أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - أمريكا والتنكرُ للعلمانية














المزيد.....

أمريكا والتنكرُ للعلمانية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 19:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كان أغلبُ المهاجرين لأمريكا من أوروبا من أصحاب السوابق المنفيين والمبعدين ومن الجماعات الدينية المتعصبة، وهذا ما خلق بيئة لليمين المتطرف والعصابات في التاريخ الأمريكي السياسي.
وقد أدى تطور هذه الجماعات في قارة واسعة مليئة بالثروات الى القضاء على سكانها الأصليين حيث لا وجود لعلاقات إنسانية ممكنة خلاقة وبعيدة الرؤية.
كما جعل ذلك الولايات المتحدة أسرع الدول الرأسمالية تطوراً مع عدم وجود مستعمرات لها كما كان لدى الدول الرأسمالية الأوربية، كذلك أدت ضخامة القارة الأمريكية وقلة السكان إلى نشوء عبودية استنزافية واسعة للقارة الافريقية وتكريس تقاليد العنف والإجرام ومقاومة الإضرابات بالقوة.
صعود أمريكا لقيادة عالم الاستعمار بدلاً من الدول الرأسمالية القديمة وغياب أحزاب اليسار والديمقراطية الجماهيرية كما في بعض الدول الأوروبية، وفرض أشكال استعمارية شمولية عنيفة في الهيمنة على أمريكا الجنوبية، كل هذا أدى إلى قيادة أمريكا للصراع ضد الماركسية وقوى التحرر العالمية والحداثة العلمانية.
وتجلى ذلك في التصدي للاتحاد السوفيتي الذي كان مشروع الحلم الإيديولوجي لقوى اليسار للتخلص من الرأسمالية والاستغلال، وقامت أمريكا بتكريس موارد كبيرة للتخلص من هذا الحلم عبر سباق التسلح وإنهاك الاتحاد السوفيتي، وحصار حركات التحرر والأنظمة المستقلة.
وتجلى ذلك في أقسى صوره في الحرب الرهيبة ضد فيتنام التي انتهت مع ذلك بهزيمة أمريكا.
لم يفهم اليسارُ عمليات التحول العالمية واستطاعت أمريكا أن تقرأ محدوديته وتغرقه في الأزمات وتقود المعارك لاستئصاله.
هذا ما جعل الداخل الأمريكي في قبضات القوى الرأسمالية الكبرى المتشددة ذات الميراث الإجرامي، وهي ذاتها المروجة للمحافظة الدينية المُحاصِرة للبؤر التقدمية والديمقراطية المحدودة والمتصاعدة رغم ذلك، وخاصة لدى القوى العمالية السوداء والبيضاء الواسعة الحضور اجتماعياً والمغيّبة سياسياً والمبعدة عن مقاربة الأجهزة الرسمية والحكم عامة.
لقد أدى هذا التاريخ الدموي والعنفي تجاه الطبقات الشعبية على المستوى المحلي والعالمي إلى بقاء النزعات الخرافية والدينية حتى في المناهج المدرسية وإلى حصار النقابات والأحزاب الشعبية، وغياب العلمانية عن السياسة الخارجية للحكومات الأمريكية.
كان العنف والإجرام والبرجماتية والانتهازية والمصلحية عناوين السياسات الخارجية الأمريكية المحاربة للتطور المستقل لشعوب العالم الثالث خاصة، فقد كان التوسع الصناعي الأمريكي المستمر عبر العقود المختلفة يفترض أسواقاً مفتوحة وغياباً لمشروعات الملكيات العامة والمحاولات الاشتراكية والاستقلالية لاقتصاديات العالم الثالث، ويفترض بقاءً استهلاكياً متخلفاً وأوضاعاً محافظة، فكان تكريس حكومات القمع والاستبداد والتخلف سياسة أمريكية حقيقية باطنية.
ولكن كانت الأوضاع في العالم الثالث تتجه إلى النقيض من ذلك، إلى الحداثة والعلمانية والديمقراطية والتصنيع، أي إلى التخلص من ميراث التخلف والجمود والعزلة والسحر، وهذا ما أدى ويؤدي إلى الاصطدام الحتمي بين الجانبين.
نجد ثمة بصيصاً من العلمانية في السياسة الأمريكية، وهو ميراث يتم التخلي عنه ويعبر المحافظون الجدد القريبون من شركات السلاح والنفط والصناعة الكبرى عن التقارب مع النزعات الدينية الرجعية، مشكلين وجهاً للخوف الرأسمالي الكبير من فقدان الأسواق وتصاعد الأزمات الاقتصادية وهزيمة الرأسمالية في نهاية المطاف ومحاربة الثورات الاقتصادية والسياسية والتقنية والعلمية في العالم الثالث.
أدت هذه السياسات الأمريكية على مدى عقود إلى بقاء دول محافظة شرقية بإرثها المتخلف المحفوف بالمخاطر، واستمرار أشكال إنتاجها غير التصنيعية وغير المتطورة مع تناميها السكاني، وقيامها بتصدير المواد الأولية لأمريكا والغرب عامة، وكل هذا أدى إلى بقاء أشكال وعيها المختلفة وتصاعد مشكلاتها وقواها السكانية العنيفة مما أدى الى أن تغدو مجتمعات متفجرة وحواضن للإرهاب.
وتبدو المفارقة واضحة وحادة في الأوضاع الراهنة من تأييد السياسة الأمريكية للإخوان ومعاداة القوى الليبرالية والحديثة في مصر مما يشكل مفارقة بعد سنوات من مظاهر تأييد (الديمقراطية) و(الرأسمالية الوطنية).



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟
- غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (7)
- رأسا الحداثةِ المنفصمان
- الثورةُ السوريةُ وحربٌ إقليمية
- لماذا يكرهون قرناءهم؟
- اختلافاتُ تطورات الشعوب
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)


المزيد.....




- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - أمريكا والتنكرُ للعلمانية