أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - شراع الجنوب















المزيد.....



شراع الجنوب


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


مجموعة شعرية جديدة
صورة الغلاف للفنان علي رشيد

أنا العراقُ، لِساني صَوتُهُ، ودَمي فُراتُهُ، وفُؤادي منهُ أَشْطارُ
محمد مهدي الجواهري

الفهرست
قصيدة حب عراقية
على الفرات
لوحة مائية
قصيدة حب الى الارض
تنتظرين وتنتظرين طويلا
وعد
قصيدة الأمل
طلع الصباح
في دوران الأرض حول حبنا
قوة الأشياء
بَرِمٌ بزماني مثل لاوتسه!
أمة عربية واحدة!!
مارجع الصدى في الرافدين!؟
قصائد قصيرة
قصيدة مهداة إلى فتيات أم البروم
نشيد كراج النهضة
هل انتهت الحرب!!؟
وقوف
ساعة الصفر قبل الغروب
سقط الطاغية
دبابة الاحتلال
كسموات النرويج في ديسمبر!
أبو غريب
أخطط للعودة إلى وطني!



قصيدة حب عراقية
أصلُ المكان ولاأصل، أرنو إلى نظرة يخضلُّ فيها سوادُ العينِ،
تقولينَ شيئاً أُصيخُ سَمْعي للطبيعةِ تموسقُ خضرةً وأشدو،
وفي حلمي أرتبُ السرير كل مساء أمسح عن شراشفه بكاء
الطفل، أهتفُ : أبعدي الضماد عن الصباح ارفعيني يداً لفضائها
بروجٌ تقدح أساورك، إنكِ كثيرا ماتتحدثينَ عن التويج ولكنه ليس
الرازقيّ الذي يكبر بين يديكِ، لهذا دعيني أتيه على شعرك
في الريح، أطير من الفرح أعلى من طيور الفراتين، أُحلِّقُ
عاليا عاليا، إلى أن تحط ابتهالاتي فوق جفنيكِ وتقولينَ
أحبكَ دعيني أحلمُ وأثرثرُ في حلمي : ذات يوم أمطرتُ
رقبتكِ بالقبلِ على السلالم فتدحرجتْ الى القَبْوِ، نزلـنا
في خطو الغزال الى النبع، هناك فكرتُ طويلا ياحياتي :
كيف أغري قوافل عطرك تهجع تحت خيامي!؟، كل حرف
طواه لساني الى آخرهِ يذكرُ كلُّ بنانِ، شغلا شغلني قلبي
المترامي الأطراف ولاسحب ممطرة، لكنََّ أرضك بقيتْ مزروعة
بلمساتي، وعلى شفتيّ أغاني الحصادوطعم البيادر تحت لساني،
وهاهي عباراتي تتراشق جذلى وراء مراياكِ، هاكِ اذن تأريخي ظلالا
من الوهم حتى أتساقط نتفاً على ضراعة يديكِ، من البعيد أُهدْهدُ على
ساعديكِ شجى كلِّ حمام العراقِ قبل الغروبِ : الزاجلُ والحَجَلُ والشِّقَرََََّقُ،
ألهجُ يادرة تاجي متى مامشطتِ شعركِ، أرسلتيه على كتف حياتي،
تلك التي مرَّ ذكرُها تحتَ هدبكِ قبلَ قليلٍ من الحبِّ، صوتي بلاصداكِ
ماذا يفيدُ وإن سرَّحَ نحو الجنوبِ مواويلَ طاعنةً في سؤال: أين المصيرُ؟!،
دمعي بلايديكِ ماذا تشيلُ دوارقُهُ غيرَ وجدٍ يفيضُ ولاضفافَ وراءَ عينيكِ،
أهكذا هي الحياةُ: كلّما مررتُ بنخلة رَشَقتني بلابلُها بالحَسَراتِ،
وعذوقُها حَنَتْ عليَّ حنوَّ ضلوع دجلة حتى تمرّينَ، أقصُّ دمعةً
أُخيطها بالغلافِ الأخير للمسةٍ تركتِها على يدي ولاتكتملينَ، من هنا
أُرجِّح أن الظلام سيسمعنا في توالي الرماد على دنيا نسيناها،
إن هي إلا خطوات هائمة في الليل ويغزلني عود بغدادي :
لانغمة عالية فتبينُ التجاعيدُ، ولامخفوضةٌ فتبدو الحياةُ مرفوءةً من أَمامِ الطفولةِ،
...أنا شراعُ الجنوبِ، شراعُ الفقر والبطالة أمخرُ عُبابَ أزقة الناصريةِ ولي جلبابٌ
من التمر والمرق البائتِ، ولهذا أصعدُ فيكِ لأرى أقاصيك البعيدةِ، ثم أهبطكِ
عطشانا وفمُ النهارِ مغلقٌ بالشوكِ والحلفاء
1992


على الفرات

على شفتيكِ
أرى الظلالَ تكاثفتْ
على شفتيكِ
شفتك السفلى على وجه الخصوص!
أقصد لُماها ونورها!!

