أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - معالي الوزير السيادي الخطير















المزيد.....

معالي الوزير السيادي الخطير


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، الشاب : "عيع" ، المواطن في بلد "العوع " العجيب الشكل و الطعم و النوع . جَمَعَ عيع كل ما تبقى لديه من الخرجيّة ، و ترك بيت الطين ، و أرضه الزراعية ، بعد أن غرق بالديون التي تراكمت على هامته طوال عشر سنين بسبب خسارته في الموسم الزراعي الواحد تلو الآخر نتيجة إغراق الأسواق المحلية بالمحاصيل الزراعية و الخُضَر الزهيدة الأسعار جداً لكونها مستوردة مدعومة بالدولار من طرف حكومات البلدان الأجنبية المصدِّرة لها .
قصد "عيع" القرية الكبيرة "دبداب" ، يبحث فيها عن أسباب رزق جديد حلال . أمضى أول شهر له في المسطر ، دون أن يهدي الله أي رب عمل على تشغيله عنده ، بسبب لهجته الريفية التي جعلت قطيع البطبط يسمّونه بـ "الشروگي" . تصوَّر عيع أولاً أن المقصود بالشروگي هو ذلك الرجل الذي تنبعث منه الروائح العطنة لعدم إستحمامه كل يوم ؛ فأخذ يستحم بالصابون يوميّاً في مياه نهر دجلة . و لكن رجال و نساء قطيع البطبط واصلوا تسميته بالشروگي حتى بعد إستحمامه بالصابون "البلادي" وسط الشط .
سأل "عيع" أحد زملائه العمال العاطلين مثله عن معنى لقب "الشروگي" ، و عن نوع الصابون الذي ينبغي له أن يستعمله لكي يصبح "لا شروگياً" ، فأجابه زميله بأنه متحيِّر مثله ، لكونه لا يعرف المعنى الصحيح لهذا اللقب الذي يطلقونه عليه أيضاً ؛ حيث سبق له و أن إعتقد بأنه يُطلق على الشخص الذي لديه شارب ، فحلق شاربه بالموسى كلياً ، و لكنه فشل في أن يصبح لا شروگياً . ثم نصحه زميله بالذهاب للجامعة ؛ هناك ، حيث يوجد فطاحل العلماء ، للتثبِّت من معنى ذلك اللقب المحيِّر منهم . سأل عيع عن مكان الجامعة ، فأرشده أحد السابلة إلى أقصر الطرق للوصول مشياً للجامعة المعروفة بإسم "جامعة الحضانة" . و عندما بلغ بوابة جامعة الحضانة ، تعجّب "عيع" لرؤية الشابّات من كل نوع وهن يتكلمن - متضاحكات حيناً ، و معبّسات أحياناً أكثر ، و متمايلات دوماً - مع الشبّان من نوع واحد فقط . كانت بعض الشابّات المتثنيات منقّبات بالأكفان السوداء ؛ و غيرهن ملكَّچات بالخِوَذ ؛ مع أخريات محنّطات الفكوك كالمومياوات ؛ و أقلهن فارعات طبيعياً .
في غمرة إنبهاره بالمشهد الماثل أمامه ، نسي "عيع" السؤال عن ماهية : "الشروگي" , بل سأل فرّاش جامعة الحضانة – الذي كان متعباً من المشاوير المتعددة التي يكلفنه بها الطالبات المحنطات في جامعة الحضانة و المقبولات قبولاً "خاصاً" لكون أحد أفراد أقاربهن هو "صماخ من الصماخات" – عن ماهيّة ذلك المكان ، و الشباب الذين فيه ، فأجابه الفرّاش بالقول هازلاً :
- شوف خويا ؛ هنا هوّا المكان إللي يجيبون الناس مطاياهم و ثيرانهم إلنا . إحنا نستلمهم منهم ، و نسوّيهم أوادم هنا ، و نمنحهم أرقى الشهادات المزوَّرة زيارة أصلية . و أول ما نسلّمهم شهايدهم ، يعيفونا و يروحون ، و يسوّون نفسهم بعد ما يعرفونا أبداً ، و لا يستعبرونا بفلسين . و منّا يروحون يتراگضون تريگض للبازار السياسي ، و يگلگون زين خصاوي رؤساء الكتل السياسية هناك ، فيرشّحهم هؤلاء في الإنتخابات الدَمِّقراطية ، و يحصل الواحد منهم على صوت واحد فقط ؛ أو صوتين و نصف الصوت بالتزوير . بعدين ، يجتمعون رؤساء الكتل ، و يتقاسمون غنائم الدَمَّقراطية فيما بينهم بالعدل و الميزان ، فيصعدون أصحاب شهادات جامعة حضانتنا هذه على كرسي الرئيس أو الوزير أو النائب ، و ينهمكون بكل جدّ و إخلاص بالإشتغال على باب الله ، و گشِّ المليارات گش . و يگومون يشترون القصور ، و يركبون الحور على كُشنات كل نوع من أنواع الحنطور ، و نبش القبور ، و زَلْط الطيور ، و تقليب الجحور ، و توزيع عبوات "السيفور" علينا - أنت و آنا من ولد الخايبة . و بعدين ، يسددون بالتقسيط مستحقات أولياء الأمور ، و يصبحون من المشاهير المعتبرين اللي يومياً يطلعون بالفضائيات حتى يلقنون المشاهدين مباديء فلفسة : دار ، دور .
