أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - عقيدة الدم العراقي الغالي














المزيد.....

عقيدة الدم العراقي الغالي


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 13:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-71-
طارق حربي
عقيدة الدم العراقي الغالي!
ليس موت البشر في العراق عودة إلى الصلصال السومري وآليات الخلق في الأساطير، كما أنه ليس موت آلهة ينبعثون ويعودون، وقسم منهم لايعودون البتة حسب مشيئة الآلهة السومرية، إنه موت حديث جدا على يد آلة عسكرية جبارة، غير منقطع عن سلسلة متدرجة من تواريخ الابادة البشرية، ذلك مايحدث في وطننا كل يوم!
السيارات المفخخة التي دفع العرب تكاليف الديناميت فيها، واستأجروا لتفجيرها الأرواح التي ستستقبلها -ويالبؤس مافكروا به-حور العين في الجنة!!، تلك السيارات تجعل شطر نيرودا الشعري الشهير : تعالوا انظروا إلى الدماء في الشوارع، شطرا ناقصا في عراق اليوم المدمى من كل جهاته، بحيث يمكن لنا نحن العراقيين أن نكمل الشطر دون تردد : تعالوا انظروا إلى أشلاء ضحايانا في الشوارع والأزقة والعتبات المقدسة، تعالوا لموا قطع اللحم الصغيرة من الأرض والحيطان وحديد البنايات المحطمة!
أمام أمواج الدماء كل مقالاتنا تذهب هباء وكل شجبنا لايداوي جروح شعبنا، قبالة الشاشة أريد أن اترك الكتابة وأضرب رأسي في الجدار، لأن نفسي لم تعد تطيق جريان الدماء في وطني.
يقينا فإنه لاالسيارات المجنونة ولاغيرها من آلات الفتك، ستقضي على شعب العراق، وكان نظام الطاغية الفاشي قد هدر ثروات العراق لقمع الشعب، وإذا تقدم خطوات في إذلاله وترويضه فإنه لم يقدر على سحق إرادته نهائيا، وفي النهاية حدث العكس تماما حسب منطق التأريخ: سقط النظام نفسه في المزبلة.
وفي هذه الفترة الحرجة من حياة شعبنا ووطننا، لابد من القول بأنه اشترك في ذبح الشعب العراقي كل من الحكومة العراقية المؤقتة والإرهاب الدولي والقوات متعددة الجنسية، وفي المقولة الاخيرة نوع من التعمية، فالقوات المسلحة الأمريكية مازالت لحد اليوم تقتل، نقول ذلك ولانحرك ساكنا، ونشجب ولانعمل بجد من أجل إيقاف نزيف الدم العراقي، وإذ يحدث كل ذلك يوميا وأسبوعيا، من تفجيرات وذبح وقتل في شعبنا، فليس لأن الدم العراقي رخيص في عقيدة دول الجوار خاصة، وأرخص من تمر الزهدي في أسواق الناصرية!!، لكنه دم بلامسؤولية قانونية وأخلاقية، ليس إبتداء بالحكومات العراقية المتعاقبة وليس انتهاء بمقولات الأمم المتحدة التي هي ( حبر على ورق)، ومعلوم بأن الفاشية البعثية قد انحرفت كأسوا مايكون عليه الانحراف، لابالشعب العراقي المغلوب على أمره حسب، بل بالوطن كله والمقولات كلها!!، واقترن البعث المجرم في خطابه الشوفيني بأهوال الحروب الكونية، قبل أن يستعير من الحروب الاهلية ولو بمقدار، أسوا مايمكن أن يتذكره المواطن العراقي عن الحياة باعتبارها هبة من الله ويجب أن تعاش، وباعتبار أن مبدأ السلام من أكثر المبادىء الإنسانية رحمة لأي مشروع جديد يتخذ من البشر عنوانا.
أكتب ذلك لأن كل مايحصل اليوم هو تطبيق لكلام صدام في أنه لن يسلم العراق إلا ترابا، المقولة الفاشية إياها، ثم جاء دور القوات المسلحة الأمريكية وقطعان الإرهاب ليتحالفا، ولو ضمنا على ذبح شعبنا، رغم أن آيديولوجيتهما مختلفتان بل ومتناقضتان، وكل واحدة منهما تدعو إلى تدمير وزوال الأخر، الآخر الكافر والإرهابي على حد سواء، وبهذا المعنى يكون العراق كنظام سياسي ولو معتلا، هو النظام الأضعف في السلسلة العربية والإقليمية، وشعب العراق بالنتيجة هو الضحية التي تستند إلى إرث من الحروب والقمع، بمعنى أن الحرب الفعلية في العراق لم تنتهي حتى بسقوط العهد البائد!
ماأحوجنا ونحن نخوض في هذا المنعطف الخطير من تأريخ شعبنا ووطننا، أن ندون عقيدة جديدة، عقيدة يصوغها القانونيون والسياسيون والمثقفون والمجتمع المدني، عقيدة يحميها الدستور والمؤسسات والقضاء المستقل، وتعمل على ترسيخها الحكومات المتعاقبة على إدارة البلاد، ويتثقف بها العراقي منذ نشأته الأولى في رياض الأطفال.
إنها عقيدة الدم العراقي الغالي!!
16.9.2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حامض الدوري النووي
- شراع الجنوب
- لالذبح شعبي والاستقواء بالأجنبي
- رامبو العراق الجديد
- مكيفات جيش المهدي!!
- بروستات هيئة علماء البعثيين!!
- فرهود ياعراق
- نداء لتأسيس الجمعية السومرية في الناصرية
- عجبي!!
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- عراقنا الجديد وكتبة الارتزاق العربي!!؟
- مسلخ الفلوجه الطائفي
- كلمات
- على الفرات
- نص شعري
- ابو غريب
- إزاحة الجلبي أولى ثمار مشروع الإبراهيمي!!
- رأي في مشروع الابراهيمي
- وعادت أدوات البعث البغيضة!!
- ملاحظات في وضع العراق الراهن


المزيد.....




- الخارجية الروسية تعزي إسبانيا بضحايا الفيضانات
- -كتائب القسام-: العدو أقر بمقتل ضابط و 3 جنود بعد تفجير منزل ...
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا على محور كورسك خلال اليوم ...
- رئاسة مالطا تؤكد مشاركة لافروف في اجتماع منظمة الأمن والتعاو ...
- بين التدخل الروسي والتزوير.. مولدوفا تواجه جولة إعادة حاسمة ...
- خامنئي يتوعد بـ-ردّ ساحق- على الضربة الإسرائيلية
- الجيش اللبناني يتحقق من أنباء عن إنزال إسرائيلي واختطاف شخص ...
- ما الذي يمكن أن يخبرنا به التصويت المبكر عن الانتخابات الأمر ...
- سودانيات في زمن الحرب .. شهادات مؤلمة ومعاناة منسية
- قتلى في لبنان وجرحى في إسرائيل في قصف متبادل بين الجانبين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - عقيدة الدم العراقي الغالي