مقوسان
حاجباك مقوسان ياامرأة عراقية
على مجهول مايلد الكلامُ
وينطلقان
كأحسن ماتكون عليه
رشاقة الصياد

إذا مرتْ حمائمُ صدركِ الريّانُ
في الباصاتِ
أرواحُ المارة
شهقتْ على الرصيفِ
أرواحُ المارة
في ذرى النخلِ الفخاتي
انتشتْ بين عثوق التمر
هدلتْ : ياكوكتي!
...
من الصمت
كيف حررتِ الثلوجَ
بعد دهور من الصمت
لاأقول أذبتِ
ماخطَّ الزمانُ في فقه الوجود

من ذهب يسيل
من نفط بلادي
أنا في الحقيقة مستعد
أن أبدد حصتي من نفط بلادي
لكي أرضي دلالكِ
غنجك وجمالكِ
ماذا جنينا من النفط
سوى الحروب
والمنافي
والمقابر الجماعية!!؟
...
خفقة
أحفظُ عن ظهر قلب
خفقة
من شارع الحبوبي
ربما
أو لعلها...
بقية من قبلة طويلة عريضة
على شواطىء الفرات
آه ..
كم سُرَّتِ الأمواجُ ربي يومَها
لهمسنا الخفيض أصغتْ
تحت عباءة الليل!؟
بعدما مرتْ
على ربلة الساق يدي
وبانتشاء باذخ
خلعتْ جوربك المدرسيّ

فالتة
موجة فالتة تضرعت بين أقدامنا
سكرانة
في جرف الفرات الخالد
مادحة
نزول الشفاه الموفق
نحو الحلمة اليسرى
لماذا الحلمة اليسرى!!؟

في الضفة الأخرى من النهرِ
حيث يشيل الماء وأضلاع المدينة
متحفها السومريَّ
رأيت نهدين لعشتار

وكانت تهتفُ: يحيا العراق!
قلتُ : سيحيا دائما حتما!

هجستُ أرواحا
شبكتْ أرواحنا
في لحظة وجد نادرة
في الناصرية

بين الهمس والضمِّ
مرت الأمواجُ والقرونُ
الأبلام
الآلهة الصغار والكبار
وجوه الناس
التصاوير
والأشباح
قبل أن يدهمنا شرطيّ المحافظ!
- قوما أيها المتمرّدان
هذه المسناة وقف على البعث المناضل!

يدا بيد
أطبق الظلان على بعضهما البعض
ثم إلى سيدهِ!!
أرسلنا بيد الشرطيّ
تحيات إلى سيدهِ!
إلى القوانينَ
إلى كل قوّاد
وبعثي
وظالم
ظلٌ على ظلٍ على قدمينِ
في خطوة واحدة لاتعرف أينَ!!؟
ومن أينَ!!؟

دالتْ دولٌ
مضتْ أزمانٌ في حياة العراقيين
ومضى جوربها مع المنيّ السومريّ
في رحلة الخلقِ

10.6.2004


لوحة مائية
... ولايزن حلما على رابية
ليس عنده ميزان ولاغد
كان يرعى الغيوم
يضحك من تزاوجها
وبيضة الميزان في يدها
7.3.200

قصيدة حب الى الارض

أوقفني خَفْضُ جناحينِ على باب أغلقها النسيان وقال : افتحني،
هذا أول سكري يفتك بي فكيف بسكري الثاني؟!، ذلك أول ألحاني
فإذا أول ألحاني يضمره وترٌ مقطوعٌ في ليل الحانِ ، وفتحتُ الباب
وناديتُ سرابي: ياعطش الساعة أمهلني حتى موج الليل ونوم
الحيوان بقلب الريح، فالملاحون أتوا بالماء وصورته، والصيادون رموا
بشباك الصيد على كاهل نجم لايسطع، ونهار لايطلع، أوهمني
صحوٌ ألبسني خرقة أنك مفقود في ظلّ سنونوة، إن شئتَ نجوتَ
وإن غبتَ فمحجوب في أبد الأنوار، وكان الناس حيارى ماطلعتْ
شمس أو غربتْ في عينين بلاد ، حتى أوشك-من فرط هواني- أن
أصرخ : أظلم كوكبنا في صدر الإنسان، وتفرّق فينا الشمل على
أول منعطف قبل رحيل الغيم، أدناني صوت جرّحَ صمت الأرض :
أُقسمُ أنك موصول ياغسقي بنقائض هذا البحر، فاسمع همس الطير
ولعثمة النسمات، ترنّحتُ طويلا حتى جزّأني صوتٌ شيعاً في ومضة
برق: لاتقرأ مايكتبه حقل رماد في لفتة طير هاجر معصوب العينين،
وأعدْ مالاتمحوه الألوان على حجر ينصتُ: مامرّ جناح إلاّ وتركنا
فيه ظلالاً هائمةً، ورأيتُ بأني آخذ هذي الكرة الأرضية في أحضان
سرابي ، ُأسرّحُ شعر صباها، أكتبها أمحوها أسردها أنساها أذكرها،
بدَّدَني خيط دخان حتى ماعدت أفَرّقُ بين طيوف توجعني فيكِ وحرف
هجاء مكسور في لغتي، يلمع نهر تمشي الأشجار إليه وتعيد عليه
صلاة بحروف فصحى، قالتْ : ألهاني قدحي عن لثم يديكَ، وأنا يخفضني
سرُّ هواك ويرفعني -تحت سماء أخرى- فجر يديك الحاني
2000

تنتظرين وتنتظرين طويلا
تنتظرين وتنتظرين طويلا
على مرفقيكِ الممتلئينِ
بالشحوم والهجران
تتكئين
كأنْ غادرتكِ أمم من العشاق
قوافلهم مرتْ خفافا
على مفرق شعرك
بقي منهم غبار
وسمعتِ من صاح :
ليس ريقكِ عذبا
ولابحر يديكِ زاخرا

تمدين الأعناق أبواقا
ورياح الأشواق المطمورة
تنفخ وتنفخ
على سالفيكِ تحثو تراب!