- عمّي : يبيّن عليك إنت كلش عندك معلوميّة بالشِعِر !
- إي : آنا شاعر شعبي عِتيج !
- منتاز ! العباس عليك ، عمّي : يعني ، إذا جبيتلك لهنا – مچرَّم السامعين – فَرِد مْطَي ؛ تگدر تسوويلياه آدمي و وزير ، و يگومن يگشنلي الفلوس بالمريارلات يوميّاً گش ؟
- إي ، إبن العم ؛ إنت كل شي تريده ، إحنا هنا نسوِّيلكيّاه للمطي .
- لع ، آني ما أريدن كل شي ! آنا أريدنَّك بَس تسويليّاه وزير ! وزير ، و بَس !
- مو تدلل ! إنت بَس جيبه للمطي هنا ، و خلّي الباقي على الله ، و علينا !
- دير بالك ، عمّي ، مو تسوولياه شروگي ! تدري آني طاگه رويحتي من ذولا الشراگوه !
- أخي ، شنو إنت أثول ؟ أشو دا أگلك وزير ، تگلي شروگي . عرب وين ، طنبوره وين ؟
- العفو عمّي ، العفو . و الله اليوم إلا أجيبنلك أحسن مطي بالسوگ ! بس ، عمّي ، فدوا أروحن لهذا الشارب الحليو ، أريدنّك تدير بالك عليه هواي ، كلش ، كلش ! ترا أخيَّك مضرور ، و الناس حاسدينه ، و هوّا غرگان للچمري بالديون !
- أنت تامر ! جيبه للمطي ، و إنشاء الله يصير خير ، و على بركات الله !
خلال ساعة ، كان "عيع" قد إشترى بكل ما تبقى لديه من الصرماية حماراً حساويّاً من زريبة حَمَد خنّوس . ركبه ، و طار به لجامعة الحضانة . وقف عند البوابة ، و ترجّل عن دابته ، و ساقها من لجامها نحو الفرّاش - الذي قام له بابتسامة عريضة ، و أمسك بلجام الحمار الأشهب - و هو يقول :
- السلام عليكم .
- وَيْ عليكم السلام ، و رحمة الله و بركاته ، يا أبن العم ّ العزيز ! هذا شنهي من مطي ؟
- هذا – مچرّم السامعين – أحسن مْطَيْ لگيته بالطولة ! حساوي ـ و ما بيه أي لوله !
- ما شاء الله .
- أريدنّك تسويليّاه وزير ، حتى يگِشْلي بالمريالات گَشْ !
- شتريده ، بيا شهادة ؟
- ها ؟ إبكيفك ! آني عايفها وراك !
- شوف يا إبن العم . للوزير : شهادة البكلوريوس بيومين ياخذها ؛ و الماجستير بثلثتيّام ؛ و الدكتوراه بخمستيّام . أنت يا هو الرايدها ؟
- أريدنها أم الخمسة ، و أمرنا لله الواحد القهار !
- ما يكون خاطرك إلا طيِّب : خمستيّام ، و تجي لهنا ؛ و آنا أسلملكيّاه : هَمْ دكتور ، و هَمْ وزير !
- يعني : أعِدّن خمستيّام من اليوم ؟ يو من باچر ، و أجيلك ؟
- من باچر ! گول : إنشاء الله !
- إنشاء الله !
- نقرا الفاتحة : بسبسصبصبصصبببببم .
- الفاتحة : ببسبسبسبسبسبسبسبم .
في الموعد المقرر ، عاد "عيع" للفرّاش ، فبشَّره الأخير بكون حماره قد أظهر في الدراسة عبقرية إستثنائية ؛ و لهذا ، فقد حصل على شهادة الدكتوراه بيوم و نصف اليوم ، حسب خطة حرق المراحل ! و هو الآن وزير سيادي خطير ! ثم أعطاه إسم و عنوان وزارته . شكر "عيع" الفرّاش أجمل الشكر ، و أثنى عليه أحسن الثناء ؛ بل و عانقه بقوة ، و ذرف دمعتين على كتفه . ثم ودعه طائراً للوزارة إياها .
بعد تفتيشه من فوق لتحت ، و من تحت لفوق ، ستين مرة ؛ دخل "عيع" أخيراً قاعة إستعلامات الوزارة ، فوجدها تغص بمئات المراجعين النساء من كل نوع ، و الرجال من نوع واحد . مرّت بضع ثوانٍ ، فدخل القاعة عملاق ضخم الجثة يحمل بيده رشاشاً ، و تتوزع خمسة مسدسات معلقة من قُبُلٍ و من دُبُرٍ . خاطب العملاق – بوجه متجهم – موظفي الإستعلامات بالقول :
- سيّد وليد ، هل يوجد هنا أي صحفي ؟
- لا ، أستاذ !
- هل كل الموبايلات مؤمنة ؟
- نعم ، أستاذ !
يلتفت العملاق نحو المراجعين ، و يرسم إبتسامة عريضة على وجهه ، و هو يخطب فيهم :
- السلام عليكم !
- و عليكم السلام !
- بارك الله بالجميع . بسم الله الرحمن الرحيم . و بعد الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، أقول : أهلاً و سهلاً بالمواطنين الأعزاء . سيداتي ، آنساتي ، سادتي : أنتم رأسمالنا الحقيقي ! و بودي العرض لحضراتكم بأن معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير يسلم عليكم جميعاً ، و يحييكم أعطر تحية ، و يقول لكم أن كل طلباتكم مستجابة و بأرخص الأكلاف . كلكم يعرف أن الوزير السيادي الجديد ليس ماصخ العينين ، و لا جشعاً مثل الوزير القديم ! الوزير السيادي الجديد هو إنسان متَّقي ، و يخاف ربّه ، و يحب الفقير ، و يحارب الفساد المالي و السياسي ! يعيش معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير ، يا !
- يعيش ، يعيش ، يعيش !
- ثانية ؛ على حب النبي المصطفى !
- يعيش ، يعيش ، يعيش !
- ثالثة ؛ على حب آل البيت الأطهار المجتبين !
- يعيش ، يعيش ، يعيش !
- بارك الله فيكم ! أنتم تعلمون أن الوزير الشاب الدكتور اللوذعي و صاحب النيافة هو إبن عشائر مؤصَّل . و لذلك ، فهو يعرف الواجب و الأصول ، و هو ضد الإستحواذ ، و التفرقة الطائفية ، و المحاصصة السياسية ! و هوّا إنسان متواضع ، و دَمِّقراطي ، و فاتح أبوابه للجميع ! و هو يعتذر من أي تقصير لكونه لم يستلم الوزارة إلا قبل يوم و نصف اليوم فقط . و هو مستعد للتوسط في حل كل مشاكلكم في الوزارات كافة . و الشهادة لله ، نحن لا نأخذ منكم غير بس تكاليف المصاريف التي ندفعها من الجيب فقط ؛ و أنتم تتفقون معي بأنه لا يوجد شيء يُكتسب ببلاش . نعم : القاعدة الربانية المباركة المطبقة على الجميع هي : شيِّلني و أشيِّلك . و عليه ، فأن التسعيرة الجديدة الزهيدة - تنزيلات خمسين بالميّة - للمصاريف هي كالتالي : التعيين على الملاك الدائم بخمسة و عشرين مليون دينار ، فقط ؛ منح القرض العقاري بما يساوي مئة راتب : عشرة ملايين دينار ، فقط ؛ منح السلفة عشرة ملايين دينار : بمليون دينار ، فقط ؛ منح السلفة خمسة ملايين : بخمسماية ألف دينار ، فقط ؛ النقل ضمن دوائر الوزارة : بخمسة ملايين دينار ، فقط ؛ النقل إلى وزارة ثانية - عدا وزارة الكهرباء - بسبعة ملايين دينار ، فقط ؛ النقل إلى وزارة الكهرباء بعشرة ملايين دينار ، فقط ؛ تثبيت العقود المؤقتة على الملاك الدائم بخمسة ملايين دينار ؛ الترقية إلى درجة مدير بعشرة ملايين دينار ؛ الترقية إلى درجة مدير عام بخمسين مليون دينار لكل شهر ، فقط ؛ إلغاء أي عقوبة إدارية بمليون دينار ؛ المقابلة الشخصية المستعجلة للوزير بمليون دينار ، فقط . سيِّد وليد !
- نعم ، أستاذ !
- سجِّل الأسماء بقوائم حسب نوع الطلبات ، و أجمع إيداعات الصندوق ، و طابقها مع القوائم ؛ و بعدها ، أيّد التطبيق بالتوقيع ، ثم إرفع القوائم لجنابنا ، مفهوم ؟
- مفهوم !
- عيني ، أسمعني يا خوي : و الزلمة اللي ما بقت عنده خرجيّة ، و عنده فرد شغيلة مسْتَعَجلة ويّا الوزير ، شيسوّي ؟ سأل عيع .
- أخي : الماعنده ، نحن ما نجبره على دفع فلس أحمر واحد ! كل ما على المراجع الكريم عمله هو أن يلتزم بالدور حسب القانون و التعليمات ! نحن دولة سيادة القانون !
- و شكثر أتنطّر حِتينا يجيني السرة ؟ سأل عيع .
- حسب عدد المراجعين ؛ أنت تعلم أن عدد سكان بلد "العوع" قد أصبح الآن أربعين مليوناً ، و عندك الحساب !
- و المراجع إللي ثارد للعچس ويّا الوزير ؟ سأل عيع .
- و ما هي صلتك بمعالي السيد الدكتور الوزير الخطير .
- آنا صويحبه ! روح گنلله للوزير : آنا "عيع" ، إبن "الحجّي عاع" ، إللي زتيته بجامعة الحضانة .
- سيِّد وليد !
- نعم ، أستاذ !
- سجِّل إسم و عنوان هذا المراجع المعگل على قصاصة ورق ، و سلِّمها لي حالاً !
- صار ، أستاذ !
بقي عيع ينتظر في قاعة إستعلامات الوزارة حتى الساعة الرابعة إلا ربعاَ من بعد الظهر ، عندما عاد العملاق للقاعة - التي لم يبق فيها أحد غير عيع - و قال له :
- معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير أبلغني بأنه لا يعرفك مطلقاً ؛ و أنه لا توجد لديه أية علاقة شخصية بك !
- دِگول غيرها ، يا خوي ! لا تتقشمر عليّا ، ترا آنا مفتش بالدبس !
- معاليه أكدلي أنه ما يعرفك ، و ما شايفك قبل !
- هذا شلون حچي ، هاذ ؟ آنا صويحبه ، و متعنّيله من بعيد ، وصاحب خطوة ، و أريدن أشوفنّه ! هسّاع !
- عود لويش أنت ما تريد أن تفهم ؟ ها ؟ لقد إنتهى الدوام الآن ، و موكب معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير جاهز للتحرك بعد دقائق ! صدقني أنه لا يعرفك ! قد يكون المقصود هو وزير آخر غيره ! يوجد هناك عشرات الوزراء في أجهزة الدولة . لقد أكّد لي الوزير بأنه لا يعرف أحداً يراجع دواوين الوزارات بالدشداشة و العگال و نعال التاير ، و أسمه "عيع" !
هجمت الوساوس المربكة و الصاخبة على رأس عيع ، و خشي أن يخرج الوزير فيخسر هو الصاية و الصرماية ؛ فقام من مكانه ، و وضع دشداشته بين أسنانه ، و أمسك بعقاله ، و هرول كالغزال نحو موكب الوزير ، و هو يصرخ مردداً النداء :
- أريدن أشوفن الوزير ! لازم أشوفن الوزير ـ هسّاع .
أمسك بتلابيبه رجال حماية الوزير ، و هو يصرخ :
- آنا صويحب الوزير ؛ لازم أشوفن الوزير ! هسّاع !
ترجَّل شخص أشيقر من سيارة مظللة عالية ، و قال لرجال الحماية :
- أتركوه ! أنت ، أبو العگال : تعال هنا !
يتحرك "عيع" بسرعة نحو شخص الوزير و هو يتمعَّن بكل بوصة منه بفخر طاغٍ ، و بفرح غامر .
- شلون تدّعي أنك صاحبي ؟ من أين تعرفني ؟
- إيه ، و الله و العبّاس ! هذا هوّا بعينه و عيانه : أشْگَر ، و بگصته طُرّة ! بسم الله الرحمن الرحيم ! الله المصلي على محمد و آل محمد ! بداعة رويحة أمّيمتك المرحومة ، يا معالي السيد الدكتور الوزير الخطير ؛ إنت ما چنيت ، قبل ست إيام ، مطي حساوي مربوط بطولة حَمَد خنّوس ، قبل ما أشتريك آنا بخرجيتي ، و أسوگنّك لجامعة الحضانة حتى يسوولك منّاك شهادة الدكتوراه ، و أسلمنّك تسلوم يد عند صويحبي الفرّاش الشاعر ؟ ها ؟ سايم عليك العبّاس يا معالي الوزير السيادي الخطير : إحِچْ الصدگ ، و لا تچذب : موش إنت چنت مطي حساوي ؟
- و لكم هذا أكيد فرد واحد سويچ و مخبَّل ، لو إرهابي مكبسل ! طرِّدوه خارج الوزارة ، يللا ، بالعجل ! و ممنوع يدخل للوزارة مرة ثانية !
- بويا ، گول غيرها ، يا مطينا ! هاي هيّا مجازاتك لتعبي و فليساتي اللي ذبّيتهن عليك ، و سوّيتك آدمي ، و خليتك تصير بهاي المنزلة ؟
- دِگوه ! دِگوه ! حيل !
- و لكم آخ ! لا يا حرام زاده ! و لكم ، آخ ! و لك ، لو ما إنت أصلك مطي چان شسوّيت ؟ ها ؟ تفو عليك يا ناكر الجميل ! آخ !
- دِگوه دَگ زين ! حيل ! كسِّروا ضلوعه ! مخبَّل ! مخبّل !
- آخ ! لا يا ملعون الصفحة على هاي العملة السودا ! و لكم آخ ! ها ، و لك ، تتجاسر على الإيدين اللي سوِّتك آدمي ؟ ها ؟ و لك ، لعد وينه خوف الله اللي دا تزامطون بيه ليل نهار ؟ آخ ! و العباس ، كلكم چذاذبه ، و سرسريّة ، و أهل برطيل ! آخ ! ها ؟ شلون وزير ، و يكسِّر بضلوع المراجعين اللي سوّوه آدمي ؟ يا عيبةِ العيبة ! و لك ، و الله ، إللي مثلك تَرمَن يروح فدوا للجراوي السايبة ! آخ ! آخ ! دِبَسْكُمْ دگ ، بَسْ ! شنهي : قابل آنا هَمْ مُطي مثل معالي وزيركم هذا ؟ آخ ! كِتْبَة السودا عليكم ، و على الخلّفوكم ، و على الخلّفوني ! آخ ! آخ !
بعد خروجه من المستشفى مُجبَّر الذراعين و الرأس ، ذهب "عيع" لفرّاش جامعة الحضانة ، و حكى له تفاصيل الإستقبال الحار له من طرف حماره الوزير الخطير . و عاتب الفرّاش – و هو يجهش بالبكاء – لكونه لم يلقّن حماره الوزير الخطير جيداً مبادئ الوفاء لمن يدين لهم بمنصبه ؛ فباح له الفرّاش الشاعر بسرّ خلود فضيلة كوميديا الإحتراف عند السياسيين في بلد "العوع" بالقول :
- إسكت و خلّيها ، يا إبن العم . آنا موش إبساعتها گتلك : ذولا مطايا ، يجيبهم إلمشتريهم إلنا ، و إحنا نستلمهم منهم ، و نسوّيهم أوادم هنا ، و نمنحهم أرقى الشهادات المزوَّرة زيارة أصلية . و أول ما يستلمون المناصب العالية بالتزوير ، يعيفونا و يروحون ، و يسوّون نفسهم بعد ما يعرفونا أبداً ، و لا يستعبرونا بفلسين ؟

بغداد ، 19 / 4 / 2013



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام زنزانة الإعدام
- العبقريون الثلاثة
- الماركسية و الأخلاق
- قصة حبيبين
- الغربان و الحمير
- قطاع الخدمات في النظام الرأسمالي من وجهة نظر ماركس
- القرد و الجنّية و الغول
- رد على د. مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة ...
- أبا الصّفا / مرثاة للشهيد الشيوعي الدكتور صفاء هاشم شبر ، أس ...
- الإمتحان
- الفيل و الضبع و البغل
- طرزان و ذريته
- رد على د. مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة ...
- رد على د . مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة
- شيخ المتقين و الخنازير
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 3-3
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 2-3
- شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 1-3
- كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 12
- كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 11


المزيد.....




- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - معالي الوزير السيادي الخطير