أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 08:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات
-52-
حضرة السيد جونيتشيرو كويزومى رئيس وزراء اليابان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن اكتب إليكم وللشعب الياباني الصديق من خلال سيادتكم، عن شعوري بالسعادة الغامرة لمساهمة بلدكم اليابان بحملة إعادة الاعمار في العراق، ومد يد العون والمساعدة للنهوض بشعبنا وبلدنا بعد خراب طال كل شيء، فقد قطع صدام حسين على نفسه عهدا أن لايسلم العراق إلاترابا!، ويعني الخراب والمقابر الجماعية وسواهما، وهانحن ننتزع بلدنا الحبيب من قبضته انتزاعا ولو كان مخربا، وسنعيده بمساعدتكم ومساعدة دول أخرى صديقة، إلى ماكان عليه قبل مجي الطغيان وأحسن انشاء الله، بما بين شعبينا من صداقة ومصالح مشتركة، ولاأكتمكم مبلغ سعادتي من تصريح وزارة خارجية بلدكم، حيث ذكرت في تقريرها السنوي الذي نشر يوم أمس الثلاثاء 13.4.2004 :( إن إعادة اعمار العراق واستقراره "ضروريان" لازدهار اليابان وأمنها في مجال الطاقة )
.
ومعلوم أن بلدكم عانى ماعاناه في الحرب العالمية الثانية، سواء في هيروشيما وناكازاكي أو في استسلامه للحلفاء، وحينها وقعت اليابان وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط يوم 2 سبتمبر/ أيلول 1945، وفي ظروف قد تكون مشابهة لما مرت به دولة اليابان الصديقة آنذاك، يمر بلدنا العزيز العراق اليوم، بعد عقود من الطغيان والحروب والقتل والتدمير، كنا تلظينا في نيرانها، وذقنا فيها انواع من المرارات التي قد لاتعدلها إلا مرارات الحروب الكونية، وها قد مرت سنة كاملة على احتلال بلدنا وسقوط طاغيتنا، تنسمنا فيها هواء الحرية وإن بدا المستقبل مجهولا، وبفترة انتقالية وإن كان يشوبها القلق والاضطراب وعدم وضوح المعالم.
ومن الطبيعي في هكذا عدم استقرار، أن يكون بلدنا مرتعا خصبا لظواهر القتل والخطف وقائمة طويلة بأنواع الإجرام، لقد غاب القانون فانتشرت الفوضى وأنطلقت أيدي العبث، فجهاز الشرطة ضعيف يعسر عليه احيانا بسط سيطرته، لاسيما في الوسط والجنوب، والجيش الأميركي المحتل يقلب المدن على رأس ساكنيها فتختلط دماء الارهابي الحقيقي، بدماء الأطفال البريئين وأمهاتهم، فتختل موازين وقيم، إنما عيوننا تظل مشبوحة على موعد تسليم السلطة لسياسيينا، ونأمل بتحسن الأوضاع الأمنية وسواها في بلادنا.
إن ما يأسف له شعبي المسالم الطيب، أن يقوم نفر من اللصوص وقطاع الطرق الأراذل والخارجون عن القانون، باختطاف ثلاثة من العاملين اليابانيين في بلادنا قبل أيام، ويمكن لأي انسان أن يرى من وراء أقنعتهم الصفيقة أنهم مجرمون وليسوا بشرا أسوياء من بقايا ميليشيات الطاغية، وإبنه قصي المقتول ويسمونهم في العراق (فدائيو صدام) أي وحوش صدام، إنني على يقين تام بأن شعبي كله يشعر بالضيق والحزن والاشمئزاز، لهكذا أعمال جبانة غادرة خسيسة، ومثلها مايأنف أن يقوم بها بعض من وحش الغاب فكيف ببني البشر!؟، لاسيما ونحن نعيش العصر بمفرداته الحديثة المنصوص عليها في قوانين حقوق الانسان ومبدأ التسامح والصداقة بين الشعوب والديمقراطية وغيرها، وآمل أن يطلق سراح العمال اليابانيون سريعا ليعودوا إلى بلادهم، حتى ولو بذكريات سيئة عن المجرمين، لكن المهم الحفاظ على سلامتهم وعودتهم إلى عوائلهم وأصدقائهم في دولة اليابان الصديقة.