الحداد ينفخ كذلك
لكم تود روحه
لو أن أسوار عناقاتكِ
أكثر حنواً مما كانت عليه
قبل أن يلموا صور شبابك من القاعة
ويغلقوا الأبواب
ماذا بقي!؟

يذكر الربيع شمسا لنهديك
سقطت وراء السياج!!
تشربين خمرة الحب: صبوحها وغبوقها
ولاتنتشين
وكثيرا مايلمح عطرك إلى ماتقصدين
حقا ماذا تقصدين!؟

إنك تبردين وراء النوافذ
أيتها الرغبات
تهرمين ولاتسلمين
2002
وعد
وَسِّعْ صدركَ قليلا
إصبر عليّ بعض الوقت
يا نهدا صابرا وراء نافذة
يوما ما
عاجلا
سآخذك إلى الغابة
وأعبث وراء الأشجار
بأوراقك الشخصية!
14.5.2001

قصيدة الأمل
لن نضع صورتك
أيها اليأس
في محفظات نقودنا!
ليس عندنا محفظات
ليس عندنا نقود
لكن لدينا ما يكفي من الكلمات!
14.5.2001

طلع الصباح

طلع الصباح
سكتُّ عن الكلام المباح في رغوة الليل
تعاهدتُ والأنجمَ الساهرات
أن أجمعَ أمم الحبِّ
إلى أمم هاجرتْ في الكلام عن الحب
2.2.2004

في دوران الأرض حول حبنا
إلى دورين

تنفلق الحبة
نسمعُ موسيقى قشورها
تندفق الأنهار تحت مخلب الحيوان
نبصر مجراها
من فكرة بسيطة عن الحياة
حتى جملة أليفة تصوغها السماء
في دوران الأرض حول حبنا

قوة الأشياء
إلى محمود البريكان
تتراخى
قوة الأشياء في القوسِِِ
ويختض طويلا
ماؤها المهجور في النسلِ
وفي الطين
ضريح يشحذ الأشياء
والأشياء ترتد إلى الطينِ
1984

بَرِمٌ بزماني مثل لاوتسه!
هذه الحياة المقدسة كيف نفديها!؟
المأخوذة بالجمال المصلوب
المتلألئة
حمالة ألف وجه
كيف نرويها لأحفاد الكواكب!؟
بعدما يصل رمشك إلى اليابسة
ونغرق بالدموع
وتضع الجريمة أرجلها
في الماء البارد وتقول أنا
27.3.2004

أمة عربية واحدة!!
إسمي
طارق بن حربي بن فالح
بن ناصر بن عبد الله بن سومر ..إلخ
من مواليد 1957
من الناصرية
إلى الحروب
من أمة أخرجها الطاغية
إلى الحروب
وجاء بأمة غيرها بالجلابيب!

5.4.2004

مارجع الصدى في الرافدين!؟
كلما دَقَّتْ يدي باب العراق
جاوبَ النفط
أطاحتْ موجة منه تصاوير صبانا
وَتولَّتْ موجة أخرى
حقول القمح
والأطفال
والنخل..
كل شيء
كل شيء
...
...
وتراجعنا قليلا
ثم أصغى دمنا المسفوح في تكريت للأخبار:
- ماالأخبار!؟
- مارجع الصدى في الرافدين!؟
2001

قصائد قصيرة

تحركتِ قليلا
عن ظلالنا يا سماء
تَبعثرْنا!
***
الي كم يا نجومُ
تريننا ونراك!؟
***
كم شاعرا
ممن ألهمتهم
أضاء
أيها القمر!؟
***
ترددتُ كثيراً
قبل أن أصرخ :
أيتها الجبال
أريدُ أن أدحرجَ إليكِ
بذروة كآبتي!
***
ممن اشتراك الطاغية
أيها الوطن
ولمن باعنا؟
***
قضي زوجك في الحرب
يا امرأة
زرري قميصك رجاء
***
لقد استعرتِ
الكثير الكثير من أعمارنا
أيتها الحروب
ولم ترجعيها!
***
كم قصير القامة
أنت أيها الليل
بحيث أننا
نعبر فوق ظلالك
ولا نسكر
***
لنمحو سؤالا كثير الرماد
ونكتب بدلا منه عنواننا :
أجْلسْنا الحروفَ على الضفاف
تصحح أخطاء أمواجنا
***
تركناه وحيدا
الضوء المجروح في قدميه
تركناه وحيدا
تأوه
تلجلج
أغمض عينيه
ولم يترك أثرا
على رؤوس أصابعه
زحف الظلام
رايات سود
غربان تذرق على رتب عسكرية
أرى عالمي وأضحك ملئ فمي!



قصيدة مهداة إلى فتيات أم البروم


بينما
تصطفق السموات بين أضلعه
يهمس في أذن خلاسية :
- عفوا
أنا متزوج من شجرة!
حشف البصرة
لما تقول الخلاسية وداعا
يسّاقط منه حشف البصرة
وكل صيف
مرَّ على الحروب
ولم تنضج وراء الشناشيل فتيات أم البروم
وأي إناث
تشهتهن قصائده الموزونة
على بحر طويل من الحب
2000


نشيد كراج النهضة

أنا
آلاف من الجنود الحيارى
في كراج النهضة ببغداد!؟
***
منهم
من لم يكن معهم
ثمن التذكرة
فباعوا بنادقهم
وكانوا جائعين
فاشتروا بثمنها (سندويشات)!؟
***
من الجنود
منذ فترة طويلة
لم يروا وجه أنثى
فمنّوا النفس بعشر جامعيات!!

هكذا دفعة واحدة!

