أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الديمقراطيةُ والناس














المزيد.....

الديمقراطيةُ والناس


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكلت الديمقراطيةُ الغربية عبر الشوارع، لكن كانت الهبات الشعبية ذات جذور حداثية طويلة، وبحثت عن مؤسسات انتخابية وهياكل سياسية عبر مخاض طويل.
غالباً ما تأتي التحركات الشعبية عفوية ولكن التحركات التاريخية تستند على تحالفات اجتماعية وسياسية وثقافة فكرية عميقة.
ومع بروز الطبقتين المنتجتين البرجوازية والعمالية إلا أن المجتمع الرأسمالي لم يتبلور. وكان حزبُ اليعاقبة الثوري في فرنسا الجامح تعبيراً عن نفوذ البرجوازية الصغيرة الكبير في البنية الاجتماعية المتخلفة حتى ذلك الحين، والتي اتجهت للمغامرات السياسية، ولكن كان من نتائجها حدوث الاصلاح الزراعي وتوزيع الأرض وزوال مَلكية رجال الدين في الريف، وبالتالي نمو العلاقات الرأسمالية فيه وحدوث فوائض نقدية انهمرت على المدن وتوسعت الصناعة وتبدلت المستويات الزراعية المحدودة المسيطرة على المجتمع وبدأت البرجوازية في الهيمنة على السلطة مع إبعاد العمال، وهو أمر تغير بعد قرن من الصراع بينهما ليظهر مجتمع تداول السلطة.
كرر البلاشفة عمل اليعاقبة بشكل أوسع وأخطر ولهذا ظلت العديد من المجتمعات الشرقية بين الحياة التقليدية والحديثة، ومن البرجوازية الصغيرة الحاكمة ظهر التطور والتفسخ والشمولية والوقوف في مفترق الطرق التاريخية ونمو الدول القومية الشمولية العسكرية الخطيرة.
وقد مشت المجتمعات العربية ذات التجارب القومية في نفس المسار الروسي بشكل أكثر تخلفاً، ولهذا جاءت تجاربُ الأحزاب المعبرة عن البرجوازية الصغيرة في بُنى متأزمة متخلفة لم تحسم أمرها في تسريع العلاقات الرأسمالية الصناعية والتقنية الواسعة خاصة في الأرياف والحريات في حياة العائلة والوعي والفكر، بل ووسعت الهياكل البيروقراطية النازفة للفوائض الاقتصادية.
اليعاقبة العرب والمسلمون لم يقوموا بتغييرات جذرية في الأرياف ولم يجلبوا الفوائض الاقتصادية للهياكل الحِرفية وللصناعات البدائية وكرسوا نسخة من شمولية متشابهة غير قادرة على تحرير الطبقتين المنتجتين للتوسع الصناعي، ولهذا فإن القوميين والبعثيين والشيوعيين والإخوان هم فِرقٌ تكرر نفس الموديل، حيث يجري تصور القفزات التاريخية الموهومة وتعجيل الانتاج من دون ديمقراطية، ولكن يستمر البقاء في منظومة العصور الوسطى وفقر الأرياف وعبودية النساء والظلامية المهيمنة على تعليم الأطفال وتحجر الهياكل الثقافية السياسية في الأحزاب والدوائر الحكومية وتخلف الأدب والفن.
لهذا فإن حراك الشوارع يغدو فوضوياً بلا أفق تاريخي، وبلا تعاون الطبقات المنتجة: الرأسمالية والعمالية والمثقفين، وبين موديل إخواني يريد العودة للوراء وتكرار نموذج الدولة الشمولية بشكل ديني ورافض كذلك لتحرير الأرض الزراعية من الإقطاع، والنساء من الأسر المنزلي، وبتشكيل رأسماليات طفيلية تضخ الفوائض النقدية للمؤسسات المالية والاقتصادية الغربية، وبتحجر على العقول من التنوع والفكر الحر، وهو قالبٌ أسوأ بكثير من الدول الشمولية السابقة المتجهة بعض التوجه الوطني للانتاج.
وقد غدت البرجوازية الصغيرة الإخوانية هنا أكثر تخلفاً بسبب حياة التسلق الطويلة بين الدوائر الحكومية وعلى موائد الأنظمة الغربية والشرقية الاستغلالية، ورفضها المستمر للتحديث ونقد الماضي الشمولي للعرب وتجميد حياة العمال والمنتجين.
هنا نرى برجوازية تريد القفز والتسلق وعدم التعب عبر التصنيع والبناء الاقتصادي الشاق وتريد عمالة طائعة متخلفة مكتفية بقشور الدين تنساق بسهولة للعنف المطروح عليها.
إن عدم القراءة العميقة الدؤوبة للتراث وفهم سببيات التطور والنهضة يتداخل وعدم البناء الجدي في الحياة الاقتصادية وتكوين الرساميل القوية الضاربة في الأسس الوطنية، وفي تحويل العلاقات الاجتماعية المتخلفة، والاكتفاء برساميل السرعة وخطف الأرباح والهروب بها للمحافظ النقدية الأجنبية واستغلال دخول النفط السهلة وتحويلها لفنادق ومجمعات غربية، وخلق الثورات الفقاعية التي لا تنبت في الأرض نبتاً وطنياً تعاونياً، وتخلق القلاقل والأزمات بدلاً من حلها وتؤزم العلاقات بين الدول الشقيقة وتجر المنطقة للحروب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟
- غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (7)
- رأسا الحداثةِ المنفصمان
- الثورةُ السوريةُ وحربٌ إقليمية
- لماذا يكرهون قرناءهم؟
- اختلافاتُ تطورات الشعوب
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الديمقراطيةُ والناس