جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 15:20
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تأملات في التوبة و الندامة Repentance
طبعا ليس هناك مانع من ان الانسان يندم و يتوب اذا اعترف بمحض ارادته بخطئه و يعلن عن ضعفه و لكن التوبة و الندامة تتعدى الناحية النفسية لتتحول الى وسيلة و اداة بيد الدين و السياسة اذا اراد الانسان المسكين البقاء على قيد الحياة لان الموت يقضي على جميع فرص التوبة و الندامة. في التوبة اشارة الى المستقبل اي الى الامام و في الندامة اشارة الى الماضي الى الخلف وشعور عميق بالذنب و لربما و لهذا السبب كانت التوبة هي الاساس في الثقافة الارامية المسيحية.
نعم يستعمل القرآن سلاح التوبة و الندامة بمختلف مفردات الرجوع الى الله (اوّاب في سورة ق 33/32 و منيب في سورة الروم 31 و نادم في سورة الحجرات 6). اذن التوبة هي الرجوع الى الله و الى ربك المتاب لذا (الندم توبة) اي هناك كفاءة من الله كنوع من الاغراء (لاحظ العلاقة بين التوب و الثوب) و هناك الكثير من المصطلحات من هذا القبيل (استغفر الله) و (الله تواب) و (تاب الهن عليه) الخ ... الله في السور المدنية هو التواب و يقال ان التوبة صياغة للاشارة الى مرة واحدة مثل ضربة من ضربNomen Unitatis
يقول Arthur Jeffery في الكلمات الدخيلة في القرآن ان المصادرالعربية تقول ان (التواب) من (تاب) و نحن نعرف ان (تاب) هو مصطلح ديني استعير من الارامية المسيحية (و التوبة احد اركان المسيحية استعيرت من قبل القرآن) و لكن التواب ليس اشتقاق عربي من (تاب) الارامي بل استعارة جديدة من الارامية.
دخلت الاكدية tairu الارامية و المندائية و لربما اللغات الايرانية لان هناك تشابه كبير بين الايرانية (توره) بمعنى (التوبة) و الاكدية (tairu) قارن الكردية (توره) بمعنى التوبة في حين تستعمل الفارسية العربية (ندامت) و لربما الكلمة عبرية الاصل و هناك تقارب مع التوراة و لكن التوراة من جذرר-;---;--ה-;---;-- و يعني الارشاد و التعليم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