مع أهلهنَّ في الجنوب
عطلة نهاية الإسبوع يقضينها
مع أهلهنَّ في الجنوب
عشرة حسب
أكان ذلك كثير على الوطن!؟
متغنجات
مهفهفات يأتين
إلى المقاعد المجاورة
تَسبقهن عطورهنَّ المستوردة
يالها أنوثة
طمرتْ روائحها الكتب!؟

لكنْ
هل يسلّينَ أولئك الجنود
عما حاق بالوطن!؟

ياعذاب الحريق !؟
كم طويل هو الطريق!؟
يالَلملل
من وراء زجاج النوافذ!؟
يالانخفاض السماء على الأثر!؟

العيون
ربما تتصافحُ العيون
تمتد الأيدي
إلى الطيور الهاجعة في أعشاشها
لعل الفواخت
تفزُّ قبل نضوج التمر
تصطفق الأجنحة
فيطير بين النخيل رفّ
يَروزُ السواقي
بعينه يروز السواقي اللامعة
السائق الذي اغتصبت ذكورته الحروب
يروز المشهدَ بمرآتِهِ
مافاتَ ماتْ ! ، يقول متحسرا

جامعيات حسب عشر
أليس ذلك أرحم من العرفاء وشخيرهم!؟
كان الجنود يردِّدون في سرّهم
على استحياء متضاحكين!؟

لكن الفتيات
في ذلك اليوم
مُنعنَ من السفر
يوما واحدا بدلا من اليومين
مَنَحَهُنَّ مكتب المخابرات
في الجامعة
يتزيَّنَّ فيه
يتبرَّجنَ
ويخرجنَ للاحتفال
في يوم بيعة (الرئيس)!؟
* * *
من الجنود
من لم يتبينوا بعد
أين يلتقي الرافدان
إلى أين تمتد أجزاء الوطن الغالي؟
مترامي الأطراف
سموات
لاتلمُّه سموات
يُصرُّ معلم الجغرافيا على القول دائما

لكن الجنود
إما من أحضان أمهاتهم
إلى الحروب
أو من الحروب مباشرة
إلى الحروب!؟

لبني آدم
ليس في العراق راحة
لبني آدم
ليس ثمة استرخاء إلا في القبور!

بمقدار بوصة واحدة
كان الجنود إذا رفعوا رؤوسهم
بمقدار بوصة واحدة
فوق مرتفعات الحزن العراقي
لعلع الرصاص
أفرغتْ حمولتها الطائرات

سالمين
إذا عادوا من الحروب سالمين
ذهبوا إليها ثانية بملابس النوم!؟
الهواء نفسه يرجف فوق اعناقهم!
رشقات الرصاص تخطف
وهم منبطحون
صور الأهل السريعة
شفاه العشيقات المنتظرات
الطفولة السعيدة على الدراجات الهوائية
أو على جذوع النخيل
...
...
في المرة الثالثة
هذا إذا حالفهم الحظ
وبقوا سالمين إلى المرة الثالثة!!
عادوا محملين بالشظايا
ستشتري
لشظايا رجلها
إطارا خشبيا
كل واحدة من نساء الجنود
ستذهب إلى السوق
وتشتري لشظايا رجلها
إطارا خشبيا
تعلقها
على صدر البيت تعلقها
لأن رأسه بقي سالما!

في الرابعة
لابد أن يتذكر عزرائيل أولئك الجنود
وهو مايحدث غالبا
حينذاك
بالعلم العراقي يعودون
في الحقيقة
هم ليسوا عدائين
لاجغرافيين ولافلكيين
لكن الحروب
ألهتهم عن دروس الجغرافيا
سؤال: أين يقع مصيف شقلاوة مثلا!؟
- صحيح صحيح
لكن أين هو هذا الشمال!؟
بين العربي وشقيقه الجبل!؟
أم بين الكردي وأهواره البعيدة!!؟
***
من الجنود
بعدما فطمتهم أمهاتهم
لم يذوقوا تمور البصرة :
تِبَرْزَل والشَّيراني
لِيلْوه وأُم البُخُور
عْوَيْدي ودَعْبِلي
بتِّ الصَبَّه وأُم الدِهِن
جِبْجابْ ونكَش المُبْرَد
لم يذوقوها في شهر تموز خاصة
هم لايحبون طبّاخات الرطب
أي عندما تذوب الشمس على القحوف
ليس لأن شهر تموز
لايشبه الراعي تموز
فذاك طويل
وهذا عريض المنكبين
كنسوا من ورائه
أينما خطا في المنافي
كنسوا من ورائه
سعفا محروقا!
كما أنه
ليس لأن عثوق النخيل
تتوحم في هذا الشهر
ثم بعد ذلك
بنظرة الفلاح وابنه الجندي
تضع حملها
بنظرة الفلاح وابنه الجندي
حتى لوكانت إجازته (جمعة وخميس)!؟
ويده المبتورة
في الهجوم الأخير
تعزف لحن من مرّوا
من الأرض الحلال
الى الأرض الحرام

ثم أن النهار
في شهر تموز طويل
وأكبر من العاصمة!
والكهرباء تقطعها الحكومة
عندما تكون الشمس عمودية
وحسرات العراقيين أفقية
...إلى آخره
لكن لاهذا ولاذاك
فلأن شهر تموز
إرتبط اسمه بذكرى مشؤومة
مجئ طاغية!
***
محمولين
على نقالات الخوص
والجرّيد
وكذلك آلام من سبقهم
وصلوا إلى الكراج! جنود جرحى

كما لو نفخ في الصور
هُرع المسافرون
الجنود
الباعة المتجولون
تركوا عرباتهم في الزحام
الأميرات المسافرات لوحدهنَّ
هرعتْ القطط
هرعتْ كل لطيفة مخضتها الحروب
إشرأبّتِ الأعناق
من عيون الخلائق
انبعث دخان

لكثرة ماأزهقتِ الأرواح
وعرّجتْ إلى السماء
إنصبغت بالأحمر
طيور بلادي
طيور قادمة من جهة الجحيم!

