أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - إذا سقط الحلم العراقي!؟















المزيد.....

إذا سقط الحلم العراقي!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 798 - 2004 / 4 / 8 - 10:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-50-
طارق حربي
إذا استمر القتال في شوارع العراق من الفلوجة إلى البصرة، وهيجت مطامع إيران مقتدى الصدر ومساعديه، وقام مذيع فضائي طائفي بالتعليق على أحداث الفلوجة بحماس مغرض، وإذا التحم الجناح الشيعي بالسني في مواجهة قوات الاحتلال، كما يُروّج اليوم – للأسف - في فضائيات العهر العربي، إذا حدث كل الذي تقدم وأزيد منه، فستلتهب أرض العراق جميعها عدا كردستان طبعا، لأن في الأكراد كاريزما سياسية أدركت مصلحة شعبها جيدا، وتعاطت مع الواقع الجديد على الأرض.
أقول سيلتهب العراق لأن فئات ومجاميع تقاتل قوات الإحتلال منذ يومين، أصبحت خارج السيطرة، والوضع يسوء على مدار الساعة، وقبل ذلك إلى الفلوجة امتدت أيد من خارج الحدود متمثلة بالحركات الاصولية، ودول أنشأت لها مكاتب لايهمها ولاالأصوليون مصلحة العراق ومستقبله، وتبع الكثيرون من أبناء المدينة بعض أئمة المساجد ممن لايخافون الله، وفي النجف يتبع الكثيرون خط مقتدى الصدر والحوزة الناطقة، أما العراق ومستقبله فمفتوح على كل الإحتمالات، بعد سنة من سعادة العراقيين بالقضاء على النظام البائد، وكان يمكن بدلا من الدماء التي سالت في اليومين الأخيرين، أن نراهن على الكثير من التحولات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في حلمنا العراقي.
بالنسبة لمشروع الولايات المتحدة الإستراتيجي في العراق والمنطقة فيمابعد، فإنه لامناص لها من إكماله مهما كلف الأمر، والسير به إلى أقصى غاياته التي تتجاوز نفط في العراق، إلى السيطرة على الأسواق النفطية في العالم، وتغيير أنظمة قمعية مستبدة، ولاأشك أن يكون بين يديها - وهي الدولة العظمى - سيناريوهات عديدة، في حال أخفقت ماهي بصدده اليوم في العراق، أقصد العودة خطوة إلى الوراء وكل شيء جائز في عالم السياسة!، فبعد المقتلة اليومية في جنودها ومعاقبتهم على طريق ثقافة السحل العراقية، حرقهم والتمثيل بجثثهم وتعليقها على الجسور كما حدث في الإسبوع الماضي في الفلوجه، من يقف في وجه الولايات المتحدة إذا غيرت ستراتيجيتها، وتحالفت مع البعثيين من جديد!!، أو في الحقيقة تجديد التحالف معه، لأنها رعته وقدمته وساندته وسلطته على رقابنا عقودا، إنما تقديمه هذه المرة سيكون بصيغة مختلفة : يسار البعث لأن العراقيين ذاقوا مرارات اليمين فليجربوا يساره!!، أو حزب الأمة العربي الإشتراكي بأهداف وشعار، لايجد العراقيون معهما، إلا انطفاء كل أمل بالمستقبل، وعودة شلالات الدم وقمع الدولة الشمولية لاسمح الله، لكي تضبط الموقف في العراق!
قبل ذلك سيسحب البساط من تحت أرجل الطبقة السياسية الجديدة، ممثلة برجال مجلس الحكم، طوق النجاة بعد العهد البائد، وستكون خسارة مابعدها خسارة : ضياع كامل الجهود لتخليص وطننا من تركة البعث الثقيلة، ولو حدث ذلك الضياع فلن يكون له في تأريخنا لاحقا، إلا ندم يشبه ندامة الكسعي لما غدت منه مطلقة نوار!
ستكون كارثة بكل مافي الكلمة من معنى!
فراغ سياسي تملأه الأحزاب وميليشياتها والعمائم وملحقاتها وأصحاب المصالح وطبقتها المستفيدة من الخراب، ستتصارع الأحزاب وإيديولوجياتها على خلفيات قديمة، إما المتعلقة منها منذ أيام الكفاح ضد العهد البائد، أو جديدة أورثتها المحاصصة الطائفية والعرقية في مجلس الحكم، وكذلك الحساسية المتولدة من تعيين بعض رجال الحكم لأقاربهم ومريديهم، وتبقى قضية تهميش الشيعة صعبة الحل حتى بحمل السلاح، وربما إلى حمله تتشوق نفوس جماعات وفئات في مجتمعنا العراقي.
أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة سيترسخ وجودهما في العراق أكثر فأكثر، وستكون لهما عمليات مروعة يندى لها جبين الإنسانية في كل مكان، فإذا اعتبرهم المتطرفون من السنة والوهابية أبطالا أمدوهم بالعون والسلاح، وصلوا لهم صلاة غير مستجابة بحق الإله الرحيم في الأعالي، وسيدعون للقاعدة وشذاذها في الجوامع (أللهمَّ انصر الإسلام على أعداء الإسلام!!)، وهذا عنوان فضفاض يرشّح العراق لأن يكون المنطقة الأكثر انخفاضا، لافي السياسة العربية حسب، فتنحدر إليها كل أوضار الشامتين عندما يتهاوى حلمنا بعد عهد الطغيان، لكن في حسابات المستقبل وضياع الفرصة التأريخية.
ثم أنه لاأحد يسيطر ويوقف الحرب الأهلية في وطننا الحبيب إذا اشتعلت لاسمح الله، سيتقاتل الشيعة مع الشيعة والسنة مع السنة والشيعة مع السنة وهكذا، ستلتهب أرض العراق فلايطفئها حزب أو دولة أوشخصية أو أمم متحدة، والحرب العراقية الإيرانية خير دليل على طول سنواتها وعذاباتها وعبثها بمصائر العراقيين رغم اختلاف الحالتين، وذهبت كل جهود إيقافها سدى خلال ثماني سنوات عجاف!
أول السعداء بسقوط حلمنا العراقي هي الدول الاقليمية المحيطة ببلدنا، ستقول : حسنا لقد انتهى الأمر، فالعراق ليس المانيا مشروع مارشال ولااليابان بعد استسلامها في الحرب العالمية الثانية، وستمتد إلى العراق من الأيدي الزنيمة فتتكاثر عليه حتى لانكاد نرى نورا في النفق الجديد، ستعبث الأقدار والسياسة والجمق والهوج وعدم التدبر بشعبنا فيشبع تقتيلا وتشريدا ووطننا تمزيقا، وستقوم من قبرها خيالات الصفويين والعثمانيين والوهابيين والبعثيين، وكل أشباح الموت التي رافقت رحلة العراقيين في تأريخهم، ويكون ويل ويكون ثبور وتعالوا انظروا إلى الدماء في الشوارع كما كتب بابلو نيرودا ذات مقتلة.
تبقى قضية النفط وحصول الولايات المتحدة عليه وتأمينه، وذلك ليس بالأمر بالعسير، فبينما العراقيون يتقاتلون، سيكون للنفط مافيات تتقاسم الآبار وتصدره، وبنوك وأمراء ومخابرات دول تحميه، وتؤمن له الطرق ومستلزماتها ، وكل شيء سيجري على مايشتهي أعداء الشعب العراقي!!.
شيعيا فإن صمام الأمان في العملية السياسية اليوم هو السيد السيستاني، مقلدوه في شيعة العراق يوازون مريدي مقتدى الصدر وأكثر، ويمكن تحويل نجاحات السيد في إبراز الحالة الشيعية وترحيلها في راهنية اليوم، سواء في المطالبة السلمية بالإنتخابات أو في مخاطبة الأمم المتحدة وغيرها، يمكن استثمار تلك النجاحات والكلمة المسموعة، في تهدئة النفوس وتطييب الخواطر حتى تنقشع غيوم الأزمة، وينكشف بوضوح مستقبل شعب خرج للتو من الظلام البعثي إلى نور العالم الجديد.
سنيّا فإن صمام الأمان هم السادة الأعضاء السنة في مجلس الحكم، وشيوخ السنة وأئمتهم المتنورين وقادتهم السياسيين، دون تدخل الأردن والسعودية وغيرهما من العابثين.
وطنيا لايجب أن يصمت السادة في مجلس الحكم، وكل القوى الوطنية والفعاليات العراقية، هيا إلى العمل من أجل حقن دماء شعبنا، مطلوب عمل سريع لتجاوز الأزمة والتهدئة، فبعد عام على رحيل أبشع نظام دموي شمولي قمعي، هل تعود فئات من السنة والشيعة إلى الهوية والوحدة الوطنية العراقية، من أجل مستقبل شعبنا وعدم تضيع فرصته التأريخية!!؟
طارق حربي
6.4.2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل عراقي برىء!!
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا
- محنة الدينار العراقي
- من أين يأتي عمرو موسى بأيتام النظام للطعن بمجلس الحكم؟؟
- ظافر العاني إلى الوراء درّ
- في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم
- حرب


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - إذا سقط الحلم العراقي!؟