كلمات -40-
اللجنتان المالية والقانونية التابعتان لمجلس الحكم، تفتحان تحقيقا بشأن احتمال تحويل 19 مليار دولار إلى بيروت!!، هذا ما صرح به مصدر في مجلس الحكم اليوم، وقبل أيام سمعنا عن اختلاس مبلغ 40 مليار دولار من أصل 80، كان موظفون من وزارة التجارة اختلسوها، في الطريق لعقد صفقة أخشاب مستوردة من الخارج، وحيال هكذا مهازل، يحق لنا أن نتساءل عن الفساد الإداري الذي لايثير الكثير من العجب والإستغراب حسب، بل والسخرية واليأس حتى، إذ كيف يمكن لهكذا مبالغ ضخمة، تساوي ميزانية العراق في الوقت الحاضر، أن تخطف من خزينة العراق الجديد، أوليس هنالك تعاملات مصرفية بين العراق والدول التي يتعامل معها في المجال التجاري، فهل يصح مثلا أن يصحب موضفو المشتريات في وزارة التجارة، تلك المبالغ الهائلة في حقائب دبلوماسية إلى خارج العراق!!؟، أم أن الفساد وصل إلى اللجان في مجلس الحكم نفسه!؟، وهو فساد إداري لعين، إرث الدولة البعثية القديمة الساقطة، وبرامجها التي مسخت نفوس البشر مسخا والعياذ بالله، فأصبحوا لايقرأون الفاقة والعوز في عيون العراقيين إخوانهم، ويعبثون بمقدرات البلاد وخيراته التي لم يبق فيها أصلا إلا القليل القليل، لاتسد رمق جائع ولاتكسو طفلا عريان، فهذا هو المتقاعد الذي أفنى سنيّ حياته في خدمة العراق، لن يجد في راتبه التقاعدي أملا ولو بسيطا، في تحسين حياته المعيشية وعائلته، بعد سنوات الحصار والقهر، والطامة أن راتبه الذي لايكفي أكثر من نفر كباب بدون طماطه!!، يتسلمه مرة كل ثلاثة أشهر!!، وهاهم المتقاعدون وهم جزء عزيز من شعبنا الطيب، يتظاهر الآلاف منهم مطالبين بتنحي وزير المالية عن منصبه، لكي يتذوق مثلهم الحياة بعد التقاعد!!.
ان مجلس الحكم مطالب بوقف مهزلة الإختلاسات واللعب بمقدرات شعبنا، من أي جهة جاء العبث ومهما كان مصدرها، وعلى غرار لجنة اجتثاث البعث المجرم، أرى أن على مجلس الحكم الموقّر تفعيل لجنة اجتثاث الفساد، ومحاسبة المقصرين والمتلاعبين بقوت شعبنا وفق القانون، وإلا فعلى عراقنا السلام، عراق العدالة الذي صبرنا طويلا من أجل مستقبل حياتنا فيه.
17.2.2004
http://home.chello.no/~harbi/