في فصولها
تبدل الطبيعة ثيابها
تضع الأشجار أحمر الشفاه
وتمشط أغصانها
ثم بعد فترة
يغطيها الصقيع والنسيان!

بلادي بلافصول
بلادي الفصول جميعها!

جموع غفيرة ناظرة
إلى الأعالي
صعد خيط من الشكوى
ثم نودي على سلّم إطفاء
بلاقدمين
لحقت به العيون
تسلق جندي بلاقدمين
لحقت به العيون

خوذ تكتب
بساطيل تمحو
خوذ وبساطيل تكتب وتمحو
ياللأرواح
كم كنتِ غائرة!؟
حقا عيونا مارأيت
أم أفواها مفغورة!!؟

لبرهة
إجتازت جنازة
بمزاج غير طيب بالمرة
شقَّتْ جيبها
أتّو إلهة النسيج السومرية
شقَّتْ جيبها
حتى قبل أنْ ينطق أحد
من مثل : أتّو أصلحي ثيابنا!!

وخطف نهد
أكله الدود
ياعيني عليه!؟
بباب بيتها
غصبا عن إرادتها الوطنية
خرجتِ امراة
في إحدى ليالي الشتاء
غصبا عن إرادتها الوطنية
وعلقتْ صورة الطاغية
كان الطقس باردا
فمرضت المرأة
أُصيبتْ بالنزلة الشعبية!

كم شتاء بعدها
طوى الخريطة
كم زمهرير!؟
كم ربيع تعثرتْ قدماه
فانكسرتْ أغصانه
وتبعثرتْ سلال ثمارنا!؟

وتلكم الأصياف
أقليلا ماذرفتْ من الدموع
على الجنود العائدين من الغزو!؟
حفاة عراة جائعين
نصف بنادقهم غائص في الرمال
ونصفه الآخرتلاشى وراء غبار الشاحنات

خريف خريفان ثلاثة
كم خريف
إمتقعتْ له الوجوه
قبل هبوبه
حتى أننا ياما سألنا
صفراء هذه الأرض
أم جرداء أم ماذا!؟

وزاهية الألوان بقيت صورته!!
( مطبوعة في أرقى دور النشر الإيطالية!!)

على نياشينه تلمع
حرائق النفط
على نياشينه
وأبواب السجون
مزينة للزائرين الاجانب
أما غربتنا الطويلة
فهي بين حاجبيه أبدا
مبتسما كالعادة
إنني أراه وهو يراني
كم وددتُ لو أعرف
لماذا هو مبتسم كالعادة!؟

على أية حال
فتح الذئب شدقيه
الواسعين كالمحنة
أرغى وأزبد
أزبد وأرغى
ثم دخل المتظاهرون
دخل أولا خلق كثير
في ركضة (طويريج)!؟
ولم يخرج أحد من الباب الثاني
لم يكن هناك باب ثاني!
***
ساهمين
مطرقين
كثير من الجنود كانوا
ساهمين
مطرقين
أولئك كانوا يفكرون
بما يحدث وراء الغيب!

لو كانت ثمة أرض غير هذه
لوضعوا عليها تواقيعهم
وتركوها تتدحرج
أينما تصل تصل!؟
لو كانت هناك سماء ثانية
آه لو كانت ... !؟

في إطراقهم
كان الجنود يهرولون إلى الحدود
في إطراقهم
فتصدهم بالبنادق الإنجليزية
دوريات البدو
ليعودوا
ساهمين
مطرقين
حتى أن نداءات الباعة المتجولين
لم تقطع سلاسل أفكارهم
ولاصياح السواقينَ
من ذوي الأصوات الجهيرة :
ناصرية ناصرية ناصرية
عمارة عمارة عمارة
بصرة بصرة بصرة
دوامات دوامات دوامات
على جنوبهم وشمالهم
من ثبج إلى ثبج يطوفون
من على ظهر موجة
تطيح بآمالهم
نحو أخرى يترجلونَ
من أعطافها
إلى اليابسة

لكن أين الفنارات!؟
أين الملاحون!؟
أين مصابيح الصيادين!؟

مياه زرقاء اللون
مياه الموت زرقاء اللون

كأن الجنود
غرقى بحار بعيدة
الغرقى من العراقيين
قبالة السواحل الاسترالية
بعدما غرقتْ بهم القوارب الإندونوسية!
مابال العراقيين والقوارب الإندونوسية!؟

ساهمين
مطرقين كان الجنود
سفينة ورقية هذا الوطن
جنحتْ
على سواحل دموعهم الطويلة
لم تُنقذ الأحلام منها
فصعدتْ إليها الكوابيس!!

