في مخبزك أيها الخباز في ضاحية الشعلة في مدينتنا التي ستفتقدك إلى الأبد، وأتأمل في المسافة الفاصلة بين الرغيف وشعلة الشعر المقدسة : ديمومة الحياة وطهرانيتها
يرثيك مسبق الجهد في معمل النسيج (الناصرية) في العام 1973 حيث كنا عملنا معا، كم تعاركنا وتصالحنا لأن : المستقبل لايكون إلا لقصيدة النثر!!
ترثيك شعلة الشعر المقدسة المعقودة لإسمك في ارتفاع سموات الناصرية المتألقة بجينات أبنائها السومرية
وسائق الإسعاف الذي لم يحملك إلى المستشفى، لأنه ينتمي إلى حزب إسلامي!!!، سيندم طوال حياته، ويعض العراق أصابع الندم ،دعه الآن فهو منشغل ومصعوق وحائر بمايحدث، لكنه سيعض أصابع الندم على بنيه المسفوحة دماؤهم في الشوارع وأنت منهم، أنت ايضا سفحت دماءك المرحلة العراقية السوداء في كل زواياها : العراق الشحيح على ملايينه المعذبة بعلب الدواء والحياة الحرة الكريمة!
أنت شهيدُ كل يوم ياعقيل علي
شهيد السياسة العراقية المزورة
شهيد الوطن الممزق بالمفخخات
شهيد الذين شوهوا حياتك في حياتك ولاأدري بماذا سيتهمونك بعد رحيلك الأبدي!
ذلك هو حال الثقافة العراقية ومن ذا الذي سيرصدها ويكتب عنها دراسة معمقة، فكلما أنجز عراقي مشروعا وابدع فيه ناله حقد الحاقدين، وكما في كل شعر عظيم احتاروا لمن ينسبوك ومن كتبوا شعرك : صبري حامد..خالد الأمين..كاظم جهاد ووو!!؟
هيهات هيهات : ينالون من شعرك وحياتك أو حياتك وشعرك : لافرق إذا امتزج الزعفران بالآس!؟
ياعقيل علي ياشهيد تقاطعات السياسة على ثروات البلاد المنهوبة جراء الغياب القسري للعقل السياسي العراقي
وكما يسقط أبناء العراق الأعزاء مضرجين بدمائهم الزكية يوميا، سقطت أنت اليوم وانطفأت
وهل تنطفىء في وجداننا وتأريخ مدينتنا!!؟
بالأمس سفح دم أبي وصديقي الراحل محمود البريكان، واليوم أنت قربان الكرنتينة، كم نحن ساذجون ونفاخون ولانجيد إلا المراثي : لم نستطع طوال عذابك في الكرنتينة جمع مبلغ من المال لتدابير حياتك اليومية!
واليوم ندبج المراثي تلو المراثي
أي عار واي شنار!؟
قبل نحو ستة أشهر كتبت إلى الصديق ناظم السعود أطلب رقم تليفونك فرد علي الصديق : من أين لعقيل تليفون وهو مشرد في شوارع بغداد!!؟
خجلت من نفسي!
وبعد نشر صورك الفضيعة في إيلاف قبل بضعة أسابيع، صورك التي حاول البعض المتاجرة بها وبإسمك الكبير، كم تمنيت أن أشيلك بين يدي إلى البيت، كما كنت أحمل جسدك الضعيف في مسبق الجهد قبل ثلاثين عاما، مطوحا بك مازحا ومحبا
يحمل الشاعر كالميْتِ
من البار إلى البيتِ
يمضي ولايفهمه الناس!!
كتب الصديق الشاعر زاهر الجيزاني
لم أصدق أن موقف الباص في الكرنتينه، أصبح لك بيتا ومأوى، أين منه بيتك الطيب الدافىء في (ذاك الصوب) قرب شركة البيبسي كولا ولك فيه زوجة وأولاد!!
لم يوفر لك العراق مرتبا منتظما كل شهر تدفع به غائلة الجوع، تدفع به الهتكَ عن آدميتك ياعقيل، لكن العراق يوفر لعبد الرحمن عارف راتبا بالدولار، ويسمح لوزراء علاوي بسرقة المال العام وتتبدد ثروات العراق يمنه ويسرة
لايرق قلب العراق لك في موقف الباص لأنه منشغل عنك بالمفخخات الزرقاوية وأنهار الدماء الجارية، لكن سيرد إليك اعتبارك وأقسم أمام روحك الطاهرة أني سأكون أول المدافعين عن حقوقك في العراق الجديد ورد الإعتبار إليك باعتبارك أعظم شاعر أنجبته الناصرية في الخمسين سنة الماضية.

لاتشبه وجه العراق النبيل وهو يغادرك خجلا من صورته
وقف شَعْرُ الكلمات في هذا المغترب الجامد من الوحشة ياعقيل وأنا أقرأ نبأ رحيلك!
هل رحلت حقا!؟
16.5.2005
http://www.summereon.net/



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف طبي عراقي مذهل: برادة الحديد لعلاج فقر الدم!!
- علاوي المفروض ويه الحصة التموينية!!
- تخفيضات 50 بالمية لمراكز الشرطة العراقية!؟
- أغنام استرالية مريضة إلى العراق وحنطة مليئة ببرادة الحديد!!
- رسالة مفتوحة إلى أمير الكويت حول قيام السلطات الكويتية بتعذي ...
- فدوه لطولج عيني حكومة شوكت تتشكلين!!؟
- بالطول..بالعرد..بشار هزّ الأرد..لَكَنْ!!؟
- بباب موزع التموين
- ألعاب الزورخانة السعودية بعد انتهاء الانتخابات العراقيةإإ
- ألموت حرقا وخنقا في مستشفى الناصرية
- هل تصرفت الفلوجة كحاملة للطائرات!؟
- المخرج السينمائي العراقي عبد الهادي ماهود يفوز بجائزة السلام ...
- ممر آمن.. للإرهابيين..يااااه ياعراق !!؟
- الأصدقاء الأعزاء في موقعنا التنويري الحوار المتمدن
- من سيموت غدا من العراقيين!!؟
- حيا الله وزير الدفاع وحيا علومه!!
- باصات الأرالّي
- إلهي ..لقد عاد البعثيون إلى وزارة الداخلية
- عقيدة الدم العراقي الغالي
- حامض الدوري النووي


المزيد.....




- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - عقيل علي..ستلطم الناصرية خدودها ياابن أمي وأبي