أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الشاطر حسن والرقص مع الذئاب














المزيد.....

الشاطر حسن والرقص مع الذئاب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك ثمة رسالة يبذل القائمون على العمليات الإرهابية الأخيرة جهدهم أن تصل واضحة. وفيها كأني أقرأ جملة إعتراضية تقول : ايها الذاهبون إلى جنيف 2, عليكم أن تعلموا أن هناك ثمة قوى يجب أن تشركوها معكم في تقرير أمور المنطقة, قوى تستطيع أن تهيمن على الساحة العراقية في أية لحظة تريد, وتفرض إرادتها بالشكل الذي تريده, وبالتالي فما هو على الأرض هو الذي يجب أن يكون على الطاولة..
أنا لا أريد أن أتهم أحدا بشكل مباشر. ضعوا كل القوى على المنضدة ثم إفحصوا مصلحتها واحدة واحدة على شرط أن تبحثوا عن تلك المصلحة مترابطة مع حالة أو حدث يستوجب قيام هذه المواجهة من أجله. فلا أحد يضيع وقته وجهده وأمنه وماله وناسه بدون أن يكون له هدف كبير يستوجب هذا الشكل من المواجهة..
إفحصوا أوراق إسرائيل وأمريكا وقطر والسعودية وتركيا على جهة, ثم إفحصوا أوراق النظامية السوري والإيراني والروسي وحتى الصيني على الجهة الأخرى لأن الجميع يريد أن تأتي قرارات جتيف 2 لصالحه.
لا يكفي أن تكون حليفا لأحد لكي تأمن جانبه.. مثلا كانت لنا تجربة سابقة مع الإرهاب الذي كان يدعمه بشار الأسد, على الرغم من أن حكومتنا برئاسة المالكي, كانت أيضا حليفة لإيران, التي هي في نفس الوقف الحليف الأهم لعدونا في ذاك الوقت, وصديقنا في هذا الوقت بشار الأسد.
بإختصار: حليفكم الآن, كان أيضا حليفا لعدوكم آنذاك, الذي اصبح صديقكم بعدها, كل ذلك كان جرى في مساحة ضيقة يفترض أن لا يكون فيها حليف العدو سوى عدوا. لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما مما يدفع إلى الإعتقاد بإمكانية أن يكون حليفك هو عدوك في نفس الوقت.
في العراق إختلطت الساحة بالقادمين إليها من كل الجهات, وصار بإمكانك أن ترى أخا يجلس إلى أخيه وهم أعداء, وصديقا يجلس إلى صديقه وهم خصوم, كما صار بإمكانك أن تشهد أيضا كيف تتغير الصداقات في لحظة, وتتبدل الخصومات في أخرى, ويتم الإنتقال من النقيض إلى النقيض دون أي إستراحة بين النقيضين.
في ساحة كهذه سيكون من الخطأ الحكم على ظاهر الأمور دون بواطنها, ومن الخطأ أيضا إعتماد التفسيرات النصية التقليدية الجاهزة لتفسير الجرائم الإرهابية الأخيرة دون ربطها بمعادلة أن حليفي قد يكون عدوي في ذات اللحظة, وإن صديقي قد يكون خصمي في اللحظة عينها, وإن ما يقوله هذا الحليف العدو بلسانه هو غير ما ينفذه بيده .
المالكي من جهته كان راهن مراهنة غير ذكية حينما إعتقد أن بإمكانه أن يسير على حبل العلاقة بين إيران وأمريكا, فكأنه أراد بذلك أن يقفز مع الأرانب ويرقص مع الذئاب وينام مع الأفاعي ويأكل مع الأسود ويسبح مع التماسيح..
إنه في حالته هذه مثل حالة إمرأة تتزوج برجلين عدوين لبعضهما في آن واحد فتضع نفسها بالتالي أمام مشكلتين في ذات اللحظة, فلا حالة زواج كهذا مقبولة بشكل مبدئي أو أخلاقي أو قانوني, كما أن قدرة هذه المرأة على إرضاء رغبات الزوجين المتعاركين لن تستمر طويلا, وهناك إحتمال كبير أن تذهب تلك المرأة ضحية المعركة بين الرجلين على من له السيادة على دار الزوجية.
معادلة الشاطر حسن في مسك العصا من الوسط هي محاولة مأساوية, لكنها في نفس الوقف تبعث على الضحك حد الإستلقاء على الظهر, فالدولتان, أمريكا وإيران, ليستا من السذاجة لكي تسمحا لكائن من كان للضحك عليهما لحسابه الخاص, وحتى أنه إذا حاول أن يعطي لهما بما يرضيهما في لحظة بذاتها, فإنه سيجد نفسه عاجزا عن إرضاء أحدهما في اللحظة الأخرى. حينها سوف يتقدم أحدهما لكي يُفهمه بأنه لم يعد يصلح لمواصلة الرقصة, وفي كثير من الأحيان سوف لن يأخذ الزوجان إذنا من إمرأتهما حينما يتبادلان اللكمات القوية, وحينما تبدأ المعارك البينية بين الزوجين سوف تكتشف الزوجة أنها لم تعد أبدا سيدة الدار..
في لحظة السكون يمكن لرجال من أمثال الشاطر حسن أن يلعبوا على الحبال ويمسكوا العصا من الوسط, ولكن حينما تتضارب المواقف, وينحسر السكون, وتبدأ العاصفة, سيكون الشاطر حسن هو أول من يسقط من على ظهر الحبال.
والحقيقة أن حبال السياسة الرقيقة غالبا ما تكون بدون ظهور, ولذلك يصعب الرقص عليها.
أما العراقيون فسوف لن ترحمهم أقدام الراقصين على أرضهم, ذئابا كانوا أم كلاب



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الشاطر حسن والرقص مع الذئاب