في تلك النهارات النائية
كما لو أن نصف الجنود الأعلى
توقف عن المخاطبات والإشارات
وراح يصغي
فجرجره الطين
الذي سار أمام شعب عنيد
ليفخر وصاياه وأبهته
كأنهم
في إصغائهم
آلهة الإيجيجي
عراقيون
طويلا
طويلا
تأملوا في قوالب الصلصال
شموسهم على ركبهم
لئلا تنكسف
شموسهم على ركبهم
وترشقهم
سهام من العربات البابلية
في انطلاقتها
من باب عشتار إلى الأكوان
خذونا من الأعالي
كانوا يقولون
من رقبة إله مفخور على عَجَلٍ
من أنفاس الثور المجنح
قبل تهريب طابوقه
إلى الدول القريبة والبعيدة
خذونا إلى المطهر
انعشونا قليلا من النار
2002


هل انتهت الحرب!!؟
إلى ناجي رحيم

رجاء
أسدلي الستائر
رجاء
أطفئي مصابيح التنوير
في شرق البصرة!!

وقوف

مفكرا في حبيبته
وقف الضابط وراء الصاروخ
مفكرا في حبيبته
التي وقف وراءها غيره!

وراء المدفع
وقف الجندي وراء المدفع
كان البرق أسرع
فالتقط له صورة تذكارية!
- صورتك
في السماء
لأن قدميك
ارتفعتا عن وجه البسيطة!

ناشرا ذراعيه في الريح
وقف آدم
ناشرا ذراعيه في الريح
يحسب
كم في الدقيقة الواحدة
يخذف السعف فيه!

أمسِّد على شعرك
وقفتُ أمام المرآة
أمسِّد على شعرك
استعدَّ القرن العشرون
بكامل قيافته العسكرية!

وراء نظارتيه السميكتين
وقف المعلم
وراء نظارتيه السميكتين
أمام الموت
في طوابير طويلة
وقف العراقيون أمام الموت
في طوابير طويلة
ولم تتوقف الحروب!

أبعد من مدى الصاروخ
شرَّدتنا البلاد
أبعد من مدى الصاروخ
الذي أمضى سنين طويلة
يعتلف حنطتنا وشعيرنا
ولم يعبر قارة
ولم ننفجر!

نحن عبرناها
لكننا لم ننفجر
مرة ...
من البكاء انفجرنا
وكان مطر أسود في جيوبنا
غيوم رمادية تتصبب عرقا
في صيفنا ذي المدار الفالت
من كثرة الحروب
2001

ساعة الصفر قبل الغروب

زحف الثلج على بطن الليل!

حتى هذه الساعة
ماتزال قدمي
تذرع شوارع الوطن
بينما وجهي في المنفى
يقشر برتقالة
أمام التلفزيون!

سيضربوننا في التلفزيون
وبعد سنوات
يخرجوننا إلى السينما!

نبدأ بطاغية
غالبا مانبدأ بطاغية
وابن شارع
وبائع ثلج
على طاولة الحكومة
زلقت رجل حصانه!

إلى البرلمان
يصحب كاليجولا
حصانه إلى البرلمان
تقولين وأضحك
حتى تفرَّ دمعة
في فراغ سيكتب:
بلادي رسوخ اليقين

بدأت الحرب:
إلى قلب الموظفة
وصلت الرصاصة
إلى قلب الموظفة
وكانت منحنية على إبرة الحياكة
فسقط خاتم زواجها!

ليتبعني
كل جندي سقط غلافه
أنا أوبة كل مندحر
في حروب الطغاة

أقرأ حتى تغيم عيناي
فلا ألمح لسقراط وجها

أرى انفلات الغرائز المتوحشة
سيلا من الإليكترونات
انتهتْ -
قرأتُ بأن الحروب انتهتْ
ولم يبقَ سوى الطباخ والطبال
لكن أسمع من جديد طبولا
ألمح من بعيد
بساطيل
ترتفع عاليا
في فضاء الطفولة!

دعونا من الشرق والغرب
وماتفعله (ناسا) في الطابق الثاني!؟
على قفاها
تعالوا نضرب حاملات الطائرات
على قفاها
ونغرق أطفالها في مياه الخليج!

انكسف الحب
قلبت الشمس شفتها السفلى
انكسف الحب!

والنيونات
ان لم تُضئ بأشعتنا
فبماذا!؟
- بأشعة أطفالنا الذاهبين إلى المدارس
كان المعلم إلها بابليا
انتهى للتو
من تركيب
عجلات تحت غيومنا الخفيضة

على شواطئ الفرات
ياقلبي الحافي
على شواطئ الفرات
كيف لي
أن أكسر جناح طائرة
ستغير على بلادي!؟
- من هواء الزقورة السومرية
- من غرفة إبراهيم

للعشيقة
ماذا سيكتب جندي
على ظهر حاملة الطائرات
- مرة ثانية
قصفنا الجسور
التي دمرها القصف في العام 1991
قسمنا نهار العراقيين إلى نصفين
فكيف يطلونَ على مستقبل أولادهم!؟

أحب صوتكِ في التليفون -
أكثر عندما أوجّه صاروخا
ولاأتمرد!
لماذا أتمرد!؟
رغيفي ساخن
وأصحبكِ كل سبت إلى المرقص!!

منكِ إليكِ أسافر
أعود إليكِ
ياظهرا محملا بالآثام
من إبطيه
أرفع تمثال الحرية من إبطيه
أريه الشعوب المقهورة
أجيئك بخمسة آلاف شمس
تطلعين عليَّ
بثلاثمئة وعشرة قروش!!

لاننام
أنت تسهرين حتى الصباح
ظلام وأضوية
صلاة وأيدز

في شوارع القاهرة
إسطنبول
بوينس آيرس
ينوء الصبيان باعة الصحف
بحمل صواريخك وجرائمك!

أمريكا
إنك تفهمين كل شيء
لأن أسلحتك وصلت إلى الأقاصي
ولاتعرفين أي شيء
لأن جوهر الإنسان
مهمل في مختبراتك
ولاتلقين عليه نظرة

افقتُ صباح اليوم
على حلم
في زجاج مكسور!
ـــــــــــــــــــــــــــ
كتب هذا النص عشية هجوم قوات الاحتلال على العراق
19.3.2003


سقط الطاغية

سقط الطاغية
وصلَّتْ أمي
صلاة الشكر في المنفى
***
من رأس العراق
اهتزت الدنيا
إلى أطرافي السفلى
***
في مكبرة الصوت
للمرة الأولى
منذ رحيل أبي قبل ثلاثينَ
سمعتُ صوته
وكان حيا وقويا:
الله أكبر
***
ليس بعيدا من هناك
في أباريق الشاي
في المطبخ
قرقرَ الماء ممزوجا برائحة الهيل
ثم رنَّ جرس الباب
***
أول المهنئينَ كانت عشبة الخلود
ثم تلاها أنكي وإنانا
وآلهة صغار
لم يتابعوا معنا الأخبار
في الإنترنيت
***
الجبال
لم تُحنِ قاماتها
كعادة العراقيين
فتناثر الثلج بباب الدار
من شتاء فائت
***
بالمكائن الزراعية التي
علاها صدأ الأمم المتحدة
جاءت حقول القمح
***
جاء حمامُ الكاظمية
عطر البنات في الوزيرية
قداح بعقوبة
في شهر نيسان
برتقال كربلاء
تين الشمال
ولهفة الكردي
في النزول إلى أرض السلام
***
الدَّرابينُ
وقد مرتْ بها
خطط خمسية لتطوير البلاد
ولم تشعل بها مصباحا!
***
جاء شبابي
ذو النظرة
مقطوعة الأشجار بالفؤوس
***
المعدانُ
الجواميسُ
البرديُّ
دجاج (الماي) في الأهوار
الأهوار نفسها التي
نتفتْ لحيتها الحروب
ونشَّفها الطغيان
جاءتْ هذه المرة بالسُّواح!
***
جاء موال على مشحوف
بحة النايات
لفافة التبغ
الجباشات
وماصاحبها
من رُقُمٍ طينية
حتى نهايات السطور
***
النواعير
بما قد غرفتْ
من دهلة
ومن مياه عذبة
فوق سريري
***
الصدى
من كل أغنية غنيتها
صاحيا أم سكرانا
على شواطئ الفرات
***
هُرعتْ نخلتنا في البيت
مباشرة
من معصرة الدبس
والقبلُ التي ربيتها
في صحن داري
أخذتْ من كل فردة تمر
حلاوة وسمسما
***
الأمس
الذي لاأعرف أين
يختفي في الليل جاء!
***
وخَفَّ بواب البناية
الذي لايملُّ من السؤال
عن سادّام هوساين!!
***
ووثبات أطفالي
من الدكان
إلى قوس قزح
***
من بعيد
أقبَلَ الشتاء النرويجي
الذي لايستحي من طوله:
تسعة أشهر قارسة البرودة
والأشهر الثلاثة الباقية
لاتصلح للتزلج!
***
ألشواطئ التي أحببتها
في الصيف
وقبَّلتُ عليها الفتيات
النساء اللواتي
لم تكن بي حاجة إليهنَّ
فيما بعد
جئن وسامحنني
وهي التفاتة طيبة منهن
لاشك
في هكذا مناسبات!
***
وزير الهجرة الأعمى
الذي لايسمع
طرقات القلوب
في قوارب المهاجرين!
***
أللحاء جاء بالسهم فقط
أللحاء الذي حفرتُ عليه قلب
كيوبيد
في أول قصة حب فاشلة
في النروج
جاء بالسهم فقط!!
***
الجيران جاؤوا:
أثقلنا عليكم
كل هذي السنوات
عن كل شئ سامحونا
من اختلاف اللغة
إلى طريقة الطبخ
ورائحة الثوم في مدخل البناية!!
إلى الحجابات
التي لم تحبوها
وكم تمنيتم لو لم تروها
لاسيما بعد احداث سبتمبر في امريكا!
التاسع من نيسان 2003

دبابة الاحتلال

افتح جفنيََّ
بعد إغماضة البرحيِّ في البصرة
أهتف ياكربلاءُ : ستزول دبابة الاحتلال ولو آجلا
ولكنها ستزول على أية حال
ولو صدَّقتْ
أن الطريقَ سالكةٌ
والنخيلَ بلاأبٍ
وشوارعنا تشخب الدماء من فمها
ستزول
ولو حدق الجندي من برجها إلى طفولتنا
وهرول أمام سبطانتها
في بساتين بعقوبة
قداحُنا وسمواتُنا
.....ستزول!
10.5.2004

كسموات النرويج في ديسمبر!

لاممر
لاضوء شحيح
كسماوات النرويج في ديسمبر!
وكلما همَّتِ الروحُ
اقصد كلما صعدتُ
فوق ملوية سامراء
أرى العباسيين
يضعون آجرة فوق آجرة
ثم بعد قليل .. وفي غفلة
يأتي البعثيون
ويرفعون آجرة من فوق آجرة!!
أو لأرى العالم تغير :

شطح الرئيسيّ على الثانويّ!
بالمناسبة
في عينيك
أول مارأيت العالم تغير
في عينيك
جفناك محدودبان
على وطن : هل يضيع هباء!؟
رمشاك
مسبلان على هاوية
أشبه ماتكون بالهاوية
بين دول الشمال
ودول الجنوب!!
27.10.2003

أبو غريب

في الردهات
أكوام من اللحم
منثورة هنا وهناك
ثم بستراتها الواقية
تتشممها الكلابُ

واقية من ماذا!؟

عراة
كان العراقيون
مسحولين على البلاط البارد
كما تسحل الخرق
أمام (كاميرا الديجيتال)
أيديهم أوراق توت
نظراتهم
وجيب قلوبهم...إلخ!!

مقبرة جماعية من لحم ودم
تنبض بعد زوال الطواغيت!

من أين جاءت أميركا ياإلهي!؟

بالأصفاد
كتبتُ على جدران سجني :
كان عليّ أن أصبر قليلا
أحبس أنفاس العراق أجمعه
حتى يمرون
بابي موصد
وحيد وبابي موصد
أسمع في الممرات
فحيح الأفاعي بالانكليزية
وبالكويتية الفصحى!

منذ المغول
هذا النهر
أحمر منذ المغول
أكاد لاأصدق التأريخ
إلى أن ..على قرص مضغوط
اصفرَّ وجه العذاب
ثم تداوله الخنازير
بالإيميل
بالمحمول عار وحش الحضارة يُرسَلُ
صور العراقيين إخوتي في سجن أبو غريب
كأن دجلة
لن يمر إلا محملا بأرواح العراقيين
مزهوقة ..
مكدسة على ورق البردي والقصب
ومن جحيم لمطهر
بالمشاحيف سرنا في الظلام العراقي
حلْمُنا دمنا!

يااااه...
أسمع رجولة محطمة تقول:
شعرت بمايشبه عضوا ذكريا قربوه من فمي!
ولما رفعوا الكيس عن رأسي
رأيت وجه صديقي!!
بلاشموع
عارية من الظلال حيطان أبو غريب
في الخارج المحتل
تصعد آلهة
بالنذور تصعد آلهة
إلى سبع طباق
ولاتسقط واحدة من شدة القصف!

ليرانا الله من كوَّة السجن!
دموعنا
لتحمل غيمة سوداء
ثم تمطر في الخلاء فلاينبت زرع
أمام مجنزرة أمريكية
ولانخلة تنحني أمام مدافع الأعداء
عشرة عشرون عاما
قبل أن ياتي الأهل (بالسفرطاس) ومنتهى الآمال
كان السجّان في أبو غريب
يسلب ساعة السجين اليدوية
ليمنحه موتا مريحا!
ماالفرق بين موت وموت!؟
بين سيّاف عراقي
ومجندة مارينز شاذة من فرجينيا!؟
ليرحمنا أرحم الراحمين ياأمريكا
ملاذنا الأخير ممايُعصف بالكون!
هندي أحمر
لم تبق منه
ريشة ملونة في الهواء الطلق
ولا زفرة المخنوق الأخيرة
أين عنوانه لنستدل على قبر أحلامه
هذا هو تأريخ أمريكا!؟

آثار من مروا
على أصابع المارينز
آثار من مروا من المعذبين
على قلبي
آثار هراوة أمريكية الصنع
أشرعي الأبواب ياأمة مسحولة
من شَعْرها
من تأريخها وزيف حياتها
من نفطها
حيث الحرائق ومشعليها صامتين
من يدها القصيرة
فلاتطول شيئا في العذاب المحض
ألا فلتخرجي من المسلخ البشريّ
ياأمة عربية بالعار مجللة
بالعار
في ألفية ثالثة ورابعة وعاشرة

من أين جاءت أمريكا ياإلهي!!؟
بالكلاب تهرُّ
بالمدفعية الثقيلة
بالشذوذ والديمقراطية
التي ماتزال رهن وزارة النفط!
أمنا الطبيعة : هل تسمعين ندائي!؟
ياطبيعتنا البشرية : أكاد لاأتوازن أمام صلف الذئاب!؟
صَرصَر
لتأت الآن ريحٌ صَرصَر
من لحمنا
تقتلع الجنود الأمريكيين من لحمنا
أرضنا وسمواتنا
من ذكرياتنا عن الغزو ...إلخ
كتاب الاحتلال
كان عليَّ أن أصفعَ كتّاب الاحتلال
الذين أمسوا أمريكيين
أكثر من الأمريكيين أنفسهم!
حملة الأناجيل الجديدة
مروجي الأكاذيب عن حرية في المنام
الشعراءَ الخصيانَ الغنوصيينَ
والمقابرُ الجماعيةُ
ماوسعتْ أرض العراق
عن ماذا تكتبون بعد اليوم
فوق تلال اللحم العراقي!!؟
15.5.2004

أخطط للعودة إلى وطني!

من وراء وسادة
غالبا
ماأزور وطني من وراء وسادة!
فأسمع قرقعة السياط
صاعدة نازلة
نازلة صاعدة
تجلد ضفاف الرافدين
وكما في دور السينما العراقية
تظلم الدنيا
وأصرخ عاليا: أريد أن أعود من وطني سالما!



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لالذبح شعبي والاستقواء بالأجنبي
- رامبو العراق الجديد
- مكيفات جيش المهدي!!
- بروستات هيئة علماء البعثيين!!
- فرهود ياعراق
- نداء لتأسيس الجمعية السومرية في الناصرية
- عجبي!!
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- عراقنا الجديد وكتبة الارتزاق العربي!!؟
- مسلخ الفلوجه الطائفي
- كلمات
- على الفرات
- نص شعري
- ابو غريب
- إزاحة الجلبي أولى ثمار مشروع الإبراهيمي!!
- رأي في مشروع الابراهيمي
- وعادت أدوات البعث البغيضة!!
- ملاحظات في وضع العراق الراهن
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!


المزيد.....




- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - شراع الجنوب