أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدكتاتورية الممكيجة














المزيد.....

الدكتاتورية الممكيجة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل حاكم عربي يتصور, أو يجعلوه يتصور, أنه الوحيد زمانه, وأنه الإنجاب التاريخي أو مختار عصره. والدكتاتور هو واحد في مختلف العصور ومختلف الأمكنة. أما في المرحلة الحالية فقد تشرعنت الدكتاتورية عن طريق الإنتخابات وإستبدلت الدكتاتوريات المكشوفة بالدكتاتوريات الممكيجة.
كل شيء على السطح يظهر ممكيجا بمساحيق لا تفلح بإخفاء الوجه الكالح للثقافة السياسية التي هيمنت على المنطقة في المرحلة الحالية. في مساحة واحدة يطلب من حرية التعبير أن تزدهر في ظل الكواتم والسجون السرية وسيف النوايا الجاهزة لتحويل الخصم إلى إرهابي في اية لحظة يرى الحاكم أن هناك ضرورة للتقدم إلى الأمام على طريق الإنفراد بالسلطة.
لكن, بعض أسوأ ما في هذه المرحلة هي ديكتاتوريتها الممكيجة بمساحيق الديمقراطية.
في مساحة الدكتاتورية القديمة وغير الممكيجة كان يمكن للهوية الوطنية أن تنمو وتتكون بإتجاه معرّف, فالدكتاتور ونظامه في جانب والشعب وقواه الوطنية الديمقراطية على الجانب الآخر, حتى هذه (الميزة) يقضي عليها الديكتاتور الممكيج.
الدكتاتور فيه يعيد قصة القمع ذاتها, أما النصف الآخر, وهو النصف الممكيج, فيعمل على منع تكوين ثقافة معارضة بهوية مضادة موحدة وواضحة.
هذه الشخصية الجديدة, اي الدكتاتور الممكيج, التي نراها تتحرك الآن في مصر والعراق على سبيل المثال, يأتي بحالتين معه في ذات اللحظة, حالة الظلم المركزي العام, وحالة تشتيت رد الفعل وإخضاعه على مستويات متعددة لصالح الدكتاتور نفسه.
بوجود الأحزاب الطائفية الإسلاموية ضاعت مركزية الإنتماء إلى دولة ووطن وحلت محلها هوية الإنتماءات الجزئية التي يعمل الدكتاتور الممكيج على أن تحارب بعضها البعض بدلا من أن تحارب ضده. وفي المساحة ذاتها تمكن الدكتاتور الممكيج من الهيمنة على الفعل ورد الفعل أيضا, وهذه مسألة خطيرة, إذ حتى رد الفعل على الظلم المركزي الذي يتعرض له الجميع منعوا تكوينه, فإن تكَّون فسيتكون لصالح الظلم نفسه.
والحق أن تجربة الإسلامويين الطائفيين فيها بشاعة جديدة, ففي السابق كان يمكن الإشارة بخط مستقيم إلى مصدر الخلل, أما الآن فإن الوصول إلى ذلك يمر من خلال خطوط متعرجة وملتوية ودائرية ونازلة وصاعدة وهي تشكل لدى البعض متاهة تماما مثل لعبة المتاهة التي يصعب عليك الخروج منها.
وفي هذه المتاهة سيتعب الكثيرون وهم يفتشون عن طريقة الخروج من المأزق, كما وسيبقى البعض تائها ودائرا على نفسه. وفي زحمة الدوران تلك فإن الدكتاتور الممكيج والقوى الدولية والإقليمية التي تدعمه ستتمكن بسهوله على الحصول على ما تشاء بعد أن تكون جعلتنا كما فئران الكيس الذين فقدوا التركيز بعد ما خضعوا لعملية دوران سريعة أفقدتهم قدرتهم على التوازن.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. تقييم استخباراتي أمريكي يخالف ترامب: الضربات ع ...
- إسرائيل تعلن تمديد تعبئة جنود الاحتياط
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...
- كيف يمكن محاسبة مجرمي سوريا؟ درس من فرانكفورت
- من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدكتاتورية الممكيجة