أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة














المزيد.....

الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
جعفر المظفر
حينما تطغى لغة المبادئ يمكن للتقييم أن يأتي واضحا ومتماسكا ويكون صاحب الرأي أمينا وشجاعا ومتماسكا وغير ميال مع الريح, فإن أعطى رأيا في هذا أو ذاك فسيكون غير منحاز إلا للحق لكي يترتب من خلال بوابته موقف الإنحياز بعد ذلك للقضية او الشخص..
المشكلة لدينا الأن في خصوص الموقف من الخصوم, سواء كان هذا الخصم إيران أو قطر, بشار أو جبهة النصرة, هي مشكلة شيطنة الخصوم أولا, حيث يصبح كل ما لدى الخصوم باطل, وكل ما لدى خصوم الخصوم حق. أما المشكلة الثانية فتكمن في الإنحيازات غير العادلة, فلكي تكون ضد عدوك يجب ان تكون مع عدو عدوك.
لكن ومن الناحية الأخرى, وحيث ندعو إلى نبذ سياسة الشيطنة لأنها تسقط من أيدينا قدرة تعريف المشكلة وتحديد نوعها فإن علينا أن لا ننسى طبيعة صراع المصالح الإستراتيجية بيننا وبين خصومنا, جيرانا كانوا أم بعيدين. وإيران ليست سبب كل مشاكلنا بطبيعة الحال, فهذه شيطنة واضحة, غير أن إيران في نفس الوقت ليست بعيدة عن كثير من المشاكل سواء تلك التي تحدث في العراق أو الناتجة من طبيعة التحديات الإقليمية بشكل عام وذلك على صعيد الوضع السوري أو اللبناني..
قطر من ناحية ثانية موكل إليها القيام بدور خطير على صعيد ترسيخ سلطة التيار الإسلامي السياسي, وإعادة رسم خارطة المنطقة وتقسيمها وتوزيعها. وإن إدانة دورها على أكثر من صعيد لا يجعلنا ننسى مشروعية الثورة على الأنظمة القمعية مثل نظامي بشار وصدام, مثلما يجب ان لا ينسينا أيضا لعنة التغيير في غياب البدائل التاريخية, فنكون كالهاربين من القبور إلى القبور حينما نستبدل كابوس بشار الأسد بكابوس جبهة النصرة, مثلما كنا إستبدلنا كابوس صدام بكابوس اللصوص والمزورين.
غير أن ذلك يجب ان لا يسقط من الحساب أن ثورة الناس البسطاء على الظلم والقمع لا يمكن أن تنضبط بالفرجال وإنما هي تفسر بقوانين الطبيعة أكثر مما تفسر بقوانين السياسة, فهي كالزلزال أو العاصفة, حينما تتجمع نذرها وسحبها فهي تحدث بقوة وتحرق وتدمر وتقوض في طريقها الكثير مما يجب أن لا يقوض. وإذا ما عدت إلى بدايات الثورة السورية فستعرف بكل تأكيد أنها كانت تلقائية, ثم تصاعدت بفعل مخزون الظلم والقمع الذي تعرض له السوريون من جهة والإستعداد اللامتناهي للسلطة في عدم الإستجابة لمطاليب خصومها من جهة أخرى.
إن مهمة الكاتب الوطني المبدئي وغير المدفوع الثمن ان يقول كلمة الحق, ولكي يفعل ذلك عليه أن يتحلى بقدر عالي من الوعي والأخلاقية والمبدئية, وهذا المثلث المعرفي والسلوكي هو الذي يجعله قليل الشطط أولا, وهو الذي يحرسه دائما من خطر الوقوع في خطأ التقييمات, لقصد أو بدونه. وليس لي سوى أن أتمنى أن يكون القارئ الذي أحدثه يمتلك من الوعي ما يعينه على الرؤيا الصائبة, مثلما يمتلك من الأخلاق والمبدئية العالية ما يجعله يحكم على الأحداث الكبرى دون أن يأخذه تيار التفاصيل إلى المرفأ الخطأ.
إن قارئا كهذا سيمتلك من المبدئية العالية ما يجعله بمنأى عن الإنحيازات المريضة, ومنها تلك المنحازة سلفا إلى هذا الفريق قبل أن تكون منحازة إلى الحق بداية.
إن ساحتنا العربية تعيش مخاضا جعلها, لتسارعية الأحداث ولحدَّتِها وضرواتها, لا تمتلك المساحة الزمنية الكافية لإعادة ترتيب أفكارها وأحكامها, ولهذا نرى تداخل الصور والرؤى والأحكام إلى حدود الفوضى. ولست أعجب حينما أجد بين صفوفنا من لا يرضى لبشار قمعه, ويتمنى أن يرى سوريا بدونه, لكنه يعود بعد ذلك للتمنى على أن لا يحدث شيء من هذا, ليس حبا ببشار, وإنما كرها بالبديل التكفيري والطائفي.
لكن تحليل الأمر بالعقل والمنطق سيجعلنا نتفق على أن الثورة على الظلم اللامتناهي لا تقاس بفرجال ولا تخضع للقوانين الرياضية أو حتى لقوانين السياسة. إنها تخضع في بعض الأحيان إلى قوانين الطبيعة, تماما كالزلازل والعواصف, فأنت لا يمكن أن تمنع زلزالا من الوقوع بجة الخوف من عمليات النهب التي تعقبه, ولا ان تمنع عاصفة من أن تقوم بحجة الخوف على أوراق الأشجار. ولذا فليس من العدل مطلقا الدخول إلى تقييم تلك الثورة من خلال بوابة الخوف من جبهة النصرة والتخويف بها, رغم مشروعية هذا الخوف وهذا التخويف.
وإنما يستدعي ذلك إيجاد حل يجمع ما بين الحرصين, الحرص على حق الشعب السوري في التحرر من نظام الأسد القمعي, والحرص على ثورته من الضياع لصالح بديل سيئ هو مجاميع التكفيريين والطائفيين والذباحين.
وفي المساحة التي تجمع ما بين الحرصين عليك أن تقول رأيك وتنصح به وتعمل له.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة