أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علوان حسين - طرزان و ذريته














المزيد.....

طرزان و ذريته


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 16:37
المحور: كتابات ساخرة
    


قُلْ : أُذْكُرْ نعمةَ الشيطانِ على عَبْدَيهِ و ذرّيتِهما من وِلْدِ طرزان العَصِيّا ؛ إذْ نادى أبوهما من خيمته شيخ الشياطين نِداءً خفيّا . قال : " يا شيخيَ ، إنّي قد وَهَنَ العظمُ مني ، و أنا منبوذٌ في البلقعِ أضْلعُ حافياً محفيّا ؛ و لم أكُ عبداً لسواكَ يوماً ، و لا شُغْلَ و لا مَشْغَلةَ لي غير الغدر في مَنْ أراد لغيرك الرُّقيّا . و ما عصيتُ أمراً لكَ قَطْ ، و لقد أنزلتُ الدمارَ على من لم يكُ مثلنا شقيّا . يا شيخيَ ، لقد نُفيت و مسّني أبْلغُ الضُرُّ ، و لا طعام عندي يسد الرمق ، و ما بقي من عظام أسلابي شَيّا . و هذه امرأتي عاقرٌ ، فهب لي من لدنك غلامين حتّى لا أموت نسياً منسيّا ، و هَبْ لي حُكْماً ، و هَبْ لي بعض الخَرْجيّا ؛ و أبعث لي من لدنك بعيراً قويّا ؛ يخرجنا أنا و امرأتي من نقرة الصحراء هذي سنيّاً سويّا ؛ إني عهدتك بعطائك لعبادك سخيّا ". قال : " كذلك قالَ شيخُكِ ، و ذلك عليَّ هيِّنٌ ، فلقد رفَعْتُكَ من أسفل السافلين يوم كنتَ صبيّا . أخْرُجْ ، فَقُلْ : " قد جاءني غيثُ شيخَ الشياطين سريعاً هنيّاً مريّا " ، ثم سَبّحْ لي بكرةً و عشيّا " . فخرجَ طرزانُ من خَيْمَتهِ جثيّا ، و انتبذ مع امرأته يكرز لشيطانه مكاناً جنوبيّا . فجاءه النازل بأمر شيخه : بعيراً يطيرُ بأجنحة تطوي أرجاء الفضا طيّا . قال : " يا طرزان إركب و زوجك البعيرَ ، إني حكّمتُ فيكما أمراً مقضيّا ". فركِبا البعيرَ ، و طار بهما بعيداً ، حتى نزلا جبلاً عاصماً شماليّا . قال شيخ الشياطين : "يا أم الغلامين ، خذي ذيلَ البعيرِ بقوة ". ففعلتْ ، فآتاها شيخ الشياطين ضبعين تَمَثّلا للناس بشراً سويّا . قالت : " أنّى يولد لي غلامان ، و لم ألهم سوى الخرنوب ، و ما كان جوفي مليّا طريّا ؟" قال : " كذلك قال ملك الشياطين ، و لقد كان وَعْدُنا مأتيّا . دونَكِ الغلامان ، فسمِّهما خِرْيان و زِرْبان ، فإنني لم أرْضَ لي غيرهما سميّا . و لأجعلنهما آية لنا في الأرض ، و نقمة منّا تشوي الناس بالإنتخاب شيّا " . فآتاهما الحُكْمَ جاهلين متكبِّرين , و ألبَسَ صَدْرَيهِما على الخير داءً دويّا ؛ ثم بوَّأَهما الشيطانُ مكاناً مكيناً عَليّا ، ثم اجتباهُما و ذرِّيتِهِما معاشاً شَنِيّاً دنيّا ، فملّكهم بلداً صفيّا غنيّا ؛ و شعباً هصوراً جسوراً جَفيّاً ؛ جعله الظالمون بالمظاهر شَقيّاً رَضيّا . فطفقَ ولْدُ طرزان يخدمون كل طامع خبيث ، شرقياً كان أم غربيّا , و يدمرون الجبال و الشجر و البشر تدميراً دَهِيّا ؛ و يطوون بطون القبور بهم طيّا ؛ و مكثوا سنين يبغون على رعيتهم بَغْياً عتيّا ، و يأكلون السُحْتَ الحرامَ فِريّا جَليّا . فما نَزَلَتْ بهم نِقمةٌ ، و لا سَمِعَ ربّكَ فيهم دعوةَ من كان في المظلومين تقيّا ، و ما كان ذلك بربك حَرِيّا.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على د. مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة ...
- رد على د . مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة
- شيخ المتقين و الخنازير
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 3-3
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 2-3
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 1-3
- كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 12
- كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 11
- كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 10
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 9
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 8
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 7
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 6
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 5
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 4
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 3
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 2
- كنوت هامسون / رواية : نساء المضخة / 1
- السيد و العمامة
- يوم اختطاف دولة رئيس الوزراء


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علوان حسين - طرزان و ذريته