قائمة طعام المطعم الاجنبي

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 14:02
المحور: كتابات ساخرة
    

قائمة طعام المطعم الاجنبي
دخلت مطعم اجنبي مع زوجتي و لم اكن اعلم ماذا كان في انتظاري. جاء النادل و رمى قائمة الطعام على المائدة و قال بصوت عدائي خشن: تفضل املأ معدتك. ليس من عادتي ان اترك الاماكن غاضبا بسرعة و اقترحت زوجتي ان نلقي على الاقل نظرة على القائمة:

المقبلات:
خليط من بعض الاشياء 5 يوروات
فطر (قدم الرياضي) بلاش

الطبق الرئيسي
صدر مشوي من دجاجة من الحقل تذبح امام عيونك بالسكين 20 يورو
طبق لحم بقرة ذبحت امس بالسكين 25 يورو / بالصدمة الكهربائية 30 يورو (الفيدو حسب الطلب)
سرطان البحر يموت بالماء المغلي امامك عيونك30 يورو
سمكة ماتت امس و الان بالبرادة 10 يوروات

الحلويات و الفاكهة
فواكه من اسبانيا زرعت بالاسمدة الكيمياوية و نقلت بشاحنات كبيرة 5 يوروات
حلويات مصنوعة بايدي الفقراء من بنغلاديش 3 يوروات

حالما انتهيت من قراءة القائمة نهضت لاغادر و لكن زوجتي اصرت ان تبقى و هي تقول لربما هذه المواد الغذائية طازجة اكثر من غيرها. هل تعرف عندما تأكل لحم كيف ذبح الحيوان؟ لربما هذه القائمة ترجمت ترجمة ركيكة لعدم اتقانهم اللغة الالمانية. وافقت ان ابقى بشرط ان لا اطلب شيء لنفسي. طلبت زوجتي صدر الدجاج و بدأت انا بتدخين الغليون من يأسي. لا اعلم كيف ذبحت الدجاجة المسكينة لاني طلبت من النادل ان لا تذبح امام اعيننا.

ثم بدأت زوجتي هجومها المعتاد عليّ: لماذا تريدها مغلفة بعبارات متملقة و انت الذي تحتج يوميا و تقول هذه ليست الا عملية تجميل وتلطيف و تسميل euphemism لا تنفع احد. http://en.wikipedia.org/wiki/Euphemism
لربما النادل لم يكن فظا بل هذه هي ثقافته و صوته الخشن لا يعني انه عدائي. هل نسيت وانت تضحك على عبارات: استشهد البطل و انتقل الى رحمة ربه و لقاء ربه و الى الجنة؟ عندما جاء الطبق تعجبت من منظره اللذيذ و طريقة الشوي و جازفت ان اجرب بتشجيع من زوجتي. دعني اقول: لم آكل صدر لذيذ مثل صدر هذه الدجاجة الطازجة قبلها.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل