أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد أحمد الفرشيشي - كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...














المزيد.....

كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...


وليد أحمد الفرشيشي

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ


-1-
أنْتَ وَحْدَكَ...
يَسِيحُ فِيكَ قَيْحُكَ الشَّخْصِيُّ...
يَغْسِلُ عَالًمَكَ فِي مَجارِي الذُلِّ والإفْكِ المُوَشّى...
هُوَ...
مُتْعتكَ العَاهِرَهْ التِّي لا يَلجُهَا السُّعالُ و الغُفْرَانُ...
زَوائِدُكَ التي كَبُرتَ في جوفِ بَوَارِهَا
وَبُرْتَ فِيهَا...
وجْهَ أمّكَ المتعرّقِ...
هلْ تَذْكُرُ وَجْهَهَا؟ شَامتُها؟
حَلِيبُ ثَديِهَا المَائِلِ كَعَرْشِ الله؟
هلْ تشمُّ دُمُوعَهَا المُنْعَكِسَة عَلىَ المَرَايَا الكَئِيبَهْ؟
أيُّهَا الضَالُّ في اللُّغَهْ...
والإسْتَدْرَاكَاتُ المُضَلّلَهْ...
كَمْ أنْتَ وَحْدكْ...
-2-
الإستعارَةُ أختُ الشَّاعِرِ بالرِّضَاعَةِ...
وَكُلَّ شاعِرٍ يُبَرِّرُ رُعْبَهُ بالإسْتِعَارَاتِ...
أخَوَاتَ ما "كَانَهُ"...
وَمَا لَنْ يَكُنْهُ...
سَتَائِرُ العَتَمَهْ...
مَتى كَانَ عُرْيهِ ضَرورةً شِعْرِيّةْ...
هَذَا مَا كَانَ لَكْ...
وأنت تقتلعُ نَشَازَكَ العَمِيقُ مِنَ الحَقِيقًهْ...
أيُّهَا الضَالُّ في اللُّغَهْ...
والإسْتَعَارَاتِ المُهَلْهلَهْ...
كَمْ أنْتَ وَحْدكْ...
-3-
أنتَ..أنتَ..
شَقِيقُ إرْتِيَابُكَ،
وإغْترابكَ...
كُلًّمَا غُصْتَ أكْثَرْ
فِي سَحِيقِ شُكُوكِكْ،
هَرَعْتَ إلِيكَ لِتَتَخَفّفَ
مِن الخِذْلاَنِ الذّي ينتشرُ فيكَ كَالجُذَامْ...
وأنْتَ تُردّْدُ فِي شَغَبٍ ثَائِرٍ:
"عندما يرفضُ الله أن يظهر...
عندما يرفضُ أن يمنحك إشارة واحدة تعلنُ ترحيبهُ بالحلول فيك،
خذْ مصيرك بين يديكَ،
وأركل جانبيه بقسوة وأركضْ..أركضْ..أركضْ..
هاربا بكرامتك و أورامك...
فهذه الحياةُ ليست لك، ولن تكون لهُ".
كَمْ كُنْتَ ضَالاَّ...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...
-4-
عندما نسقطُ في الكره، نبدأ في البحث بشراهة عن الله في أيّ شيء، خوارق متنبّئ، كؤوس الويسكي، نهدي حبيبة، حانات نهج مرسيليا، نفايات المدينة، المماشي الترابيّة، فروج العاهرات المتقرّحة ، غرف الفنادق سيئة السمعة، المقاهي التّي تشبه سحنات روادها، المساجد التّي تغلّف الكفر بالإيمان، آلام الظّهر، إرتفاع الحرارة، أو السرطان الذّي ينهشُ جسد ثعلب عجوز...
و عندما نعتقدُ أنّنا وجدناهُ أخيرًا، نكتشفُ أنّنا جئناهُ متأخّرين كثيرًا....
-5-
فِي كُلِّ "لاَ" تَقُولَهَا...
ثَمّةَ جَمْرَةٌ تَنْطَفِئ...
وَمَلاَكٌ يُطْرَحُ جَنَاحَاهُ للمَزَادْ...
مَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ...
مَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ...
"لاءُكَ" الوحيدةُ مثلكْ...
هِيَ ربّكَ الأعْلَى...
وَشُرْعةُ غَرَامِكَ اليَائِسِ الذيّ تُوَزّعُه سِرًّا
كَيْ تَظلَّ وَحْدكْ...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...
-6-
أظنّهُ مِنْ رَائِحَةِ أُمِّكْ...
هَذَا الحَلاَّجُ الذَّي تُطرَحُ أسْرَارُهُ لِلريحِ
بِكْرَ التَجَلّي البَتُولِ كَانَ
وَأسيرَ العُيُونِ الأكْثَرَ شَهْوَةً للدِّمَاءِ
هَذَا الحَلاَّجُ الوحيدُ والمُرِيدُ
والمُحْصي المُعِيدُ لِأبْنَاءِ الإِلاَهِ العَنِينَ...
وأنتَ تُجعّدُ شَعْرَهُ قَبْلَ الصَّلْبِ المُهِينِ...
هَلْ سَألْتَ نَفْسَكَ
لِمَاذَا لَيْسَ للخُلُودِ إلاَّ طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ،
وطُرُقِ المَوْتِ أكثرُ من أن تُحْصى؟
-7-
كُنْتَ تقولُ...
"أنا لم أذنب. هم أذنبوا في حقّي. الكرهُ فقط من يجعلني قادرًا على الإستمرار. حتّى في تلك الأوقات التّي تزهرُ فيها القسوة لتخنق فيّ الأمل، كان الكره فقط من يعطيني القوّة لأظلّ حيّا، لأعيدهم إلى زمن العبوديّة."
كَمْ كُنْتَ غِرّا...
وَقَيِحُكَ الشخصيُّ يسيحُ فِيكَ...
لِيَمْلأ أحواَض وَرْطَاتِكَ...
وَيَحْرُسُهَا مِن كُلّ المُفاجَآتِ العِدَائِيَّهْ...
-8-
الآن، ستصلُك النّهاية بالفراغ الذّي لن ترفع فيه حاجبيك مستفسرا ومستطلعا ومتأوّها ولن تعود منه أدراجك لترتّب حياتك وفق إشتراطات جديدة وبأقلّ الخسائر الممكنة.
نهايةٌ لم تخترعها لنفسك و إن أوهمت نفسك.
نهايةٌ تشبهُ حكيك العجائبي الذّي تغرسهُ كالمخالبِ في أفواه من كرهت دائما و من احببتَ ايّضًا.
نهايةٌ ستتخثّرُ كالعواء داخلكَ لدقيقتين أو أكثر قبل أن تزفّك الشهقة الطويلة والعويلُ المجذّفُ و العيون البيضاء الزجاجيّة المعلّقة في السّقف إلى ما ابعد من النّهاية، إلى ما أبعد من الأبدية المضلّلة.
سَتُشْطبُ في مهانة
وستكونَ وحدكَ...
وحدكَ تَمَامًا...
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...



#وليد_أحمد_الفرشيشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَمْ كانَ مَرِيرًا هَذَا العُوَاءْ
- رسالة سمعان القيرواني الرجل الذي حمل الصليب (قصّة قصيرة)
- مُرَّة ٌ هذه الجُدرانٌ وهي تحضنني
- صرّةٌ حُزنٍ أزرق
- إلاّ إذا.....
- حتى الأمطار تنتحر يا عزيزتي...
- في فلسفة السقوط
- شكري بلعيد....عندما تُغتالُ معجزة في المدينة
- في عينيكً بيتٌ عتيقٌ
- قصائد نيّئة
- إلى دمشق...سلامًا...سلامًا
- فصّلتْ
- هيه !! (قصّة قصيرة)
- كلمات
- -الذلّ و الضباع-
- تلك التي تأتي ليلا
- ثلاث و ثلاثون مرّت...
- هذه الموجة خالصة لي
- فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي: لهذه الأسباب تخشى النهضة ع ...
- قلب بين ضفّتين


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد أحمد الفرشيشي - كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ...