حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 23:13
المحور:
كتابات ساخرة
حَدَّثَني عِكرمة بن الجَهالة ، قال : أنه رأى في المنام حلماً أسود ، قال : يا أيها الملأ ، أفتوني في رؤياي هذه ، عسى أن يكون في فتواكم السُؤدد . إني رأيت قطعان الكلاب جائعة ، تُدحرج برميلاً للزبالة ، و البرميل موصَد . و رأيت "صَلالة" راكباً أدهمه ، و سيفه مُجرَّد . قال : يا كلاب ألحسي البرميل ، تُرزقين منه بعظم عظيم أجود . إنه عظمٌ حلو البلالة ، لذيذ الزلالة . سال لعاب الكلاب ، فلحست البرميل ، فانبعث منه جنّي أمرد ، تنزُّ من أعطافه النذالة . صرخ الجنّي صرخة واحدة الإنتفاش ، فسجدت له الكلاب سجدة الكلالة . قال : يا معشر الكلاب ، إني مفضّل إياكم على كل الدواب ، و لقد بُعثت إليكم من البرميل لأكف عنكم بلوى الإنفلاش ، و أهديكم إلى سواء السبيل ، فتفوزون فوزاً عظيماً ، و غدكم يَتبَغدد . إني أرى عقولكم منحرفة ، و لفعل الشر منجرفة . فهل تريدون أن أبعد عنكم الشر الوبيل ، أم أرميكم بحجارة السجيل ، فيصيبكم الطيشطاش ، و تفطسون بالإنعلاش ؟
قالوا : سبحانك يا عظيم الرفسة كالفرقد ، مُرنا نُطيعك ، فإنّا معشر نخاف الرفسة و الشد .
قال : إنّى أرى عقولاً قد تنجَّست ، و حان أوان تطهيرها بالطرَّماش . دونكم برميلي هذا ، فأنه للفيشفاش المقدس مرقد . أفرغوا عقولكم فيه ، و اتركوها من رجسها تتشطّف ؛ فتتجدَّد كلما مرّ الزمان ، و بالدوّامات تَزدَد ؛ حتى يوم يُبعث الدِرباش ، فأعيدها مضاعفة إليكم ، و تُجزَون بتحليل الدَفس و الدَد .
فأطاعوه جميعأ ، إلا جرواً ضئيل الجسد ، ليثي الكفشة و القد .
قال : أنت ، نشم هلاى نشميل ، ما منعك من نزع عقلك ، فيتطهر من رجسه الوبيل ؟
قال : إني رأيت العقل أطهر خبير ، و لست أقبل بقعر البرميل عنه بديل .
قال : تالله إنك معدن الفتن و الشقاق ، و موضع الغي و النفاق ؛ يا معشر الكلاب : أني قد أهدرت دم هذا الجرو هدراً إنكفاشياً ، و حلّلت لكم شحمه و لحمه و عظامه ، فافروه فرياً إنفلاشياً .
هجمت الكلاب على الجرو ، فما أبقت منه عجرد .
قال علام الغيوب : أسمع يا ابن الجهالة ، أنت في معشر من الدواب بالقتل مغرمة ، بعد أن أودعوا عقولهم في الزبالة و التحشيش بالتمشيش و التلطيش ، فانفذ بريشك و اهرب ، قبل أن تنوشك المثرمة و التشييش .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