وإذا صح أن المختطفين هم عراقيون، سواء من السنة أو من الشيعة، فإني أحب أن أطمئنكم ياسيادة رئيس الوزراء بأن الشعب العراقي برمته لم يمارس هذه الأفعال الشنيعة المرذولة من قبل أبدا، وهي ليست معروفة في ثقافة البلد، ولم يذكرها المتن الأدبي العراقي ولاالشفاهيات، وإذ صدمت أنباء الاختطاف رجال الدين في العراق هبوا واستنكروها، وإذا سمع بها أعضاء من مجلس الحكم خولوا الناطق الرسمي العراقي بشجبها، وسواهم من الفعاليات السياسية والاجتماعية، ناهيك بشعبنا على رأس قائمة الرافضين والشاجبين والمستنكرين.
إن العراقيين ياسيادة رئيس وزراء دولة اليابان الصديقة العزيزة، هم شعب سليل حضارة تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وهم مدونو أولى الشرائع الانسانية ومنتجو أولى قوانين احترام الانسان لأخيه الانسان، وأوصاهم دينهم الاسلامي الحنيف بالحفاظ على الحياة، والتنعم بها وعدم الاعتداء على الغير والتنكيل به وإهانته وإذلاله، وتربينا على هذه القيم النبيلة وكبرت معنا، فتنعمنا بها وبمزايا حظوظها التي تجعلنا منسجمين مع أنفسنا ومع البشر من حولنا وبيئتنا.
لكن عهد الطغيان رسخ في نفوس نفر من أبناء شعبي – للأسف – قيما، هي في حقيقتها طارئة على أخلاقنا العراقية والإسلامية، ولماأشعل الطاغية الحرب ضد إيران وبعد ذلك ضد الكويت، تنامت في نفوس ذلك النفر عناصر الفتك والضغينة والكراهية، وكذا في كل شعب ذاق مرارات الحروب.
إن شعبنا كله عدا هذا النفر الضال، يدعو الله أن تفوت هذه المشكلة مع المختطفين اليابانين وغير اليابانيين، وتعود الحياة إلى مجراها بقوانينها الصحيحة غير تلك التي نعيش في الفترة القلقة المظلمة إياها، وأنا كإنسان ومواطن عراقي أتقدم طالبا منكم المعذرة نيابة عما فعله نفر من السفهاء العراقيين الخاطفين، وأمد للشعب الياباني الصديق يد الصداقة والمودة والاحترام، شعب السلام والفكر والتقاليد الآسيوية العريقة وجائزة نوبل والمعجزة الاقتصادية وغيرها، ويد شعبي تمتد إلى أيديكم ياشعب اليابان الصديق، من أجل أن لاتقف الحادثة المؤلمة في طريق إعادة تأهيل اقتصاد بلدنا المدمر بعد زوال عهد الطغيان، ومساعدة شعبنا على تلمس طريقه في الحياة الحقة الكريمة.
تقبلوا سيادة رئيس وزراء اليابان فائق شكري وامتناني وشكر شعبي العراقي وامتنانه، ونتمنى لكم ولشعبكم الصديق دوام التقدم والازدهار والرفاه.
طارق حربي
شاعر وكاتب عراقي مقيم في النرويج /أوسلو
14.4.2004
تسلمت السفارة اليابانية في النرويج اليوم نسخة من هذه الرسالة.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
- إذا سقط الحلم العراقي!؟
- مقتل عراقي برىء!!
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا
- محنة الدينار العراقي
- من أين يأتي عمرو موسى بأيتام النظام للطعن بمجلس الحكم؟؟
- ظافر العاني إلى الوراء درّ


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم