أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - رأي في مشروع الابراهيمي














المزيد.....

رأي في مشروع الابراهيمي


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 832 - 2004 / 5 / 12 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-56-
طارق حربي
رأي في مشروع الابراهيمي
عالجت قوات الاحتلال سنّة الفلوجه بحزم وقسوة أسابيع، وفي نهاية الأمر اتفق الطرفان على هدنة، يقول المراقبون إنها هشة، في مدن كثيرة في الوسط والجنوب ماتزال تلك القوات تعالج جيش المهدي، بحزم وقسوة أيضا لاتقل عن الأولى، وماتزال البنادق مشرعة، أما الموت فيفتح شدقيه في العراق الغالي، وليس ثمة أمل ولارجاء!
في هكذا أفق مليء بأعمدة الدخان، ويسوده القلق والاضطراب وعدم وضوح الرؤيا، يطبخ الابراهيمي شكل الحكومة العراقية، التي تستلم مقاليد السلطة والسيادة في الثلاثين من حزيران القادم، (وإن كانت منقوصة!!) من قوات الاحتلال.
يريدها الوصي الأممي حكومة تكنوقراط، وتريدها الأحزاب العراقية لصالحها، ونحن نرى أن مرحلة العراق الراهنة، تستدعي كلا الطرفين، إنْ في بناء البلاد وشكل الحكم فيها، أو في إعادة إعمارها والتخطيط لمستقبلها، ويضيف الشعب العراقي أجمعه أمرا ملزما، يجب أن يصغي إليه الابراهيمي : لابد من استبعاد البعثيين شرطا لازما من أية سلطة قادمة، وعدم تسويغ أمر حكمهم للعراق، ولو جزئيا، بضغط من هذه الجهة العربية أو تلك، ذلك أن عودتهم إلى واجهة العراق السياسية من جديد، والتخفيف من برنامج اجتثاث البعث، تحت مسميات شتى، سيطيح بحلم خلاص شعبنا، ويدخله في مستقبل مجهول.
بإنتماء الابراهيمي إلى النظام العربي الرسمي، ووقوفه ضد عملية اسقاط نظام صدام حسين أصلا، انحلت عقد كثيرة في مجمل أفكاره بشأن العراق، وبدت واضحة الخطوط العامة في مشروعه، فهو يحاول جاهدا إبعاد معظم الشخصيات التي ساهمت في إزالة النظام البائد، لاسيما الدكتور أحمد الجلبي، حسب وصفة الأردن المشبوهة ودول عربية غيرها، لاتخاف من الله ولاتستحي من العراقيين، فأخذت تمد أيديها اللئيمة، من خلال مشروع الابراهيمي، للعبث بمستقبل العراق، وإذا حاولت وعسر عليها ذلك ولم تنجح، فجعل العراق حالة غير مستقرة، هو حلمها واطمئنان قلبها ورغد عيشها، حتى لو كان على أشلاء ضحايانا!
وفي سياق تقوية سياسة القبيلة العربية باعتبارها داعمة وركنا أساسيا في النظام السياسي العربي، أعلن مؤخرا عن زواج بالاكراه من نوع عجيب غريب، فمن جهة وحسب موروث القبلية العربية وأعرافها، غالبا مايقوم الشيوخ بتزويج بناتهم من الملوك والأمراء، أو الاقطاعيون من أصحاب الأطماع والنفوذ من السياسيين خاصة، وقد تداخل مفهوما الدولة والقبيلة في العالم العربي تداخلا ضيع الكثير من الحقوق، وطرح هيبة الدول بعيدا، ومن جهة ثانية فلايمكن أن ينظر المواطن العراقي إلى توقيت الخطوبة بمعزل عمايجري في التأسيس للعراق الجديد، فإعلان خطوبة كريمة الابراهيمي على الأمير الأردني علي، على تفاهة الحدث عراقيا، حتى لو تم اعلان صورة الخطوبة وفي الخلفية صورة لبطل المقابر الجماعية!!، لكنه ذو دلالات سياسية بينها أن في مشروع الابراهيمي نفسه، تكمن رغبات دولة الشحاذة الأردنية الدفينة، وترحيل أطماع تاجها الهاشمي إلى العراق، وإذا عزَّ ذلك فبالمقاولات السياسية والمشاريع الاقتصادية، طالما تديم وتؤمّن سرقة قوت شعبنا، كما في الأمس القريب ونذكر هنا بواحدة فقط (سرقة 50 بالمئة من نفطنا بالاتفاق مع النظام المقبور)
وبقدر ماتهمنا موضوعة الاستقرار السياسي في البلاد، نطالب بأن يكون دور الابراهيمي تشاوريا ومحايدا، باعتباره مبعوثا للأمم المتحدة، وليس فرض املاءات على راهن العراق السياسي، ومن هنا لابد من الدعوة إلى مؤتمر وطني شامل أو (لويجيركا) على الطريقة الأفغانية، تضم كل الأطراف العراقية المعنية، والحوار معها والاستماع إلى رأيها في كل مايتعلق بمستقبل بلادهم.
بالنسبة إلى الأمم المتحدة، يطالب العراقيون اليوم، بان تقوم بتصحيح أخطائها بحقه، عبر الابراهيمي ومشروعه، فمثلها مثل الجامعة العربية لم تقف موقفا مشرفا خلال عقود محنتنا بالطاغية، لابتشريده للملايين من شعبنا ولابمقابرنا الجماعية، وأخيرا فضيحة سرقة موظفيها لمليارات الدولارات من أفواه الجائعين في سنوات الحصار الظالم، من برنامج النفط مقابل الغذاء!!، ونحن نتطلع اليوم إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، تعيد إلينا أموالنا المسروقة جراء فساد موظفي المنظمة الدولية!
وعودة إلى شكل الحكم في العراق، فمعلوم أن الأحزاب الممثلة في مجلس الحكم، كافحت النظام الفاشي وشاركت في زواله، وفي ضوء معطيات تجاربها المريرة في الصراع مع النظام المقبور وبعده، فمن حقها المشاركة في الحكم والعملية السياسية ورسم مستقبل العراق، من جهة ثانية لن يجد العراقيون أفضل من التكنوقراط والأكاديميين وعقول العراق المشهود لها بالعبقرية، للمساهمة الفاعلة في إنقاذ العراق من ظلامه الطويل المترنح فيه، بسبب سياسات النظام البائد.
لايفصلنا عن استلام السلطة في بلدنا إلا أقل من شهرين، وتلك فترة حرجة يتطلع إليها العراقي الذي لم يتعود، بل ولم يصبر طويلا على رؤية دبابات الاحتلال تجوب شوارعه، قاذفة حممها المجنونة في كل الاتجاهات، أما عمليات التعذيب الفظيعة في سجن أبو غريب فماتزال تتفاعل، ليس في ضمائر العراقيين حسب، بل وشعوب العالم كافة.
ستكون الجمهورية العراقية الثانية على يد الوصي الأممي الابراهيمي كسيحة حتما، إذا تم بناؤها على مرتكزات الدولة القديمة وآلات تعذيبها، وهذا المقال صرخة حادة وقوية بوجه المشروع برمته، إذا أهمل رأي الشعب العراقي، وتم الاستعلاء عليه وعلى آلامه وتجاهل مستقبله.
11.5.2002
http://www.tarikharbi.com/



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعادت أدوات البعث البغيضة!!
- ملاحظات في وضع العراق الراهن
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
- إذا سقط الحلم العراقي!؟
- مقتل عراقي برىء!!
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - رأي في مشروع الابراهيمي